-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الفيفا تشرّح ظاهرة الموت الفجائي

الشروق أونلاين
  • 5844
  • 3
الفيفا تشرّح ظاهرة الموت الفجائي
ح.م
لقطة مصرع اللاعب الايطالي موروزيني

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، الاثنين، عن فتح سجل عالمي يشمل جميع اللاعبين الذي فارقوا الحياة بشكل مفاجئ أثناء ممارسة الرياضة في المستوى العالي، وتعتزم هيئة بلاتير تشريح جدي لظاهرة بلغت مستويات مخيفة في السنوات الأخيرة.

بحسب ما أوردته الفيفا على موقعها الرسمي، فإنّ الهيئة الكروية العالمية ستنسّق مع جماعة لا سار الألمانية لمعرفة أسباب كثير من التراجيديات التي حفل بها تاريخ الكرة، وتراهن الفيفا على إيجاد أدوات وقائية تسمح بالاكتشاف المبكّر للأمراض سيما القلبية، عبر نظام معلوماتي طبي استعجالي.

وفجّر الرحيل المتتابع لكثير من اللاعبين في الجزائر والعالم، ردود أفعال كثيرة، واحتدم الجدل أكثر بعد كشف مقربي الراحل حمزة بوناب أنّه كان يعاني من مرض في قلبه لم يتم تحديده من قبل (..) وهو سر يثير تساؤلات عما إذا كان المرحوم خضع لفحص طبي دقيق قبل السماح له بالممارسة كرياضي نخبة؟ وهي مسألة تزداد خطورة، حينما يردد مسؤولون أنّ الفحص الطبي المعمق للاعبين لا يتم بالشكل المتعرف عليه.

والملاحظ أن الجميع يهرع لتقاذف التهم وكل واحد يحمل الأخير المسؤولية في الأسباب التي ساهمت بشكل واضح في فقدان هؤلاء اللاعبين، حيث شدّدت إدارة فريقي شباب بلوزداد وترجي مستغانم على أنّ عدم توفر سيارتي إسعاف مجهزتين، وراء مأساة بن ميلودي وقصبة.

ويرى متابعون أنّ الوقت حان لتوخي صرامة أكبر في المتابعة الطبية للاعبين خاصة والرياضيين بشكل عام، حتى لا تتكرر فصول مؤلمة، والمطلوب بلسان أطباء، إعطاء أوامر صارمة لجميع الرابطات والنوادي لاحترام أساسيات الطب الرياضي مع مراعاة شروط الأمن الصحي في الملاعب، حتى يتم تحجيم الظاهرة المخيفة، وذلك يمر عبر إخضاع فحوصات شاملة مع المواظبة على التحاليل الطبية، وتكريس الرقابة التي لا تزال مجرد شعار لدى الفاف فيما يبدو.

ويقول الدكتور “ياسين زرقيني”، عضو اللجنة الطبية بالاتحاد الدولي لكرة القدم، أن الهيئات الكروية في الجزائر، تتحمل مسؤولية وفاة العديد من اللاعبين على ملاعب كرة القدم الجزائرية، موضحا “رابطات تنظيم المنافسة تتحمل جزء كبير من المسؤولية في وفاة اللاعبين، لأنها تمنح إجازات للاعبين دون إجبارية الحصول على الملفات الطبية

وأكد زرقيني أن عدم اكتشاف مشاكل الكثير من اللاعبين على مستوى القلب، يؤدي إلى مضاعفات مع مرور الوقت ما يسير بهم إلى الموت.

خاصة أن الحادثة ذكرت الكثير من الجماهير الجزائرية بحوادث مشابهة في صورة المرحوم ، حسان لحمر، عابد قصبة، بن ميلودي، عمروس الطيب، وموحة مدافع شباب بلوزداد في الستينات وأسماء أخرى.

الجزائر تتواجد في الصدارة دوليا  

تحتل الجزائر الصف الأول عالميا من حيث وفيات اللاعبين خلال مباريات كرة القدم، والفاحص للحالات المسجلة يتوصل إلى أنّ بلادنا تتواجد في مقدمة الدول التي تشهد الموت المفاجئ للاعبين في مقتبل العمر، والمثير أنّ كثيرا من هؤلاء “الشهداء” صاروا محلّ نسيان على غرار حسين بن ميلودي، حسين قاسمي، عابد قصبة، موسى بن عزوز، وغيرهم من خيرة لاعبينا.

أول هؤلاء “الطيب عمروس” (مولودية الجزائر) الذي توفي في 16 ديسمبر 1969 بعد سقوطه على رأسه في ملعب بولوغين، حسين بن ميلودي مهاجم المنتخب الوطني وشباب بلوزداد، عبد الكريم عابد قصبة لاعب ترجي مستغانم، حسان لحمر متوسط ميدان شبيبة بجاية ومولودية باتنة، بن عرفة ميدو إتحاد الأغواط، والقائمة تطول.

وتطرح إشكالية الطب الرياضي نفسها بقوة، طالما أنّه لو تمّ توظيف الأخير بعناية لتمّ الحيلولة دون حدوث المآسي، ولنا في الايطالي أنطونيو كاسانو والكونغولي فابريس موامبا خير دليل للاعبين جرى إنقاذهم بفضل المستوى الذي بلغه الطب الرياضي في القارة العجوز. 

ألغاز بن ميلودي، قصبة وقاسمي 

يتذكر متابعو الشأن الكروي في الجزائر بكثير من اللوعة والأسى، رحيل كثير من لاعبي المستديرة، على غرار اﻟﻄﯿﺐ ﻋﻤﺮوس المدافع الصلب لمولودية الجزائر اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬي سقط على رأسه بملعب بولوغين في شتاء 1972 ﺑﻤﻠﻌﺐ ﻋﻤﺮ ﺣﻤﺎدي ﺑﺒﻮﻟﻮﻏﯿﻦ.

المصير ذاته طال الفقيد حسين بن ميلودي مهاجم شباب بلوزداد والمنتخب الوطني في السبعينيات ومطلع ثمانينيات القرن الماضي، حيث لقي أحد المساهمين في تأهيل الخضر إلى نهائي كأس إفريقيا 1980 بنيجيريا، حتفه فوق أرضية ميدان 20 أوت في المواجهة التي جمعت فريقه بنادي اتحاد عين البيضاء إثر إصابته بنوبة قلبية، زادها بلّة غياب سيارة الاسعاف في الملعب آنذاك.

وبعدما نجا الدولي السابق “كمال جحمون” من الموت بأعجوبة إثر ارتطامه بأرضية ميدان 20 أوت في نوفمبر 1993، أتى الدور على عبد الكريم عابد قصبة لاعب ترجي مستغانم الذي وافته المنية بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة خلال إحدى مباريات بطولة القسم الوطني الثاني في نوفمبر 1998، خلال لقاء جمع الترجي بالسنافر ورحل صاحب الـ 24 ربيعا، حين سقط مغشيا عليه في الدقيقة الرابعة عشر، وخلافا لاعتقاد البعض أنّ الأمر يتعلق بوعكة خفيفة، نزل الخبر المؤلم كالصاعقة بنهاية الشوط الأول بإعلان فاجعة رحيل الفتى الذي سجّل مقصية من أروع ما يكون قبلها بأسبوع في مرمى الدولي السابق عمر حمناد حارس مولودية الجزائر آنذاك.

بن عزوز.. لحمر وبوناب: النزيف المخيف

لم يتوقف النزيف برحيل قصبة، بل تولى عبر رحيل الهداف السابق لمولودية الجزائر وشبيبة القبائل في 21 ماي 2000 إثر اصطدامه بمراد سلاطني قلب دفاع اتحاد عنابة بميدان الفاتح نوفمبر بتيزي وزو، ثم مات موسى بن عزوز متوسط ميدان أمل بارادو في 14 نوفمبر 2002 بمستشفى باب الوادي بعد عودته عاديا من مباراة جمعت ناديه بأولمبي المدية على أرض الأخير، تلاه محمد حموش الحارس الأسبق لاتحاد البليدة وأولمبي المدية.

وشهدت سهرة الخميس الثامن أكتوبر 2009، وفاة حسان لحمر متوسط ميدان شبيبة بجاية، واللافت أنّ وفاة لحمر كانت على منوال بن عزوز، إذ لفظ أنفاسه في منزله إثر تعرضه لأزمة قلبية حادة توفي على اثرها مباشرة وليس فوق الميدان، وكان ذلك في منتصف مرحلة الذهاب للموسم الكروي 2009/2010، علما أنّ لحمر سجّل أجمل هدف في ذلك الموسم بقذيفة صاروخية من أربعين مترا.

وكانت خاتمة المآسي، رحيل حمزة بوناب (29 سنة) مهاجم جمعية الخروب بعد تعرضه إلى نوبة قلبية مفاجئة توفي على إثرها مباشرة، علما أنّ التراجيديا وقعت أثناء مشاركته في إحدى المباريات الاستعراضية بعد انتهاء الموسم الكروي في الجزائر.

كما شهدت الملاعب الجزائرية كثير من الوفيات للاعبن صغار ينشطون في الفئات الشبانية، على منوال ذاك النجم الصاعد الذي توفي بملعب براقي، واختلفت آنذاك الآراء حول سبب الوفاة، فهناك من أرجعها لمعاناته من مرض القلب، وهناك من أرجعها لتعرضه للسقوط دون أن يتم تقديم له الإسعافات الأولية إضافة إلى عدم توفير سيارة إسعاف لنقله إلى المستشفى، وكذا وفاة لاعب آخر من فريق حوش المخفي ببلدية الرغاية، ولم تأخذ الحادثتان صدى إعلاميا كبيرا للأسف. 

هكذا تعامل البرازيلون حين توفي سرجينيو !

وليست الجزائر وحدها التي شهدت وفيات اللاعبين بالملاعب، بل أن هناك بعض الدول شهدت حالات مماثلة على غرار البرازيل، حيث شاهد العالم وفاة اللاعب سيرجينيو اثر إصابته بأزمة قلبية خلال مباراة فريقه ساو كيتانو أمام ساو باولو في الدوري البرازيلي.

وفرض الاتحاد البرازيلي لكرة القدم عقب وفاة اللاعب عقوبات مشددة على نادي ساو كيتانو بسبب معرفته المسبقة بإمكانية تعرضه للخطر، وكذلك بالنسبة لمواطنه كريستان جونيور الذي توفي قبل دقائق من نهاية مباراة فريقه ديمبو سبورتس الهندي أمام موهون بأغان في المباراة النهائية لبطولة كأس الهند، وقد سقط اللاعب أرضا بعد أن سجل هدفا لفريقه، وتم اتهام حينها حارس مرمى الفريق المنافس بتعمد الاصطدام به مما أدى إلى سقوطه مغشيا عليه قبل أن يتوفى، وحوادث أخرى كثيرة في مختلف ميادين العالم كالكاميروني مارك فيفيان فوي، الاسباني خاركي، بييرماريو موروسيني لاعب وسط فريق ليفورنووالقائمة طويلة.

أبرز 10 رياضيين ماتوا في الميادين

1 – راي تشامبان :لاعب بيسبول توفي عام (1920) بسبب ضربة كرة تلقاها على رأسه في الدوري الأمريكي ، صوت الكرة يقال أنه كان عالياً للغاية عندما ضربت برأسه ليموت بعدها خلال (12) ساعة بسبب كسر في الجمجمة مما أدى إلى تغيير نوع الكرة المستعملة ونوع الواقي الذي يرتديه اللاعبون على رأسهم.

2 – فرانك هاييس:عام (1923) حقق الحصان الذي يقوده فرانك فوزاً بإحدى السباقات ، ليركض نحوه مالك ذلك الحصان ويبارك له الفوز فيتفاجىء بأن هاييس متوفي ولا يحرك ساكناً وسبب الوفاة التي أعلن هو سكتة قلبية…على كل حال هاييس ما زال اللاعب الوحيد الذي فاز وهو ميت.

3 – أنتونيو بويرتا :توفي الشاب الإسباني بسبب سكتة قلبية عن عمر يناهز (22) عاماً ، ليخسر نادي إشبيلية ومنتخب اسبانيا جناحاً أيسر لا يمكن وصفه إلا بالرائع ومشروع النجم الكبير…نتيجة الوفاة كانت جلطات قلبية متتالية تعرض لها أثناء مباراة ضد خيتافي ليتم عمل كل ما هو ممكن لإنقاذه فيتوفى الشاب بعد تلك المبارة بثلاثة أيام متأثراً بما جرى له فيها.

4 – ريجي لويس :الأمريكي الطائر في عالم كرة السلة ولاعب بوستن سلتكس ، توفي عام 1993 عن عمر يناهز (27) عاماً أثناء مباراة ودية لفريقه علماً أن متوسط نقاطه كان عالياً جداً في المباراة وهو (20.7) نقطة.

5 – ديل إرنهاردت :توفي بطل الناسكار عام (2001) بسبب تصادم مروع تعرض له في اللفة الأخيرة ، تصادم إرنهاردت كان مع سيارة أخرى وثم ارتطم بالحائط بسرعة كبيرة للغاية جعلته يفارق الحياة رغم بطولته للسباقات الشهيرة “ناسكار“.

6 – ميكلوس فيهر :قد يكون هو أحد أشهر اللاعبين الذين توفوا على أرض الملعب في عالم كرة القدم الحديثة بسبب الضجة الإعلامية الكبرى التي أثيرت حوله ، فقد سقط المجري لاعب فريق بنفيكا مغشياً عليه بسبب أزمة قلبية تعرض لها مع فريقه البرتغالي ضد فيكتوريا غيماريش عام 2004…فيهر فارق الحياة عن عمر يناهز (24) عاماً.

7 – أيرتون سينا:توفي البرازيلي عن عمر يناهز (34) عاماً في (1994) خلال سباق الفورمولا وان بسبب اصطدامه مع الحائط بسرعة كبيرة ليفارق الحياة بعد نقله إلى المستشفى وسط تفسيرات مختلفة من فشل في السيارة إلى مؤامرات وغير ذلك…لكن سينا يبقى أحد أشهر من ماتوا على ميادين الرياضة كيف لا وهو البطل العالمي في الفورمولا وان.

8 – برونو نيفيس:توفي البطل في سباق الدراجات الهوائية عام 2008 إثر سقوطه عن الدراجة وهو يرتدي قميص المتصدر للترتيب ، سقوط نيفيس عرضه لضربات كثيرة انتهت بوفاته بسبب الرضوض الشديدة والسكتة القلبية.

9 – ليتو سيسنوريو:توفي الملاكم الفلبيني عام 2007 بعد خوضه لقاءاً غير مرخصاً ضد ملاكم تايلندي ليتعرض لإصابة في الدماغ فشلت الجراحة بإنقاذه منها لينتهي بطل العالم لوزن الفراشة للشباب ميتاً.

10 – مارك فيفيان فوي :النجم الكاميروني الراحل بعدما كان يلعب لفريق ليون الفرنسي ، توفي عام (2003) في نصف نهائي كأس القارات أثناء مواجهة كولومبيا في الدقيقة (72) سقط بشكل مفاجئ في نصف الملعب ولم تنجح كل المحاولات لإنقاذه ليتبين بعد ذلك أنه كان يعاني من مشاكل في عضلة القلب تسببت بهذه الوفاة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • محمد امين

    لقد انتهى كل شيء ، وجاء الوعد الحق ، لتنسل به الروح من الجسد ، وتقلع منه حثيثا
    ، ومن أصدق الله حديثا : يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ .
    يالها من مفاجأة يباغت فيها الإنسان ، فيأخذ على غرة ، تعددت أسبابها ، وتلونت أشكالها ، واختلفت أعمارها ، وتنقلت أوقاتها ، لا تميز بين الطفل والشاب والشيخ ، كل له له أجله المكتوب ، وعمره المحسوب ، عند رب رحيم حليم

  • بوروبي

    بالله عليك يا كاتب المقال لاحظ معي ما كتبته :
    " أول هؤلاء "الطيب عمروس" (مولودية الجزائر) الذي توفي في 16 ديسمبر 1969 بعد سقوطه على رأسه في ملعب بولوغين " ... ثم كتبت : " على غرار اﻟﻄﯿﺐ ﻋﻤﺮوس المدافع الصلب لمولودية الجزائر اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬي سقط على رأسه بملعب بولوغين في شتاء 1972 ﺑﻤﻠﻌﺐ ﻋﻤﺮ ﺣﻤﺎدي ﺑﺒﻮﻟﻮﻏﯿﻦ" فكيف له ان يموت ثم يعود بعد ثلاث سنوات ليسقط على راسه ثم يموت من جديد ?
    ثم ان بن ميلودي رحمه الله لم يمت بسكتة قلبية بل مات متاثرا من تسمم غذائي , عشت كلا الحادثتين و كلاهما كانت صدمة للجزائريين

  • الاسم

    و هل نسمي من مات في ميدان اللعب شهيدا
    اما عن موت الفجأة فهو علامة عن قرب الساعة