الشروق العربي
في أول ظهور إعلامي له منذ 18 عاما..الشاب نصرو من أمريكا يصرح للشروق العربي:

أحمد الله على رحيل خليدة تومي..خلال أشهر سأكون بين جمهوري في الجزائر

الشروق أونلاين
  • 22701
  • 0

في هذا الحوار الحصري يتحدث الشاب نصرو ولأوّل مرة منذ غيابه عن الجزائر التي غادرها سنة 1997 بسبب ارتباطه هناك بزوجته السابقة، عن العديد من الخبايا والأسرار المتعلقة حينا بحياته الشخصية وأحيانا بمسيرته الفنية الحافلة بانجازات كبيرة في عالم أغنية الراي العاطفي الذي يتربع على عرشه حاليا…

“سويدي نصرو” الذي يعيش حاليا بولاية بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية منذ 18 عاما، يكشف في هذا الحوار الجريء أسباب عدم تسويته لوضعيته هناك، وكيف يقضي يومياته رفقة زوجته السيدة ليلى وابنه الوحيد محمد آدم”، معرجا إلى سطوة وتحايل بعض المنتجين على أغانيه، ودواعي انحطاط أغنية الراي، التي حمل فيها المسؤولية للعديد من الأطراف، داحضا إشاعات لطالما ترددت عن علاقته بالمرحوم الشاب حسني.

نصرو لم يتوان في الإجابة عن عديد الأسئلة التي طرحناها عليه، مبديا استعداده إحياء حفلات فنية بالجزائر، وسعادته برحيل من كانوا يديرون قطاع الثقافة بالجزائر، وأنّه قادم عن قريب إلى الوطن لملاقاة جمهوره العريض. تفاصيل وحقائق مثيرة يفصح عنها لأول مرة في هذا الحوار:

الجميع يتساءل ..أين هو الشاب نصرو بعد غياب عن الجزائر دام 18 عاما؟

أعيش في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية منذ أربع سنوات، وقد جبت ولايات أخرى عديدة، أقمت فيها، على غرار نيويورك، واشنطن، لوس آنجليس، ميامي،

تجولت كثيرا في هذه البلاد الواسعة، ما شاهدته هنا لا أضن أنّه متواجد في أي مكان آخر في العالم قاطبة.

 لكن في بداية هذا الحوار الرجاء مناداتي فقط “نصرو” بدل ” الشاب نصرو”.

إذن السبب الرئيس الذي دفعك إلى مغادرة الجزائر، لم يكن الخوف من “الإرهاب”؟

لا لا أبدا لكن ..” المكتوب على بلادي غَرَبْــني” –إحدى أشهر أغانيه التي سجلها في أمريكا سنة 2009.

تأويلات وإشاعات كثيرة ترددت عن السبب الذي جعلك تقضي كلّ هذه الفترة بأمريكا..أين هي الحقيقة؟

تريدون الحقيقة كاملة وهي كالآتي: مشكلتي أنّ أشخاصا أتحفظ على ذكر أسمائهم كانوا سببا في عدم تسويتي، طيلة هذه المدة، لوضعيتي، أعني عدم حصولي على وثائق الإقامة، حتى إنّ والدي توفيَ رحمه الله ولم يتسن لي حضور مراسيم جنازته في وهران..والحمد لله على كلّ شيء.

ما رأيك في ما آلت إليه أغنية الراي حاليا..التي لا علاقة لها بطابع “العاطفي” الذي صنع منك ومن المرحوم حسني نجمان مغاربيان؟

أولا اسمحلي أن أؤكد لك، أنّ ما هو متداول حاليا في الأسواق وما أشاهده أحيانا عبر مواقع التواصل ليس أسلوب راين بل هو “مـــداحات”ن ثانيا أنا أصنف هذا النوع أي “المداحات” في خانة “اللاإبداع العشوائي” ..غريب أن يطلق من يستمعون إلى هذا الطابع “إسم اغنية” على صيحات “الوايواي”..للأسف هناك فئة معينة أعطت لهؤلاء المغنيين وأشباههم أهمية…حتى أنتم الإعلاميين، ربما بدون قصد، صنعتم منهم مغنيين.

5 كيف ذلك؟

الدليل مع كل احترامي لك، أدرجت هذه الفئة في سؤالك الآن.

من يقف وراء هذا التدهور برأيك، كتاب الكلمات، المنتجون أم المغنون في حدّ ذاتهم؟

مؤسسة حقوق المؤلف “أوندا” هي المتسبب الأول عن هذا التسيب الحاصل، على خلفية غياب آليات رقابة صارمة أو تجاهل المشرفين على “أوندا” للدور المنوط بهم، كتاب الكلمات لهم باع في ما يحدث، الطامة الكبرى أنّ من هبّ ودبّ أصبح يلقب بـ”الكاتب”، لكنّهم ليسوا مسؤولين بصفة مباشرة عن هذا التدهور، لأنّ الكاتب لا يفرض على المغني أي كلمات يؤديها…فضلا عن هذا المنتجون انتهازيون ولهم قدر من المسؤولية ايضا، لانّهم “سماسرة”..خلاصة القول أنّ الجميع مسؤول عن انحطاط أغنية الراي .

لكن كثيرون يحملونك جزء من مسؤولية ما وصلت إليه أغنية الراي في الجزائر، نظير تدني مستوى هذا الطابع، بمعنى أنّك لو بقيت في الجزائر لما ظهرت العديد من الأصوات الأخرى.

برأيكم لو بقيت في الجزائر، أكان بإمكاني التصدي لهذا السيل العارم من الانحطاط، أعتقد بل أجزم حتى وإن لم أغادر الجزائر، لظهرت هذه الأصوات، وكما يقول المثل الشعبي “يد وحدة ما تْصَفقْ”، وبالتالي غيابي لم يكن أبدا السبب في آل إليه “الراي”.

شاهدنا حضور أصوات عربية وأجنبية لإحياء سهرات داخل الوطن، باستثناء الشاب نصرو..

وُجهت لي دعوة واحدة على مدار 18 عاما وذلك في سنة 2009 ورفضت القدوم، لأنّ من ارتأوا حضوري هم دعاة “البسْنَــــسْ”، همهم الوحيد هو البيع والشراء وتحصيل المال القذر، ولست راشيا.

!! ما هي خلفيات النزاع الذي كان بينك وبين وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي؟

أنا أرفض مصطلح “نزاع” لأنّه لم يكن يوما بيني وبين وزيرة الثقافة السابقة أي خصومة، إلاّ أنّه لم يعجبني وضع الفنان الجزائر على عهدها وأنا متابع وفي لكلّ كبيرة وصغيرة تحدث في القطاع، خصوصا وأنّ هذه الوزيرة استقدمت فنانين أجانب ومنحتهم الملايير على حساب الفنان الجزائرين وأحمد الله على رحيل خليدة تومي، أمنيتي أن تكون الوزيرة الحالية السيدة لعبيدي نادية في مستوى تطلعات جميع الفنانيين الذين طلهم التهميش.

بمعنى أنّك مستعد للعودة لإمتاع جمهورك العريض داخل الجزائر بتغيّر الوزيرة؟

كلّ شيء متوقف على قدرة الله سبحانه وتعالى، وأعدّ جمهوري الواسع بإحيائي حفلا في كلّ ولاية جزائرية، لما لا.

البعض يشكك في علاقتك مع الراحل الشاب حسني، كيف كانت علاقتك به وماهي أجمل ذكرى تجمعك به؟

الإشاعات لم نسلم منها منذ أن كان على قيد الحياة، حسني رحمه الله لم يكن فقط مجرد صديق بل كان بمثابة أخ لي..أذكر أنّنا قضينا أياما من شهر رمضان بداية التسعينات معا في باريس وبقينا جنبا إلى جنب سنوات طويلة، من بين الذكريات التي أستحضرها هي:” أذكر أنّه قدم إلى رفقة فريقه المنتمي لحي قمبيطة إلى حيينا المعروف بوهران بـ”دار الحياة” ولعبنا مباراة في كرة القدم، هزمني شرّ هزمية بنتيجة 9 مقابل 3 بلغة المستديرة يمكن تؤيل النتيجة بـ 6 مقابل 0، ولما انتهت المواجهة راح ينظر إليّ إلى أن انفجر بالضحك..(الله يرحمه ووسع عليه).

من هو أو (هي) الفنانة العربية التي تراها مناسبة لإقامة ديو غنائي معك

نانسي عجرم

من هي الأصوات الجزائرية في طباع الراي التي تراها ذات مستوى وقابلة للاستمرار؟

هناك كادار جابوني، بلال الصغير، حسني الصغير، عباس، كلّ هؤلاء تعجبني أصواتهم.

غبت في السنوات الأخيرة عن إصدار ألبومات، ما هو السبب؟

غيابي سببه غياب العديد من المنتجين الأكفاء عن الساحة، وظهور مجموعة أخرى منهم أصفهم بـ “المتحايلين” على غرار “سان هاوس” الذي لم يمنحني مستحقاتي المالية المتعلقة بأخر ألبوم أصدرته العام المنصرم بعنوان “آي لوف يو”، هناك دار الانتاج دنيا بالعاصمة التي ينطبق عليها نفس الكلام..العدوى انتقلت إلى صاحب دار الانتاج “آفي آم”، الذي عكس قواعد التعاقد مع الفنانين، بحيث أصبح يفرض على المغنيين ما يحلو له كيفما يشاء ووقت ما شاء، إذن مع أي منتج يمكنني التعاقد أو على الأقل التعامل.

مصادر تؤكد لنا أنّ المغني المغربي “سعد المجرد” كان يتابع كلّ خطواتك بأمريكا، بمعنى أنّه معجب بك إلى درجة الجنون، ما صحة هذا الكلام.

أول لقاء جمعني بالفنان “سعد المجرد” كان عام 2002 بمطعم ملك لأخوين جزائرييْن بنيويورك، حينها كان يشتغل به كمغني، أذكر حين دخلت إلى ذلك المطعم وجدته يغني في إحدى أغنياتي “نْديرك آمور” ولما انتهى من أدائها تبادلنا أطراف الحديث، وجمعتنا العديد من الحفلات بكلّ من واشنطن وولاية فرجينيا، نيويورك وفيلاديلفيا..وجدّ مسرور حيال النجاح الذي حققه مؤخرا..حقيقة “سعد المجرد” يملك صوتا جميلا وهو بمثابة أخي الصغير.

بصراحة، أكثر ما اشتقت إليه في الجزائر و على وجه الخصوص بوهران؟

اشتقت التردد على المطاعم المتواجدة بسمكة وهران قبل الساعة منتصف النهار خصوصا في فصل الصيف…مممممممممممم.

ما هو جديد الشاب نصرو؟

سأشرع في تحضير ألبوم جديد يتزامن مع عودتي إلى أرض الوطن إن شاء الله.

هل لنا أن نعرف تفاصيل هذا الألبوم؟

أفضل أن أترك الإصدار الجديد مفاجأة لعشاقي بالمغرب العربي.

ما هو السكوب الذي تقدمه لنا اليوم ويكون حصريا لقرّاءنا؟

حصريا ومجلة الشروق أقول أنّ الشاب نصرو إن شاء الله لن يتجاوز سنة واحدة ويحل بالجزائر الحبيبة.

كيف يعيش نصرو حياته الزوجية حاليا؟

أعيش أوقاتا جدّ سعيدة مع زوجتي السيدة ليلى وابني آدم محمد، الحياة هنا أخي مختلفة تماما عن الحياة في أي بقعة أخرى من بقع العالم، أمريكا بلاد الحريات والديمقراطية والعدل، يكفي أن تعيش هنا أقل من ثلاث سنوات لتشعر بأنّك مواطن أمريكي، باختصار هنا مجال فرص العمل أو الدراسة واسع جدّا وبدون قيود، لا يمكنني حتى أن أقارن بين دول أخرى كـ “فرنسا، انجلترا، ألمانيا..”

كيف يقضي نصرو يوميات شهر رمضان الكريم؟

أقضي يوميات الشهر الفضيل رفقة السيدة ليلى “زوجتي” والمدلل آدم ابني، ابتعد كلّ البعُد خلال رمضان عن العمل، أفضل الصوم وختم القرآن الكريم..كما يقال أخي “شويَا الربي وشويا لقلبي”

هل يفكـــر الشاب نصرو في اعتزال ميدان الفــن؟

أصارحكم لم يحن بعدُ وقت الإعتزال، مع أنّه أمر وارد في أية لحظة، أبلغ من العمر حاليا 45 سنة، إذا اعتزلت فما هو البديل.

كلمة لجمهورك بالجزائر وخارجها؟

أحب جمهوري كثيرا وأحترمه كثيرا، أعدكم بأنّني سأعود قريبا وأعوضكم كلّ المدة (18 عاما ) التي حرمتم فيها سماع أغانيَ وجديدي، آملا أن ترتاحوا قليلا من أغاني “الواي واي” ..يختم الحوار بالضحك

مقالات ذات صلة