-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الشروق العربي تزور شاعر آل أوعابد

أحتفظ بـ”سبحة” الباجي وكمال مسعودي مات وقصيدي في جيبه

الشروق أونلاين
  • 11699
  • 6
أحتفظ بـ”سبحة” الباجي وكمال مسعودي مات وقصيدي في جيبه
نبيل زاهي
ياسين أوعابد

“..أواه أواه يا زمان تلفتلي الرابعة من السبوع، عمرتلي قلبي بالمحان وضاق القلب ضيقوه الضلوع كل ما نقول الطريق راهو بان تسبقني وتضرب بالقطوع فاتوا سنين كي سهم البراق كنت صغير والصغر ما يدوم زمان زمان كان الزمان زماني واليوم الزمان دام وتبدلوا اماليه… ” كلمات كان لزاما عليّ أن انقلها صوتا من صوت يختلف وماذا تقولون في صوت وكلمات الشاعر “ياسين أوعابد”؟ لسنا في موقف الحكم ولكن سنحرص على الأمانة في نقل ما جاء في قعدة عاصمية خالصة لم تخل من روح الدعابة وكرم الضيافة للسيدة “رزاقي” فشكرا ياسين أوعابد على لحظات مهربة من الزمن الجميل احتفظت بها مسجلتي ذات مساء بسوسطارة العالية.

 *”قالولي عليك مسرحية وأنا المسرح سكني لي في الذات .. دخلت للقاعة صفقوا علي طلع الستار والضوء طفات ولقيت روحي في تمثيلية والديكور خوف ودمومات..” عدنا مع ياسين أوعابد من خلال هذه الأبيات لأيام الدم في الجزائر وبالضبط لأيام الشباب. سوسطارة الجميلة التي كانت تستيقظ كل يوم على رؤوس أبنائها بعد أن تكون قد اجتثت بطريقة وحشية ونكّل بها لتوضع متراصة تستقبل العيون الدامعة الخائفة صباحا، “كنا في حالة ترقب وانتظار وكأننا نحمل بطاقة ننتظر بها موعدنا مع الموت، الموت كان حتميا والرحيل كان لا مفر منه والكل ينتظر متى يحين دوره. الموت، الحزن، العوز، كلها كانت حافزا ليتجمع الشمل حول شيء نفرغ فيه شحنتنا وطاقتنا الدفينة، وفعلا جمعنا المسرح، إذ كانت هناك فرقة مسرحية “نجوم الغد” للصحفي “مولود محمد” من جريدة المجاهد، ثم تولاها بعده “حسن بوقرع”. لم أكن أعرف قبلها أني أجيد التمثيل ولكن عندما انضممت لهم أدركت انه يمكنني فعل ذلك، وهو حال الكثير من الأصدقاء الذين انضموا لهذه الفرقة من أمثال: “رياض شيشوا”، “عبد السلام لعيدي”، “أمين قصابي”…. وقد بدأنا نشاطنا بتقديم مسرحيات للأطفال، واجهنا الكثير من الصعوبات، خاصة أننا لم نجد أين نتدرب، كنا في البداية نتدرب في قاعة “محمد الحيراش” ببيت الشباب بالقصبة، ثم توجهنا عند “عمي الطاهر وطار” ـ ربي يرحمو – بالجاحظية وقدمنا بعض العروض، وأذكر جيدا “أمين قصابي” الذي كان معنا بالفرقة حين تلقينا دعوة لتقديم عرض مسرحي بـ”الإقامة الجامعية للبنات ببن عكنون”، شاركنا العرض وقدم دوره وأخرج كل ما كان في جعبته، كل شحنته، رغم أنه لم يتدرب معنا، قال كل ما عنده، لأنه ببساطة كان يودعنا الوداع الأخير، وغادرنا في الصباح الموالي. لن أنسى ذلك الحفل ما حييت حتى أني كتبت في قصيدة “يا حسرا عليك يا الدنيا” مقطعا يقول: “البارح أمين كان معايا .. نضت قالولي مات”، لكن كمال مسعودي ـ ربي يرحموا- حذفها من الأغنية، لأنها حالة خاصة. وسبحان الله المقطع تغير في تكريم “كمال مسعودي” وغناها “العمراوي”: “كمال كان معايا نضت قالولي مات”.

*”غريب من الغربة أنادي واللي غريب كيفي يحس بيا غلبني الشوق يا سيادي دزاير غالية عليا..” عاد بنا شاعر آل أوعابد إلى أول مرة اعتلى فيها الخشبة ملقيا جميل كلماته، كانت سنة 2004 بقصر الثقافة على هامش احتفالية حضرها الكثير من الفنانين والمثقفين وبعد أن ألقت الوزيرة كلمتها وهي كانت لا تعرفني سبق لها وأن سمعت أشعاري ولكن لم يسبق لها أن تعرفت عليّ شخصيا، ثم قالت الوزيرة “.. هنا بيننا شاب يكتب شعرا عاصميا يتفضل معنا ليتفضّل علينا بشعره”، أنا لم أعرف بأنها تقصدني ولم يسبق لي في حياتي أن اعتليت منصة، لم استوعب الفكرة وبدأ من حولي يشجعونني حتى اقنعوني بالصعود حتى أني كدت أن أسقط، لأن من طبعي الخجل، وملاقاة الجمهور على المباشر ليس بالأمر الهين، مثلا الباجي في حياته لم يلق شعرا على الخشبة، وأذكر جيدا أني قدمت قصائد للباجي كان يحب أن ألقيها بصوتي منها قصيدة “دم ولحم”، “الباز” وتوالت فيما بعد المناسبات. أما بدايتي في الإذاعة كانت لما اقترح عليّ “سيد علي ادريس”  المشاركة في حصة على القناة الثالثة “قهوة ولاتاي” لأقدم مجموعة من الأشعار. لم أكن مهيأ للشهرة ولأن يعرفني الجمهور، ولكن تشجيع العائلة والأصدقاء ساعدني على ذلك واستمررت في العمل من سنة 1998 حتى سنة 2003، ثم اقترح “سيد علي ادريس” على “فريد طوالبي” مدير إذاعة “البهجة” نفس الحصة. “البهجة” أعطتني فضاء قدمت فيه أشعاري وتواصلت فيه مع جمهوري ومهدت الطريق لمن جاءوا بعدي من شعراء، ولكن الحصة توقفت وتوقفت بدوري عن العمل. ومن بين الصور التي مازالت تحفظها الذاكرة في سنة 2003 حين قدمت قصيدة “آيي”.. نظرت للسماء وقلت يا لعالي وتبدل حالي وبكيت وجات صورة يمّا في بالي وقلت آيّيّ..”، وهي القصيدة التي استمع لها واحد تجرأ ووضع والدته في دار العجزة، القصيدة أثرت فيه وأعادها إلى المنزل وجاء عندي للإذاعة. أيضا من بين الذكريات الجميلة التي حدثت لي أثناء عملي بالإذاعة أن “عبد الغاني مهداوي” الذي اعتبره شيخي كان يسجل كل الحصص التي كانت تبث وهو في فرنسا ويقوم بترجمتها ويعيد بثها في إذاعة محلية بمنطقة “بوردو” بحصة “très d’ union” وقد لاقت الفكرة إعجاب إحدى الجمعيات التي قامت باختيار بعض النصوص المترجمة والمشاركة بها في احتفالية سنة الجزائر بفرنسا 2003. بعدها دخلت إلى الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة  في سنة2001 . صحيح كنت أعمل بعقد ولكني تعاملت مع كثير من الفنانين على غرار “شريف قرطبي”، “جمال أمغار”، “أحمد مالك”، “محمد كشود” وتعلمت منهم الكثير.

*”يا أدرى ولا نصيب أكتابي متحوف في ساعة الساعة يتخلطو السواعي بين يدين الله لابد الوقوف.. “، كنت ألتقي الفنان الراحل “كمال مسعودي” في قهوة “لالماس” بـ”ميسوني”مع “فاتح رابية”، كان يظهر لي غريبا نوعا ما. كان يعجبني كثيرا من خلال أغنية “الشمعة”، ولكنه لا يتكلم كثيرا ولا يضحك كثيرا، متحفظا نوعا ما، ولكنه إنساني جدا، تعرفت عليه وعلى عائلته الكريمة وهو من أقنعني بالظهور في الحصة التلفزية “قهوة ولاتاي” في سنة 1997 وسنة 1998 أنا كنت لا أرغب في ذلك، خاصة مع ما كانت تعيشه البلاد وكذا حيي “سوسطارة”. التقينا في ذلك المساء أمام فندق “ألبير الأول”، وكنا سنمر بالحصة معا ولكن فيما بعد تقرر تسجيل الحصة معي، ثم معه. “كمال مسعودي” كانت عنده عادتان لا يستغني عنهما مهما كلفه الأمر، الأولى هي: “قهوة العشية مع أمه خالتي بايّة”. والثانية أنه بدون أن يخبرها يسمعها تسجيلاته الجديدة قبل أن تنزل السوق، ومن خلال تفاعلها وتجاوبها مع الأغنية يعرف إذا كانت الأغنية ستحقق نجاحا أم لا؟ كانت أمه بمثابة المستمع والمتذوق الأول لأعماله. وبعد كل عمل جديد يسمعها إياه أسأله: كمال كيفاش النتيجة؟؟. “خالتي باية” تأثرت كثيرا بفقدان ولدها حتى أن حالتها ساءت كثيرا، صحيح عندها الكثير من الأولاد، ولكن مكانة المرحوم عندها كبيرة. أما أغنية “يا حسراه عليك يا الدنيا” فقد أنهيت كتابتها في سنة 1994 واشتهرت في سنة 1998 و”كمال” عندما غناها أراد أن يعطيها اسمه لذا ختمها بقوله: “كمال مسعودي خلاها وصية” وهي صدرت في فرنسا، ثم فيما بعد بالجزائر. “كمال مسعودي” مات وهو يحمل قصيدا لي كان سيغنيه مع عديد الفنانين على غرار: “نور الدين علان”، “نصر الدين قاليز”،  “محمد العمراوي”، “مراد جعفري”، القصيدان بعنوان “الحق”، “قد

ما طال الليل لابد يطلع النهار”. فراق “كمال مسعودي” كان صعب عليّ وأذكر جدا ذلك العام الذي فقدت فيه “كمال” و”أمي” في شهور متتالية.


*”..قلب دم ولحم قلبك قاسح من الحجر على الباز لي فارقتوا أنت بدلت الباز الغالي بالهامة والباز طير الحر يصطاد الأطيار..”. قلب ياسين أوعابد ذكريات المشايخ وقال: أحب كثيرا “الباجي” الذي كان يحب أن يسمع قصيد “الباز”، “ولحم ودم” بصوتي، كما يستمع إلي كثيرا، وهو مقرب جدا لي، أذكر جيدا حين تعرضت لحادث مرور وجاء بنفسه إلى سوسطارة رغم حالته الصحية المتدهورة ـ الربو – وصعد ستة طوابق وهو يلهث وأعطاني “سبحة” لتبقى ذكرى منه. الشيخ “الهاشمي القروابي” كنت بكل فخر الوحيد الذي تكلم معه في حوار مطول أجرته مع مجلة “الشاشة”، وقال بالحرف الواحد “أن لحمه يشوك حين يسمع أشعاري”، التقيته في عديد المرات وكان هناك مشروع سيجمعنا ولكن أقدار الله تتحكم في كل شيء. كل مشايخ الشعبي والفن الجزائري التقيتهم وصعدت إلى جانبهم في حفلات كـ”القروابي”، “الباجي”، “الغفور”، “الفرقاني”، هذا الأخير الذي حضرت إلى جانبه في تونس في سنة 2006 على هامش الأسبوع الثقافي الجزائري هناك، وأثنى المنظمون كثيرا على طريقة إلقائي للشعر من دون ورقة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • mohammed gourari

    allah yarham chikhna 3ami mohammed elbadji w chikh kamel mesoudi w ytawel fi 3more chikhna amer ezzahi

    yacine fort bezzaf

  • lyes cadix

    merci Yacine , tu es un grand artiste, allah ibarak et rabi yarham les artistes de chaabi

  • khaled

    الله يعطيك الصحة انت فعلا مبدع

  • nour dallas

    un grand salut merci pur ces informations j'aime bien ce poete algerien un des meilleurs,,,,,,,,bonne chance

  • الاسم

    فنان .. من الكبار كمال اوعابد.. الفن العاصمي الراقي و الله يرحم كمال مسعودي قروابي الباجي و امين و الوالدة الكريمة

  • algerie

    tu est un grand poet yacine allah barek w baraka allah fik w yaatik saha