-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"واجب" الفلسطيني يفتتح أيام الفيلم الملتزم برياض الفتح

آن ماري جاسر تقف على أوجاع القضية الفلسطينية بين جيلين

زهية منصر
  • 202
  • 0
آن ماري جاسر تقف على أوجاع القضية الفلسطينية بين جيلين
ح.م

أعطى الفيلم الفلسطيني “واجب” إشارة انطلاق الطبعة التاسعة من مهرجان الجزائر الدولي للسينما سهرة السبت، بقاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح وسط حضور قوي لعشاق الفن السابع.
الفيلم الذي يمثل فلسطين في الأوسكار هذا العام تختصر فيه المخرجة آن ماري جاسر تاريخ القضية الفلسطينية بين جيلين عبر قصة عائلية لأبي شادي وابنه في مدينة الناصرة حيث تتخذ المخرجة من طقس الدعوة إلى العرس كما يقتضيه الواجب في العادات الاجتماعية خلفية لتروي الواقع الفلسطيني بعيدا عن الشعارات السياسية والنظرة المسبقة التي تختصر في الثائيات القطعية.
تستغل آن ماري جاسر موهبتها كشاعرة في تقديم عمل يعزف على الأوتار الحساسة والأشياء غير المرئية أو ربما تلك التي لا نتحدث عنها كثيرا في مجتمع مشغول بالقضية ولكنه في النهائية مجتمع يتوق إلى الحياة وتشغله القضايا “الهامشية” مثل العلاقات خارج الزواج، الطائفية، مغني الأعراس، الجنازات العشوائية، المعازيم ذوي المكاتيب الضائعة، طيش الشباب، لباس العرس، الشباب ذوي الميول الأنثوية، كاهن التجنيد…
الفيلم، من بطولة محمد بكري وصالح بكري، وإنتاج أسامة بواردي، زمنيا تمتد أحداثه خلال يوم واحد في مدينة الناصرة، عندما يعود الشاب شادي إلى مسقط رأسه، بعد سنوات طويلة من الغياب في روما، لمساعدة والده في التحضير لزفاف أخته ويكتشف شادي أن علاقته بوالده متوترة وهشة.
اختيار المخرجة للسيارة كمكان لرواية قصتها لم يكن اعتباطا فضيق المكان ربما يحيل إلى ضيق الأفق والضغوط التي تواجه هذا الفلسطيني الباحث عن الحياة العادية مثله مثل أي بشر في أي بقعة من العالم.
وجها لوجه يقف الأب مع ابنه، الأب الذي بقي في الناصرة ويرغب في أن يصبح مديرا ويحتاج إلى دعوة رجل شاباك يدعمه في ترشيحه، لكنه يصطدم مع رفض ابنه المهاجر في روما المرتبط بصديقة ابنة عضو بارز في منظمة التحرير ذي توجهات وطنية، هذه المقابلة الذكية من المخرجة تشير إلى كون الأحكام المسبقة التي يطلقها البعض إزاء المهاجرين لا تستقيم دائما فليس كل مغادر خائن قضية وليس كل من بقي مناضلا ملتزما .
في “واجب” لا تترك آن ماري جاسر شيئا للصدفة، فعناصر فيلمها محبوكة جيدا من نظرة الممثلين وتعابير الوجوه إلى الموسيقى التي كانت خلفية للتعبير عن الأفكار التي أرادت إيصالها دون ثرثرة أو مزايدة، فأغنية الشيخ إمام “يا فلسطينية” و”فقاعتي الجميلة” للمطربة ربى شمشوم و”مين بده يركبنا” لجوان صفدي.. تختصر هذه الأغاني الكثير من الخطابات حول القضية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!