-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بسبب معاملتهم السيئة لهم

أبناء لآبائهم :”لن أسامحك يا أبي…لن أحضر جنازتك”!

سمية سعادة
  • 7055
  • 5
أبناء لآبائهم :”لن أسامحك يا أبي…لن أحضر جنازتك”!

فجأة، يفتح الطفل عينيه على أب قاس لا يشبه جميع الآباء، ويظل يتساءل عن السبب الذي يجعله مختلفا عن البقية، وعندما يكبر يكتشف أن أباه ولد بدون قلب، أو أن قلبه ضاع منه في طفولته.

وكثيرا ما يفتقد الأبناء هذا القلب في مراحل حياتهم المختلفة، ويدفعون ثمن ضياعه من صحتهم النفسية وغالبا ما يتحولون إلى نسخة مكررة من هذا الأب القاسي ويمارسون نفس السلوك مع أبنائهم دون أن يشعروا.

والغريب أن هؤلاء الآباء يجتهدون لتفسير غلظة قلوبهم دون أن يفكروا في مراجعة أنفسهم أو عتابها، بل يردون ذلك إلى رغبتهم في كسر عين الطفل قبل أن يكبر ويعقّهم أو يتمرد عليهم دون أن ينتبهوا إلى أنهم صنعوا كائنا مريضا حاقدا قد لا يتوان على إلحاق الضرر بهذا الوالد لأنه لا يمثل لهم أكثر من رجل عديم المشاعر.

وعادة، لا يجد هؤلاء الأبناء أي مشكلة في التحدث عن آبائهم بسوء أمام الآخرين وحتى في المنصات الاجتماعية التي يزورها مئات الآلاف من الأشخاص، فالفضفضة المكشوفة من شأنها أن تخفف قليلا مما يضمرونه من حقد لهذا الأب العنيف، وتمنى الشر له ليس آخر ما يطمحون إليه، بل عدم حضور جنازته.

هذا ملخص الرسالة التي وجهتها فتاة جزائرية لأبيها عبر إحدى المجموعات الكبرى على فيسبوك، حيث تقول إنها لم تر حتى الآن أبا ظالما مثله، مضيفة أنه يكرهها هي أخواتها لمجرد أنهن إناث.

وتذكر هذه الفتاة التي تبلغ من العمر 30 سنة أنها منذ أن فتحت عيناها عليه وجدته قاسيا عليهن ما جعلها تصاب بالاكتئاب وبمشاكل صحية في القلب وكذلك الأمر بالنسبة لأخواتها.

“منذ أن يستيقظ من نومه وهو يوجه لنا السباب والشتائم والكلام القبيح” تقول هذه الابنة الموجوعة، وتتابع: “لا يمكن أن يمر اليوم دون أن يسمعنا دعاء بالشر، ناهيك عن العنف الذي يمارسه علينا، والانكى من ذلك أنه يمعن في إهانتنا أمام الناس، بينما يُسمع الكلام الجميل للغرباء، وخاصة البنات، وتضيف: ” لو كان الموت بيده لألقاه علينا، ما جعلني أحاول الانتحار، ولكني فشلت”.

واستغلت هذه الفتاة وجودها بين آلاف المتابعين لتوجه كلامها لأبيها قائلة:”حسبي الله ونعم الوكيل فيك، ولو مت لن أحضر جنازتك”.

ومن ناحيتها، تسترجع ” زينب” أسوأ اللحظات التي عاشتها مع أب قاسي القلب أذاقها هي وإخوتها المر، ومارس عليهم شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي ما جعلهم يصابون بعقد نفسية لا تزال تلازمهم في شبابهم وكهولتهم.

وتتذكر زينب بكثير من الحزن طفولتها التي مرت دون أن تستمتع بها لأن والدها كان فقيرا من الناحية المادية والمعنوية، حيث لم يسع لتحسبن وضعه المادي ولم يعوض أبناءه ذلك بالحب ودفء المشاعر، بل مارس قسوته بإتقان شديد لدرجة أنهم باتوا يكرهونه حتى بعد أن بلغ عقده الثامن وتوقف عن ظلمهم.

ويتساءل شاب آخر، تحفظ عن ذكر اسمه، عن السبب يجعل الآباء يتظاهرون أمام الناس بأنهم لطفاء وطيبون بينما في بيوتهم يمارسون كل أنواع الظلم، مؤكدا على أنه لن يسامح أباه على معاملته السيئة له التي جعلته يتحدث إلى نفسه كلما تذكر ما فعله به، سائلا الله أن ” يعذبه في الدنيا قبل الآخرة!”.

من الممكن جدا أن هؤلاء الآباء تعرضوا في طفولتهم لقسوة آبائهم ما جعلهم يمارسون نفس السلوك مع أبنائهم، والتماس العذر لهم هو بمثابة الضوء الأخضر للأجيال اللاحقة لتستلم “المشعل” وتواصل نفس الطريق، لذلك نقول أنه من الضرورة بمكان أن ينتبه الإباء إلى تصرفاتهم مع أبنائهم أو يعيشوا دور الأب المحب الذي يساند أبناءه في كل مراحل حياتهم، لا دور الشخص المريض الذي يدّعي بأنه مرفوع عنه القلم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • محمد أمين

    هذا تصرف خاطئ فالله قال في حق من أمر إبنه بالكفر ( ولا تطعهما و صاحبهما في الدنيا معروفا ) و لا تقابل إسائتهم إلا بالدعاء لهم او محاولة التواصل معاهم عن طريق ناس اخرين لتطييب قلوبهم مع الأبناء

  • لحسن سطيف

    (( خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهله )) أو هاكذا قال صلى الله عليه و سلم .

  • الهادي

    و الله مساكين، هل انقلبت الموازين ؟ المطلوب رضا الوالدين على الأبناء و ليس العكس ؟

  • حمد

    الاب الذي يعامل ابنه بعنف أب ظالم وقاسي القلب...وابنه الذي لايحضر جنازته ابن عاق ..والظلم والعقوق كلاهما من كبائر الذنوب ...والمعصية لا تُقابل بالمعصية بل بالطاعة والعفو قال تعالى ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) فإذا عصى الله فيك فأطع الله فيه

  • كريم

    الاب القاسي ماهو الى شخص ضعيف ربما يتلقى الاهانة في عمله ولايستطيع الدفاع عن نفسه فيجد الا ابناءه ليشفي غليله فيهم , عندما تسأله لماذا كل هذا الظلم الذي تمارسه على أطفالك فسيجيبك انه في مصلحتهم والحقيقة هو انه ينتقم من نفسه ومن اولاده لانه لايستطيع مواجهة الرجال فهو ضعيف ومذلول