-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مختصّون يطالبون بتنظيم الأسعار وتعويض التحاليل من "الضمان الاجتماعي"

مخابر خاصة “تبزنس” في تحاليل الكشف عن فيروس كورونا

كريمة خلاص
  • 4549
  • 6
مخابر خاصة “تبزنس” في تحاليل الكشف عن فيروس كورونا

تكلف تحاليل الكشف عن فيروس كورونا الجزائريين لدى المخابر الخاصة أموالا باهظة بالنظر إلى محدودية إمكانياتهم المادية، خاصة مع تراجعها بسبب الوباء وتأثر مداخيلهم وعائداتهم المالية.

ويلجأ غالبية الجزائريين إلى التحاليل الخاصة في ظل الضغط المسجل لإجرائها في المؤسسات الصحية العمومية وسرعة الحصول على النتائج، حيث يعيش الأشخاص المشكوك في إصابتهم حالة هلع وخوف كبيرة يكون القلق سيد الموقف فيها، إذ تمكن هذه المخابر المواطن من الحصول على نتائجه في غضون ساعتين إلى 3 ساعات على أكثر تقدير.

وتستغل بعض المخابر الخاصة حاجة المواطنين المستعجلة لتحقيق الكسب وجني الأموال حيث تفرض أسعارا متفاوتة وباهظة، خاصة وأن إصابة أحد الأفراد في العائلة يتطلب خضوع بقية الأفراد جميعا للفحص للتأكد من عدم التعرض للعدوى وتتراوح أسعار التحاليل السيرولوجية أو تحاليل الدم بين 2000 دج وقد تصل إلى غاية 4500 دج فيما تتراوح أسعار “البي سي ار” بين 10000دج و14000 دج، وذلك حسب ما وقفت عليه “الشروق اليومي” في عدد من بلديات العاصمة وبعض الولايات المجاورة.

وإذا اعتمدنا سعر 2000 دج فقط لعائلة مكوّنة من 5 أفراد فإن تكاليف التحليل الأولي تتطلب على الأقل مليون سنتيم بالإضافة إلى تكاليف الفحص الثاني الذي يؤكد التخلص من الفيروس في الجسم بنفس المبلغ وبالتالي فإن معدل التحليل يكلف 2 مليون سنتيم، ناهيك عن مصاريف علاجية أخرى مثل الفحص الطبي واقتناء بعض المكملات الغذائية والأدوية وتحسين نوعية الوجبات الغذائية.

سماسرة التحاليل يرفعون الأسعار ويستغلون الوباء للبزنسة

ويجمع عدي المرضى أن الأسعار عرفت قفزة نوعية خلال الأسابيع الأخيرة نظرا للإقبال المتزايد للمواطنين في ظل الانتشار المتسارع للوباء وارتفاع الإصابات بشكل لافت ووعي المواطن بأهمية الفحص بمجرد ظهور أولى الأعراض تجنبا للتعقيدات، حيث أصبحت غالبية المخابر تقوم بهذه التحاليل وتتوسط لإجرائها في إطار ما يعرف بـ “المناولة” فتقوم بأخذ العينات وتحوّلها إلى المخابر المختصة وتأخذ مقابلا عن هذه الخدمة وهو ما رفع السعر إلى مستويات كبيرة في إطار اتفاق بين الطرفين. ويطرح هذا الوضع تساؤلات عديدة برأي بعض المختصين حول مدى مصداقية النتائج المتحصل عليها، كما أنه يقدم تفسيرا “منطقيا” لارتفاع الأسعار بهذا الشكل.

ومع بداية الأزمة لم يكن يتجاوز التحليل سعر 1500 دج خاصة وأن تكلفة الكواشف برأي البعض لا تتجاوز 900 دج وهو سعر مقبول غير أنه شهد “بزنسة” غير مسبوقة في “مصائب” المواطنين وآلامهم.

مطالب بتدخل الوصاية لتنظيم السوق وتعويض التحاليل

وانتقد البروفسور كمال جنوحات، رئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة ورئيس المخابر المركزية للمؤسسة الاستشفائية العمومية رويبة شرق العاصمة، في تصريح للشروق ، الأسعار المطبقة من طرف المخابر الخاصة ووصفها “بالباهظة” مقارنة بالقدرة الشرائية.

وتأسف جنوحات لعدم إنشاء مصلحة تشرف على تسيير وتنظيم وتوجيه المخابر البيولوجية الخاصة عبر الوطن على مستوى وزارة الصحة.

وبرّر المختص تفاوت الأسعار حسب وجهة نظر هذه المخابر بتفاوت أسعار الكواشف المستعملة بين المنتجات الوطنية والمستوردة والتي يقتنونها بمبالغ مختلفة.

ودعا المختص إلى استعمال المنتج الوطني الذي يتميز بفعالية جيدة ويقدم نفس النتائج المعتمدة في الكواشف المستوردة وهذا بمبالغ أقل، مستشهدا بمخبر “فيتال كاير” الذي يقدم منتجات جيدة بنتائج دقيقة.

ودعا المختص وزارة الصحة ووزارة الصناعة الصيدلانية إلى تنظيم السوق الوطنية في هذا المجال وعدم تركها تغرق في مثل هذه الممارسات وذلك من خلال توجيه المخابر نحو كواشف محدّدة دون غيرها، معتبرا أن تكاليف تحليل سيرولوجي لا يجب أن تتراوح بين 1400دج إلى 2000 دج.

وتساهم الندرة الكبيرة الحاصلة في مجال تحاليل “البي سي ار” في رفع الأسعار التي تصل حسب جنوحات إلى 15 ألف دج لدى الخواص.

وأشار جنوحات إلى وجود سوء توزيع لتبرعات “البي سي ار” من قبل معهد باستور المكلف من قبل وزارة الصحة باستقبال التبرعات وتوزيعها وهو ما أحدث ندرة برزت معها بعض الممارسات السلبية مثل المعريفة والمحسوبية لحصول المؤسسات العمومية على حصتها.

واستبشر المختص خيرا بعد تداول أنباء عن إمكانية تصنيع وإنتاج هذا التحليل محليا الذي يعد تقنية ثقيلة.

وفي الأخير طالب جنوحات مصالح الضمان الاجتماعي بتعويض تحاليل الكشف عن كورونا بقيمتها الحقيقية وفق ما هو معمول به في أغلب دول العالم التي تضمن تعويضها مرة واحدة لكل شخص يريد إجراءها وإن لم تكن لديه أعراض.

التحاليل السيرولوجية توجيهية وليست تأكيدية

وتؤكد سامية حمادي مديرة الوقاية على مستوى وزارة الصحة أن التحاليل السيرولوجية هي تحاليل توجيهية وليست تأكيدية تشير إلى تعرض الشخص إلى إصابة جديدة أو قديمة وتترك أثرا في جسمه يوجهنا نحو احتمال الإصابة بكوفيد19 وعليه فإن التحليل المعتمد من قبل المنظمة العالمية للصحة في الكشف عن الفيروس يتعلق بتحليل “البي سي ار” وذلك بنسبة تزيد عن 70%.

23 مخبرا خاصا و30 مخبرا جامعيا لإجراء تحاليل كورونا

بدوره أكد إلياس رحال مدير المراكز الصحية بوزارة الصحة والسكان، في تصريح للشروق، أنه وفي إطار تخفيف الضغط على مخابر المستشفيات ومخابر معهد باستور تم التعاون والترخيص لـ 23 مخبرا خاصا بإجراء تحاليل الكشف عن فيروس كورونا بالإضافة إلى 30 مخبرا جامعيا على المستوى الوطني.

ويرى رحال أن المخابر الخاصة مكملة وداعمة للجهود العمومية المبذولة في مجال الكشف عن انتشار الوباء ووجدت من أجل تسهيل مسار الكشف بالنسبة للطبقة الميسورة التي تسمح لها إمكانياتها بذلك مؤكدا أن أبواب المؤسسات العمومية مفتوحة أمام الطبقات الضعيفة لإجراء التحليل مجانا.

مطالب بتحيين مدوّنة الأسعار

ويرى المختصون والمتابعون للشأن الصحي في الجزائر بأنه يصعب التحكم في الأسعار في غياب مدوّنة خاصة بذلك حيث تعود المدوّنة الأخيرة التي وضعتها كل من وزارتي الصحة والضمان الاجتماعي إلى سنة 1987 دون تحيينها، ما جعل تطبيق أسعار التحاليل الطبية والفحوصات يتم بطريقة عشوائية خاصة بالمدن الكبرى.

وأكدت المديرة العامة للصيدلة والتجهيزات الطبية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات البروفسور وهيبة حجوج، في تصريح سابق لوكالة الأنباء الجزائرية، أن الوزارة بصدد إعداد تنظيم وقوانين حول تسيير مخابر التحاليل الطبية إلى جانب التحضير لإعداد مدوّنة الأسعار الخاصة بالتحاليل بالتعاون مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للعمال الأجراء وذلك لتمكين المواطن من تعويض هذه التحاليل بأسعارها الحقيقية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • حماده

    يجب وقف التحاليل السيرولوجية أو تحاليل الدم لأنها غير فعالة وتنزف جيوب المواطنين هباءً ووالله أعرف من ظهرت عليهم علامات كورونا منها فقد حاسة الشم وجاءتهم نتيجة هذه التحاليل سلبية
    هذه التحاليل السيرولوجية تشبه صكوك الغفران عند النصارى !

  • حليم

    Le coût en france du test de dépistage du coronavirus par PCR est de 54 euros. A partir du 25 juillet, il est remboursé à 100% par l'Assurance Maladie, même sans avoir d'ordonnance et sans avance de frais. Pour les tests sérologiques et rapides, les prix de référence fixés pour le remboursement de l'acte sont de 12,15 euros pour un test ELISA et de 9,45 euros pour un test de diagnostic rapide.
    اقتبست هذا من موقع فرنسي. المشكلة عندنا ليست في الثمن، فهو نفسه او اقل من فرنسا، و لكن المشكلة في تعويض الضمان الاجتماعي.

  • محمد....................ط

    عندمانفقد مخافة الله تصبح القلوب قاسية وتنعدم الانسانية وتعمى القلوب قبل العيون وتطغى علينا المادة وحينها يذهب العقل مع الذهب . اللهم اجعل الدنيا في ايدينا ولا تجعلها في قلوبنا ارحم من في الارض يرحمك من في السماء

  • Othman

    و الله هرمنا و تعبنا من هذه العقليات التي من المفترض أنها آلت إلى زوال في دول أوروبا منذ عشرينيات القرن الماضي. اذكروا لنا منظومة واحدة في الجزائر لا يوجد فيها فساد. يجب ربط كل الفاعلين في المجال الصحي بالضمان الاجتماعي سواء كانوا خواص أو عموميين. بمعنى آخر، يمكنك كمواطن بسيط تقديم بطاقة الشفاء فقط من أجل الفحص و إجراء التحاليل و الحصول على الدواء من الصيديليات دون دفع و لا مليم، على أن يقوم الضمان الاجتماعي بالدفع للطبيب و المخبر و الصيدلي بشكل آلي. بهذه الطريقة يمكن مراقبة الأسعار و الأدوية و حتى إحصاء المداخيل و فرض ضرائب حقيقية على أصحابها. باغيين تهبلونا ولا كيفاه؟

  • استاذ

    جهاز pcr لا يتجاوز 30 مليون سنتبم
    الكيت أو المواد التي تستعمل لا تتجاوز 1000 دج. للواحدة
    والذي يرفع السعر هذاك ربا

  • نحن هنا

    ولماذا التحاليل مادام أن كرونا ليس لها دواء ولا لقاح ؟
    المفروض أخذ الاحتياطات الوقائية وتقوية المناعة
    مصاريف التحاليل تستغل لشراء المواد التي تقوي جهاز المناعة