-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد سيدي الشيخ للشروق اليومي:

أجهزة الأمن الجزائرية حققت التميّز في مكافحة الإرهاب

الشروق أونلاين
  • 3511
  • 0
أجهزة الأمن الجزائرية حققت التميّز في مكافحة الإرهاب
الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد سيدي الشيخ

يصف الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد سيدي الشيخ، الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها موريتانيا مؤخرا بـ»الأحداث المعزولة والمحدودة«، واعتبر في مقابلة خص بها »الشروق اليومي«، أن موريتانيا تأثرت، كغيرها من الدول، بالإرهاب الذي يعد ظاهرة عالمية. لكنه شدد على أن بلده »من أكثر الدول حصانة ضد تنامي الإرهاب«، وأشار إلى أن كثيرا من تفسيرات ظاهرة الإرهاب تأخذ شكل التبريرات.الرئيس الموريتاني قيّم إيجابيا التعاون الأمني مع الجزائر وأشاد بما حققته أجهزة مكافحة الإرهاب، مؤكدا على تنسيق ثنائي في مجالات عديدة، واعتبر في موضوع آخر أن حل قضية الصحراء الغربية خطوة هامة لبناء اتحاد مغاربي موحد، كما تحدث في هذا الحوار عن مستقبل العلاقات الموريتانية ـ الإسرائيلية وعودة الإسلاميين إلى الواجهة 

  * سيدي الرئيس، هل يمكن القول ان موريتانيا، بناءً على سلسلة الأحداث المتتالية منذ سنة، أصبحت بؤرة جديدة للإرهاب في منطقة المغرب العربي؟

 – الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله: موريتانيا ليست بؤرة للإرهاب ولا امتدادا له في المنطقة، بل وقعت فيها أحداث معزولة ومحدودة ولا يمكن أن توصف بأنها »سلسلة«، وما وقع التركيز عليها إلا لأنها أحداث خارجة عن المألوف في بلد عرف بإيمان مواطنيه وتديّنهم وسماحتهم ومسالمتهم وبعدهم عن الشطط والغلو. لكن الإرهاب وباء عالمي، كما تعلمين، تعاني منه الدول الكبيرة والصغيرة على حد السواء، وموريتانيا تأثرت كغيرها بأضرار هذا الوباء العالمي. وهي ـ مع ذلك ـ تبقى بطبيعة شعبها من أكثر الدول حصانة ضد استشراء هذا الوباء. 

  * لكن ألا تعتقدون سيدي الرئيس أن التوترات السياسية والاجتماعية والدينية قد تشكل مصدرا له؟

 – يمكن أن نميّز بين تفسير الإرهاب وتبريره، لأن كثيرا من التفسيرات تأخذ شكل تبريرات، فالإرهاب بكل أشكاله مدان ولا يمكن تبريره، والتوترات التي أشرت إليها في السؤال، تقع في كل المجتمعات وتمر بها كل الدول، ونصيبنا منها ضئيل جدا بحمد الله. ويجب أن تحل بطرق الحوار والتشاور كما ننتهج في بلادنا. وليس العنف هو الحل الوحيد، ولا هو بالحل الأفضل، في كل حال من الأحوال. 

  * إذن في هذا السياق، ما هي قراءتكم سيدي الرئيس لتضخيم بعض الأطراف لخطر الإرهاب في الساحل الإفريقي والحديث عن تهديدات ما يسمى بتنظيم »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي« المتفرّع عن القاعدة الأم؟ 

– يجب أن نصحح هذه الصورة، إن منطقة الساحل الإفريقي ليست من مناطق التهديد الإرهابي، وقد خلت ـ وللّه الحمد ـ من الأزمات العاتية التي عصفت بمناطق أخرى من القارة في السنوات الأخيرة، وتم تعاون مثمر بين مختلف البلدان لمحاربة ومواجهة أي تهديد إرهابي. 

  * في سياق الحديث عن الإرهاب دائما، كيف تقيّمون سيدي الرئيس التعاون الأمني في هذا المجال مع دول المنطقة وأقصد الجزائر بالتحديد وكذا التعاون مع دول الغرب، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية؟ 

– ما يربطنا بالجزائر الشقيقة يتجاوز هذا الحيّز الضيق، فبلدانا متكاملان في كل شيء، والتنسيق قائم في كل المجالات بما في ذلك التنسيق الأمني، خصوصا ما يتصل بتأمين الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية، وأسجل هنا بارتياح المكاسب المتميزة التي حققتها قوات الأمن الجزائرية في مكافحة الإرهاب. 

  * أسهبنا في الحديث عن الإرهاب، نعود إلى السياسة قليلا في موريتانيا، ألا توجد قيود لعودة الرئيس المخلوع معاوية ولد سيدي أحمد الطايع لممارسة السياسة؟ 

الموضوع لم يطرح لحد الآن، ولا أريد أن أرد على الشائعات.  

 * هل يمكن القول سيدي الرئيس، بالنظر إلى تجربتكم، إن موريتانيا أصبحت أول دولة عربية يسلم فيها العسكر السلطة للمدنيين؟ 

– ما يمكن أن أقوله فقط إن الجيش الموريتاني احترم تعهداته وسلم السلطة للرئيس المنتخب بطريقة ديمقراطية لا لبس فيها ولا اعتراض عليها. وهذا مكسب نعتزّ به، ولا نريد أن ننصّب أنفسنا أساتذة لأحد. وهذه خطوة تحسب للمجلس العسكري للعدالة والديمقراطية الذي أحسن إدارة المرحلة الانتقالية. 

  * وكيف تقيمون العلاقة بين الرئاسة والمؤسسة العسكرية؟ 

– إن هذه العلاقة هي علاقة دستورية طبيعية، كما هو الشأن في كل الدول الديمقراطية تحترم فيها المؤسسات، ونحن نظام جمهوري، ورئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للجيش، وجيشنا جيش جمهوري يتسم بالانضباط والمهنية، ويؤدي دوره كاملا في حماية المؤسسات الدستورية.  

 * كيف تنظر وكيف تعاطت السلطة الجديدة في موريتانيا مع الظواهر القديمة مثل التمييز الإثني الاجتماعي والسياسي بين ما يعرف بالحرّاطين وظاهرة العبودية التي تبقى موجودة؟ 

ليس في موريتانيا تمييز إثني من أي نوع، لأن الوحدة الوطنية صلبة ولا يوجد أي مظهر من مظاهر التفرقة على أساس عرقي. أما العبودية فهي ظاهرة اجتماعية لها جذور بعيدة، وما نعانيه اليوم هو مخلفاتها، شأننا في ذلك شأن العديد من المجتمعات الأخرى. وقد تعاملنا مع مخلفات هذه الظاهرة بكثير من الحزم باستصدار قانون تاريخي بتجريم جميع ممارسات الاسترقاق انسجاما مع الاتفاقيات الدولية في هذا المجال.  وتجدر الإشارة إلى أن هذا الموضوع موضوع اجتماعي اقتصادي يكافح بالدفاع عن حقوق الإنسان، وإشاعة ثقافة المواطنة، ونشر التعليم وكذلك محاربة الفقر، وليست له أي أبعاد عرقية.  

 * الإسلاميون في موريتانيا واجهوا لسنوات حظرا قديما ثم سمحتم، بوصولكم إلى الحكم، بالعودة التي تبدو لافتة، هل هناك حدود وضعتموها للتحكم فيما يسمى الظاهرة الإسلامية السياسية؟

 – لا يوجد في موريتانيا ما يسمى بحزب إسلامي، فالقانون يمنع الأحزاب على أسس دينية؛ ذلك أن مجتمعنا مسلم مائة بالمائة، ودستورنا يكرس الشرعية الإسلامية بنصه على أن الإسلام هو دين الدولة ومصدر التشريع. وكل ما في الأمر هناك بعض المجموعات التي تقدمت بطلبات لإنشاء أحزاب سياسية أعطيت لها رخص بشفافية كاملة باعتبارها التزمت معايير التراخيص المطلوبة، ونحن لا نعتبرها أحزابا دينية بل هي أحزاب سياسية كغيرها من التشكيلات التي تصدر كلها عن احترام قوانين الجمهورية الإسلامية الموريتانية، دون تعصب، أو تشدد، أو تطرف، أو احتكار للشرعية الإسلامية التي يتقاسمها الجميع في هذا البلد.  

 * كيف تواجهون حملة الرفض الشعبي للعلاقات مع إسرائيل وكنتم وعدتم بعرض القضية على البرلمان؟ 

– نحن لم نقم هذه العلاقة مع إسرائيل بل ورثناها، وأكدت أننا سنعالج هذا الملف في إطار التجاوب مع القضايا العربية والتنسيق مع أشقائنا الفلسطينيين، ومن خلال التشاور مع كل الأطراف السياسية داخل البلد بما يخدم المصلحة القومية لأمتنا، متشبثين بالتأييد الكامل لحق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه والدفاع عن أرضه في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي نددنا به. ومازلت على هذا التعهد.

   * نعود سيدي الرئيس إلى السياسة الخارجية، كيف تقيّمون حالة الجمود في اتحاد المغرب العربي وبرأيكم أين الخلل؟ 

– إننا نأسى أشد الأسى لبطء سير اتحاد المغرب العربي الذي لا يمثل بالنسبة لنا مجرد خيار، بل هو الخيار الأوحد والضرورة القصوى التي تتطلع إليها كل شعوب المنطقة، ولا أريد أن أحمّل أي طرف مسؤولية تعثر مشروعنا المغاربي، بل أفضل السعي مع إخواني قادة الاتحاد إلى إعادة تنشيطه ودفعه، وقد لمست من مختلف الأشقاء نفس الحرص الذي نرجو أن يتجسد قريبا في خطوات ملموسة تعود بالخير العميم على شعوب منطقتنا. 

 * في هذا الإطار، سيدي الرئيس كيف تنظر موريتانيا لموقع أزمة الصحراء الغربية؟ 

– إن موقف موريتانيا الثابت في قضية الصحراء هو دعم المبادرة الأممية الساعية إلى إيجاد حل توافقي بين الأطراف المعنية بالنزاع. ولذا تساهم موريتانيا مساهمة فعالة في هذه المبادرة الدولية عبر الاتصال الدائم بمختلف الأشقاء متطلعين إلى أن يتم التوصل إلى حل مرضي للجميع مما سيشكل ـ دون شك ـ خطوة هامة في بناء اتحاد مغاربي موحد ومتكامل يطبعه السلم، والأمن، وحسن الجوار.

 * تتشرف جريدتي بمقابلتكم وموافقتكم على هذا الحوار رغم انشغالاتكم الكثيرة، شكرا لكم سيدي الرئيس. 

 – أنا لا أزال أحمل للجزائر نفس المشاعر التي حملتها لها إبان ثورتها المجيدة ونحن نقدر سياسات الجزائر المستقلة القارية والدولية كما كانت سخية في تعاونها الاقتصادي مع موريتانيا، وعليه فإن علاقاتنا المستقبلية مع الجزائر لن تكون إلا مثمرة، خاصة وأمامي عدد كبير من خريجي المعاهد والجامعات الجزائرية من الموريتانيين، وسيكونون بإذن الله أداة فعالة في تطوير العلاقات الثنائية بما يعود بالفائدة على الشعبين.   

 من هو الرئيس الموريتاني؟   

 ولد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله في آلاك (وسط موريتانيا) عام 1938 ودرس في معهد وليام بونتي المرموق للدراسات الإدارية في السنغال قبل أن يتابع تحصيله في الرياضيات والفيزياء والكيمياء في دكار ويحصل على دبلوم دراسات عليا في الاقتصاد من جامعة غرونوبل بفرنسا، وبعد عودته إلي موريتانيا أصبح مديرا للتخطيط قبل تعيينه وزير دولة للاقتصاد في حكومة أول رئيس للبلاد مختار ولد داداه بين سنتي 1960 و1978. وعين ولد الشيخ عبد الله بين عامي 1982 و1985 مستشارا اقتصاديا للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في مدينة الكويت قبل أن يعود إلى الحكومة عام 1986، بعد عامين من تولي الرئيس المخلوع معاوية ولد الطايع للسلطة.  وتولى ولد الشيخ عبد الله ما بين 1986 و1987 وزارة الموارد المائية والطاقة ثم وزارة الصيد والاقتصاد البحري، وانتهت مهامه الحكومية القصيرة في عهد ولد الطايع (1984 – 2005) حين وضعه النظام الأسبق في الإقامة الجبرية لمدة شهر في محاولة لتوريطه في فضيحة سياسية ومالية ظهرت براءته منها فيما بعد. وقد رفض ولد الشيخ عبد الله التعامل مع السلطة القائمة واختار المنفى فألحقه الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عام 1989 بالنيجر حيث عين مستشارا للوزير المكلف بالتخطيط ثم لوزير الاقتصاد. عاد ولد الشيخ عبد الله إلى موريتانيا عام 2003 بعد تقاعده، حيث قرر العودة إلى العمل السياسي بعد الإطاحة بنظام ولد الطايع في أوت 2005. ولد سيدي محمد ولد الشيخ متزوج من السيدة ختو بنت البخاري وهي السيدة الأولى البارزة في الساحة السياسية والإعلامية من خلال رئاستها هيئة خيرية تحمل اسمها “هيئة ختو بنت البخاري الخيرية” وهو أب لثلاثة ذكور وبنت.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!