-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سخط وسط الأولياء تزامنا مع انهيار القدرة الشرائية

أساتذة يشترطون أدوات مدرسية من علامات عالمية!

نادية سليماني
  • 3205
  • 0
أساتذة يشترطون أدوات مدرسية من علامات عالمية!

معلمون: هذا السّلوك لا فائدة منه خاصة للطور الابتدائي
نفسانية: اشتراط أدوات معينة يسبب نقصا وعُقدا لبعض التلاميذ

عجينة من هذه العلامة وكراس من هذا النوع، وقلم من الشركة الفلانية وغلاف بلون معين.. وغيرها كثير من الشروط الذي يفرضها كثير من الأساتذة على التلاميذ، ما يجعل ألأولياء في موقف محرج، فبعض الأولياء لا تسمح قدرتهم الشرائية باقتناء المطلوب لأبنائهم، والنتيجة تعرض التلميذ للوم معلمه وسخرية زملائه. وهذا سلوك ينبغي تفاديه في المدارس، لأنه يكرس الطبقية خاصة في ظل انهيار القدرة الشرائية التي تزامنت مع دخول مرسي صعب واستثنائي للعام الثاني على التوالي.
كثيرا ما اشتكى أولياء التلاميذ، من اشتراط أساتذة أدوات مدرسية معينة على التلاميذ، وهو ما يعقد عليهم عملية شراء الأدوات، خاصة للعائلات الفقيرة.
وأخبرنا ولي تلميذ يدرس السنة أولى ابتدائي بالجزائر العاصمة، بأنه تفاجأ عند قراءة قائمة الأدوات المدرسية التي أحضرها ابنه، ويشترط المعلم أن تكون الأدوات من علامات معينة بحجة أنها جيدة ومتينة. فمثلا القلم الأزرق لابد أن يكون من نوع علامة معينة والعجينة أيضا مدوّنة نوعيتها، وحتى الكراريس اشترط المعلم علامة شهيرة. وهذا الأمر لم يعجب مُحدثنا، الذي قال “لدينا أقلام زرقاء كثيرة في المنزل، بحكم عملي في الإدارة، ولكنها ليست من النوعية المطلوبة ، فهل أضطر لشراء هذه النوعية، فقط لإرضاء المعلم !!.
والسلوك، جعل العائلات، تطالب وزارة التربية الوطنية، بعدم اشتراط “ماركات” معينة على أطفالهم، في ظل تدهور القدرة الشرائية للجزائريين.
وفي الموضوع، اعترف الأستاذ بابتدائية خنافي السعيد ببلدية عين الحجر ولاية سطيف، مليزي عبد الكريم، بحقيقة اشتراط بعض الأساتذة، لقائمة أدوات معينة على تلاميذهم، وقال “الأمر يكون عاديا مثلا، لو اشترط أستاذ بالمتوسط أدوات مدرسية معينة لأنها لا يمكن الفهم من دونها، لكن أن يشترط معلم ابتدائي..فهذا غير معقول، ولا فائدة منه على التلميذ، رغم أن وزارة التربية الوطنية، تحدد قائمة الأدوات المدرسية”. واصفا السلوك، بأنه تكليف ومصاريف زيادة على العائلات ليس إلا.

وزارة التربية الوطنية لا تشترط نوعية أدوات مدرسية معينة
وحتى بعض الكراريس الزائدة، لا فائدة منها، موضحا “في الابتدائي مثلا، يشترط الأستاذ كراسين اثنين لمادتي التربية الإسلامية والتربية المدنية، رغم أن الدروس قليلة، إذ لا تتعدى 10 صفحات فقط، وبالتالي كراس واحد يكفي للمادتين، ونفس الشيء بالنسبة لمادتي التاريخ والجغرافيا “.
وبدورها، ترى المختصة في الأسرة وتربية الأطفال، أفياء هيب في تصريح لـ “الشروق”، بأن الهدف الرئيسي والأسمى للمدرسة، هو “إعادة بناء شخصية طفل قوية وقيادية، تمكنه مستقبلا من مواجهة أغلب الصعاب التي تواجهه، وهذا يكون من خلال تعاون ما بين الأهل والكادر التعليمي”. وحسبها، الأهل والأساتذة الواعون، يعتبرون “مرجعا معرفيا وسلوكيا أساسيا للطفل”.
ويكون ذلك، من خلال عقد اجتماعات دورية منتظمة بينهم، تحت إشراف الإدارة وأخصائي اجتماعي، إن أمكن، لمناقشة المشاكل التي تكون عائقا لنجاح الطفل، ومن أهمها، مراعاة الظروف الاقتصادية بين التلاميذ، واختلاف الوضع المادي بينهم. “فواجب المدرسين أن لا يطلبوا أدوات مدرسية غالية أو طلبات باهظة الثمن من التلاميذ وهذا مراعاة لما سبق، وعدم إحراج الطفل أمام زملائه، ما يجعله عرضةٌ للتنمر”.
وحسب محدثتنا، “عند شعور التلميذ بالنقص، يبدأ تركيزه يتلاشى، ويبتعد عن حب العلم والتعلم، ويركز بأدوات أصدقائه، وكيف ينظرون له، فتهتز ثقته بنفسه وممكن أن يكره المدرسه لأنها تشعره بالنقص “.
وأكدت محدثتنا، بأن المعلم الناجح هو “من يتمكن من ضمان تكافؤ الفرص بين كل التلاميذ، ومحاربة مشكلة الطبقية في المدرسة، لأن هذه الظاهرة تؤثر على حالة التلاميذ الصحية والنفسية، ما ينعكس سلبا على مستواهم التعليمي وحبهم للعلم والتعلم”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!