كل تفاصيل مخطط إحياء مركب الحجار للحديد والصلب!

كشف مدير إنتاج المواد المسطحة على مستوى مركب الحديد والصلب “سيدار الحجار”، علي راشدي محمد، عن التحضير لاعتماد مخطط الاستثمار الجديد لمركب الحجار بداية من سنة 2024، بعد تمريره في اجتماع مجلس مساهمات الدولة المنتظر قريبا.
ويؤكد المتحدث أن المخطط الجديد سيمتد لثلاث سنوات ويحقق مستوى عاليا من إنتاج الحديد المسطح وحديد الخرسانة الموجه لتغطية الطلب المحلي بالدرجة الأولى، مع إمكانية تصدير المنتجات في حال تحقيق فائض، إضافة إلى برنامج للشروع في استغلال حديد منجم غار جبيلات لأول مرة في الإنتاج بالحجار، وتتضمن خطة العمل أيضا استخدام الغاز الطبيعي في تصنيع الحديد بدل الفحم المستورد، وهو ما سيقلص المصاريف ويخفف الأعباء ويحقق مردودية عالية جدا.
ويقول راشدي في تصريح لـ”الشروق” على هامش حضوره فعاليات معرض المنتوج المحلي في طبعته الـ31 بجناح مجمع “إيميتال” للحديد والصلب، بقصر المعارض الصنوبر البحري، إن مركب الحجار سيعرف مرحلة جديدة للنشاط خلال السنة المقبلة، تضع حدا نهائيا لممارسات الماضي، إذ سيرفع المصنع طاقته الإنتاجية سواء لإنتاج حديد الخرسانة الذي سيوجه لتغطية طلب إنجاز السكنات والسدود والطرقات بالدرجة الأولى، ويأتي ذلك تزامنا مع استعداد الحكومة لإطلاق المشروع السكني الجديد “عدل 3” خلال سنة 2024.
كما سيتم رفع إنتاج الحديد المسطح، يقول المتحدث، وتسطير برنامج خاص رفقة بقية المتعاملين الناشطين في مجال إنتاج الحديد في السوق الوطنية لاستغلال المادة الخام المستخرجة من منجم غار جبيلات قريبا وهو أكبر منجم عالمي للحديد، ومشروع تاريخي سيرى النور في الجزائر في المرحلة المقبلة، في حين تحفظ المتحدث عن تحديد تمويل برنامج الاستثمار الجديد، الذي أوضح أن الحكومة لم تفصل بعد في حجمه، إلاّ أنه سيكون على مراحل، تلبية لمتطلبات الإنتاج الذي سيضخ بدوره مبالغ طائلة.
وضمن المنتجات المسطحة، يتحدث ممثل الحجار عن إنتاج الأنابيب الخاصة بنقل المحروقات والغاز بالتعاون مع مجمعات سوناطراك وسونلغاز، وحتى أنابيب النقل بالماء والربط ما بين الولايات في مجال التموين بالماء والطاقة، وذلك بأمر من السلطات العليا في البلاد، بحكم أنها منتجات استراتيجية يجب أن تكون مصنعة بالجزائر، وهي أحد أهم التخصصات التي يوليها مركب الحجار أهمية قصوى.
ويكشف ممثل الحجار أيضا عن منتجات خاصة بالتعليب الحديدي الموجه لمختلف المتعاملين والشركات الاقتصادية، فضلا عن المنتجات المسطحة الموجهة للشركات الناشطة في مجالات مختلفة من التصنيع، على غرار مصانع تركيب السيارات الجديدة ومناوليها الذين بإمكانهم الحصول على الحديد من مركب الحجار لاستخدامه في إنتاج الأجزاء الداخلية وهو ما سيساهم في رفع نسبة الإدماج الوطنية.
ويقول المتحدث إن الحجار سيسترجع نسبة كبرى من عافيته الإنتاجية خلال سنة 2024 ببلوغ مستوى يتراوح بين 600 و700 ألف طن من قدرته السابقة التي تعادل مليون طن من الحديد سنويا، أي أنه سيسترجع 70 بالمائة من طاقته الإنتاجية، وسيوجه جزء كبير من الحديد المنتج في إطار منتجات الخرسانة لإنجاز المشاريع السكنية الجديدة التي توليها الحكومة أهمية قصوى إضافة إلى مشاريع إنجاز السدود والطرقات التي تنجزها شركة كوسيدار على سبيل المثال ومتعاملين آخرين.
ويضيف المتحدث: “سنتجاوز المشاكل التقنية ونوفر المنتوج الوطني ونشجع الإدماج ونطور الصناعة الوطنية”، وأن المصنع سيعمل على تلبية جزء جد كبير من احتياجات السوق الوطنية بما يعادل مائتين وعشرين ألف طن من حديد الخرسانة.
ويعتبر ممثل الحجار أن مخطط الاستثمار هذه المرة استغرق وقتا طويلا حتى لا تتكرر أخطاء الماضي التي عرقلت الإنتاج، مضيفا: “السلطات العمومية هذه المرة طلبت دراسة كاملة حول وضعية الحجار، وتم الاستعانة حتى بمكاتب خبرة أجنبية لإعادة بعث الإنتاج وفق رؤية جديدة من حيث النوعية والجودة والحجم”.
وفي هذا السياق، يوضح المتحدث أنه ضمن المشاريع الجديدة المنتظرة استغلال الحديد كمادة أولية مستخرجة من منجم غار جبيلات وهو مشروع وطني ضخم، حيث يعد المنجم من أكبر المناجم في العالم بمكامن احتياطات تعادل مليار طن.
ويهدف برنامج الحجار الجديد الممتد على ثلاث سنوات إلى العودة لمستوى الإنتاج السابق والتخلص من التبعية للفحم المستورد من الخارج عبر استعمال الغاز الطبيعي المنتج في الجزائر، واستغلال منجم غار جبيلات، ليكون المركب مستقلا طاقويا ومنجميا بضمان أن الحديد جزائري والطاقة غاز طبيعي دون استيراد من الخارج.