آدم وناس في مواجهة جوفنتوس ورونالدو

سهرة الاثنين هي أهم محطة في مشوار آدم وناس هذا الموسم عندما يواجه جوفنتوس، فإذا كان فريقه كروتوني شبه مستسلم في المرتبة الأخيرة ومرشح بالعودة إلى الدرجة الثانية، فإن آدم وناس محكوم عليه بأن يصرخ بأنه خارج هذا السرب وضد التيار العائد إلى الخلف، بعد المستوى الرائع الذي قدمه في أول مباراتين لعبهما بألوان كروتوني، حيث كان الأحسن في مواجهة الميلان وتلاعب بمدافعيه ولكن الحالة البدنية خانته فغادر في بداية الشوط الثاني.

وفي المباراة الثانية كان مايسترو الفريق أمام ساسولا وسجل هدفا بديعا على طريقة ميسي، اعتبرته الصحافة الإيطالية الأحسن خلال الجولة الماضية، وسيجد نفسه سهرة الاثنين في مواجهة جوفنتوس في يوم كروي هو فرصة من ذهب لآدم وناس ليبصم على مستواه إذا علمنا بأن سهرة الاثنين ستكون فقيرة من المباريات على المستوى الأوروبي، إذ لن تشهد سوى مباراة واحدة في الدوري الإنجليزي ما بين برايتن وكريستال بالاس وواحدة في الدوري الإسباني ما بين أوساسونا وإشبيليا وكلتاهما من دون صدى، ما يعني اتجاه الأنظار إلى مباراة السهرة ما بين رفقاء كريستيانو رونالدو ورفقاء آدم وناس.

لم يلعب آدم وناس هذا الموسم كثيرا فقد لعب 307 دقيقة بألوان كاغلياري قبل الميركاتو الشتوي، ولعب 151 دقيقة بألوان كروتوني، ولكن أي تألق يحققه آدم وناس أمام جوفنتوس سيختصر المسافة ويمنحه الجهوزية التي افتقدها والتي ستعيده سريعا لتشكيلة جمال بلماضي.

إذا لم تفاجئ الإصابة آدم وناس فسيحضر تربص الخضر القادم في شهر مارس، وعينه على فرصة اللعب لأن وناس لم يفز إلا ببعض الدقائق مع المنتخب الجزائري، وسيكون جميل بالنسبة له أن يلعب أساسيا في مباراتي بوتسوانا في البليدة وزامبيا في أدغال القارة السمراء، ومازال ميسي الجزائر ينتظر فرصته الكاملة وقد تكون في شهر مارس إذا نجح في مباراة الاثنين أمام جوفنتوس وفي المباريات القادمة لفريقه كروتوني الذي سيواجه كاغلياري وأطلنطا وتورينو ولازيو في المباريات الأربع القادمة.

بدأ آدم وناس مشواره الاحترافي مع الفريق الثاني لنادي بوردو الفرنسي في سنة 2013، وبرز معه في ثلاثة مواسم لينتقل إلى الفريق الأول حيث سجل في أول موسم له في الدرجة الأولى الفرنسية خمسة أهداف وفي الموسم الثاني وقّع ثلاثة أهداف، وعانى من الإصابة كثيرا، لينتقل في سن العشرين إلى نابولي الإيطالي، ولكنه خلال الموسم الأول لم ينل فرصته مع المدرب الإيطالي ساري، إذ لم يُشركه طوال الموسم إلا في 89 دقيقة فقط، ومن الغرائب أنه كان يشركه بديلا على الدوام في منافسة رابطة أبطال أوربا ولكن من دون أدنى توفيق، وكاد أن يغادر إلى فرق أخرى طلبت خدماته، بحثا عن فرصة اللعب ولكن إنشيلوتي أعجب به وطلب بالإبقاء عليه ومنحه أمام ساسولو فرصة اللعب كأساسي وبرهن وناس عن موهبته بهدف رائع وبقي موسما آخر مع نابولي الذي كان يفضل الإسباني كاليخون عليه في ظلم رياضي حقيقي، ثم انتقل إلى نيس في موسم متوسط إلى جانب يوسف عطال وهشام بوداوي قبل أن يعود إلى إيطاليا هذا الموسم حيث بدأ مع كاغلياري واستقر أخيرا مع كروتوني.

طريقة لعب آدم وناس تشبه كثيرا طريقة لعب النجم المصري محمد صلاح، فهو يساري ويعتمد على سرعته الفائقة، وساعدته بنيته الجسمانية في اقتحام خطوط الدفاع، ومشكلته الكبرى أنه ليس لاعبا هدافا وقليل الفعالية أمام المرمى كما حدث له في آخر موسم له مع بوردو، حيث لم يسجل أكثر من ثلاثة أهداف وهو رقم مجهري للاعب قيل عنه في بداية رحلته الكروية بأنه سيكون ظاهرة كروية ولكنه لحد لآن في سن 24 لم يجد معالمه ولا فريقه ولا حتى منصبه الأصلي.

يحسّ المتابع لمباريات كروتوني بأن مستوى آدم وناس يفوق بكثير زملاءه، فطريقة مراقبته للكرة وتمريراته الدقيقة ومراوغاته تبيّن بأن اللاعب مازال مظلوما أو أن المناجرة الذين عملوا معه لم يوفقوا في اختيار النادي المناسب، مع سوء الحظ، فعندما كان أنشيلوتي يقحمه في المباريات ينفجر أهدافا وإبداعا وفي المقابلة الموالية لا يعتمد عليه، وعندما استعمله جمال بلماضي في أمم إفريقيا في مصر كاحتياطي سجل ثلاثية كاملة في أقل من مقابلتين ولكنه بقي لاعبا ثانويا، وهو القادر على التلاعب بأي مدافع وبأي منظومة دفاعية في العالم.
ب.ع