-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لكي تخفّفي حدة الصراع معها وتكسبي قلبها

أبرمي معاهدة صلح مع حماتك وفاجئيها بأجمل هدية

سمية سعادة
  • 526
  • 1
أبرمي معاهدة صلح مع حماتك وفاجئيها بأجمل هدية
أرشيف

هي واحدة من أطول الحروب التي لم يوفق العالم في حلها رغم تكاتف جهود رجال الدين وخبراء الأسرة وعلم الاجتماع، وعلم النفس، والجيران، وجيران الجيران… إنها الحرب بين الحماة والكنة!

وقد تبدو كل الحلول غير مجدية، وغير قابلة للتنفيذ أمام تعنّت أحد الطرفين أو كليهما، لأن كل واحدة تعتقد أنها محقة وأنها مظلومة.

ولكن بعض المحاولات قد تخفّف من حدة الصراع أو تنهيه في حالة إذا تصرفت الكنة بذكاء وحكمة.

ومن بين هذه الحلول التي نقترحها على الكنة هي تقديم أجمل هدية للحماة بمناسبة أو بغير مناسبة.

فحتى وإن كنت تكرهينها، وتتمنين أن تتدحرج من الكرة الأرضية وتسقط في هوة سحيقة، أو تطير إلى الفضاء الخارجي وتستقر في إحدى المجرات البعيدة، لكن عليك أن تحاولي استرضاءها، وملامسة قلبها، وتصحيح أفكارها عنك، لأنها أم زوجك، وجدة أطفالك التي لا يمكن أن تغيريها بواحدة أخرى، ولأنها في سن أمك التي تلتمسين لها الأعذار عندما تخطئ في حقك.

ولن تجدي أفضل من الهدية لإدخال السرور إلى قلبها، وإطفاء نار الضغينة التي تحملها لك عن حق أو عن باطل، وإزالة أي سوء تفاهم حدث بينكما، ونيل رضاها وحبها.

وكأني بي أسمعك تقولين: وما أفعل برضاها وحبها؟

ودعيني أسالك: وماذا تجنين من سخطها وكرهها؟ سوى أنها ستسبب لك المزيد من المشاكل، وتجعلك تمتلئين حقدا عليها، والحقد يقتل صاحبه كمدا، والكره يمتص سعادتك وبهجتك، وقد تفاجئين يوما بأنك أصبت بـ “فقر السعادة”ولا يصبح بمقدورك أن تشعري بها وأنت تتقلبين في نعيمها.

اسألي نفسك، كيف ستواصلين حياتك مع امرأة “وجهك في وجهها”طول اليوم ولا تعرفي متى تتركك وترحل، أو متى ستغادرين بيتها إلى بيتك الخاص؟! أليس” الصلح خير”! أليس إحلال السلام يوفر عليكما ساعات وأيام من المشاحنات الفارغة والمهاترات السمجة؟! أوليس الهدية رسول القلوب إلى القلوب؟!

جربي الإحساس الذي يعقب تلقيك هدية من شخص كنت تعتقدين أنه يكرهك ويحقد عليك؟ هل ستظلين مستاءة منه، ساخطة عليه؟ أم أن قلبك سيلين ويبتهج فرحا ليس بالهدية وحسب، بل لأنك تلقيت إحساسا مفاجئا ينبئك أنك أنهيت خلافك معه وآن لقلبك أن يستريح من الحقد، وآن لعقلك أن يتوقف عن التفكير في مشكلتك معه.

ألم تسمعي قول الله عزوجل في كتابه العزيز{وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}.

إذن اتبعي هدي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ربط الهدية بالحب، حيث قال 🙁 تَهَادُوا تَحَابُّوا )، وتأكدي أنك بعد هذه المبادرة الطيبة، ستشعرين براحة نفسية كبيرة، تجعلك تلومين نفسك لأنك تأخرت في تنفيذ هذه الخطوة الشجاعة، فماذا تنتظرين لتقدمي أجمل لهدية لحماتك؟!

ولكن، لا تتوقعي أنك ستملكين قلبها من الهدية الأولى، أو أنها ستدّس رأسها في صدرك فتنخرطين معها في موجة بكاء حارة، وتمضين معها ذلك المساء في حب ووئام وقبلات مخطوفة، بل لا تستبعدي أن تقول لك بعد أن تستلم الهدية: “على كل حال اشتريتها من نقود ابني”، أو أنها تمتلك مثلها، أو أنها لا تحب هذا النوع من الهدايا، أو ربما قذفتك بها كما تقذف شيئا تكرهه.

حاولي أن تتغلبي على امتعاضك بعد هذا الرد القاسي، ولا تتصرفي وكأنك قدمت لها الهدية من أجل أن تلك اللحظة فقط، أو أنك جربت معها هذا الحل لأول مرة ولأخرها.

أشعريها بأنك أبرمت معها معاهدة صلح، وأن القادم بينكما سيكون أفضل، وأنك فعلا تسعين لرضاها، وكلما كانت نيتك طيبة، وعودتك إليها صادقة، سيوقفك الله في إصلاح ما بينك وبينها.

داومي على إسعادها ومفاجأتها بما تحبه وتشتهيه ولو بأكلة أو كلمة طيبة دون أن تحدّدي لذلك وقتا، بل اجعلي الأمر مفتوحا، وستلاحظين أنها غيّرت أسلوبها معك شيئا فشيئا، ولان قلبها لك، لأن تصرفك معها سيشعرها بأنك ابنتها وليس زوجة ابنها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • مشكلة العجائز

    مريضة لا اريد ان آكل ولما لا اجد لقمة تعجبني وهل انتي بشر من ولحم وعضم حتى تعتني بما ارغب فيه لاسترجع عافيتي انا بيني وبين سعادتي ابني نفى رغبتي وهزم اعداؤه فادخلك كابريق شاي انتهى ولم اقرر بعد ان اشرب او لا