-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أشرف مَن في هذا البلد..

أشرف مَن في هذا البلد..

كلما تابعت المعارك الحقيقية أحيانا والوهمية غالبا، السياسية منها وغير السياسية، عبر وسائل الإعلام أو عبر الفايسبوك ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، أو في كواليس المكاتب والإدارات هنا وهناك… إلا وتذكرتُ ذلك المواطن الجزائري الذي ليس لديه الوقت لمتابعة كل هذه المسرحيات والألاعيب والصراعات. ذلك المواطن الذي استيقظ قبل الفجر ليخدم أرضه أو يفتح متجره، أو يُشمِّر على ساعديه للشروع في عملية بناء أو حفر أو نقل أو أي عمل حقيقي يقوم به الرجال والنساء. تذكرت خاصة تلك المعلمة أو ذلك المعلم الذي بات يُهيئ نفسه لصباح اليوم الموالي، وكيف سيُقابل تلامذته بوجه طلق وبإرادة حسنة ونية صادقة لتعليمهم وتدريبهم وتكوينهم. تذكرت كل أولئك العُمّال والعاملات الذي خرجوا باكرا من بيوتهم قاصدين عملهم، مُتحمِّلين عناء التنقل عبر مواصلات غير لائقة أو طرق مختنقة بالعربات والمارة… تذكرت ملايين الأطفال الذين ممن لا دخل لهم بالسياسة وقد صحوا من النوم باكرا ليهيئوا أنفسهم ليوم يتعلمون فيه الجديد، كل يحمل حلما لعله يصبح ذات يوم مهندسا أو معلما أو طبيبا.. تذكرت ملايين الأمَّهات الساهرات في بيوتهن على راحة أسرهن مأكلا وملبسا ونظافة لا يخطر في بالهن الاهتمام بقصة هذا أوذاك.. وملايين الآباء الشرفاء الذين لا هَمَّ لهم سوى توفير لقمة العيش الكريم والحلال والستر والصون لأبنائهم وزوجاتهم وأسرهم…
تذكرت جميع هؤلاء، وسألت نفسي: أليست هذه هي الجزائر العميقة والحقيقية التي إليها ننتمي؟ أليسوا هؤلاء هم أشرف من في هذا البلد ومَن ينبغي أن نتابع حياتهم ونَهتم لأمرهم ونَسعى لأن نكون منهم وبينهم لعلَّنا نُقدِّم بعض الإضافة لهذا البلد.
هل الجزائر هي ما يجري في البرلمان، أو ما يدور بين سرايا السلطان، أو ما يلفظه هذا المسؤول أو ذاك من قول أو ما يقوم به من حركة أو فعل؟ هل مصير الجزائر الحقيقي هو بيد هؤلاء أو بيد من يصنعون الثروة الحقيقية في بيوتهم ومدارسهم وحقولهم ومعاملهم؟ ما الذي يجعلنا نتناسى هؤلاء ولا نجعل منهم مقياسا لمستقبل بلدنا وننغمس في النظر إلى هذا المستقبل من خلال فئة قليلة أثبتت أنها ما فتئت تزعم أنها هي البلاد وهي المستقبل والحاضر وهي كل شيء وإلى الأبد؟
إننا لا ننكر ما للحكّام والسياسيين من تأثير على مستقبل دولهم وشعوبهم، ولكن هذا ينبغي ألا يجعلنا ننسى أن بهذا البلد شعبا وأبناء ورجالا ونساء يعملون ليل نهار لكي يتقدم ويزدهر. أبدا ما ينبغي علينا أن نُسارع إلى التبشير بأن الدولة على أبواب التفسخ والانهيار فقط لأن بعض ساستها انهاروا أو فسدوا أو فتحوا النار على بعضهم البعض.. بلدنا لا يصنع مستقبله هؤلاء، وينبغي ألا يصنعوه، وعلينا نحن القيام بذلك.. نحن هم من على هذه الأرض، ونحن هم من يصنع مستقبلها ويعيد الأمل لأهلها.. كفانا تخويفا من صراع بين السرايا لا امتداد له بيننا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • م. براهيمي- الى الاخ كسيلة

    الى السيد: كسيلة.لاأدري هل أنت كسيلة صدقنا في التعاليق السابقة أم ..؟ أن كنت أنت أني أراك اليوم في ثوب المرشد المصلح؛ الفقية .المفسر.. فللله في خلقه شؤون. والتعلم ياأخي أننا نعلق؛ ونناقش؛ الافكار. وليس النوايا؛ ولانضمر لاي كان قدر قلامة من الحقد. وليس لنا في هذا الوطن الا التآخي؛ والتعايش معا عربا؛ وأمازيغ أحرار وكل الطوائف المجودة. مادامت تقبل بالعيش ولها ما علينا. وبالمناسبة أنني تناقشت مع مواطن جزائري ( هكذا قال لي في البداية ) من أصل .... وبعد ما استأنس لي.. طرح علي سؤال . قائلا كيف تريدون اقصاءنا من هذا الوطن ..ونحن فيه منذ السيدة زليجة زوجة سيدنا يوسف.. ودر بينناحديث ذو شذون..

  • عبد الله

    بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الأمين شكرا أستاذنا الكريم على كل ما تبذل من جهد و جعله في ميزان حسناتك .قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، ولا نوء ولا غول، ويعجبني الفأل" و هذا الحديث ينهانا عن التشاؤم و يحثنا على الفأل و هو الكلمة الطيبة التي تنبع من القلب الطيب و يصدقها العمل الطيب ألا و هو الامر بالمعروف أولا و ليس النهي عن المنكر و الدليل القرآن الكريم لا يوجد آية في القرآن يسبق فيها النهي عن المنكر الأمر بالمعروف لاأن المساحة واحدة كلما زاد أحدهمانقص الآخر إذن يجب الإكثار من المعروف فقط.

  • sniper

    تفاؤلك كتفاؤل تلك العجوز ......دايها الواد وهي تقول ما أحلى البرودة........

  • كسيلة

    وفي الختام فإن الوعي الخلقي لا يحتاج الى كلام كثير بمقدار حاجته الى وجود ما يكفي من القدوات والنماذج الخيرة التي تجذبنا اليها فإنها تجذب لا تفرض ...هم رجال عظام يجسدون القيم والمبادئ العليا في حياتهم الخاصة والعامة وعلى الله قصد السبيل

  • كسيلة يتبع

    قد ركز القرآن الكريم وهو صالح لكل مكان وزمان كما تعلم على تحرير نا من اتباع الهوى والظن والسير خلف الآباء والكبراء دون تمحيص لما هم عليه وإذا أردنا النجاح فلا بد من شروط يا أستاذ سليم والى جانب الاخلاق الفردية هناك جملة من الاخلاق الاجتماعية التي يجب أن يتشبع بها المجتمع حديث اليقضة كما قال بن نبي وهي في الحقيقة كثيرة منها :الايثار والتعاون والعدل ومحاربة الظلم ومحاصرة الشر والفساد الى جانب اعطاء اهتمام خاص بالشيوخ والاطفال والضعفاء وإحترام العمل والانتاج والمحافظة على المرافق العامة

  • م.ب ( يتبع)

    يا أستاذ. وكأن لسان حال قلمك يقول. مادام تمشى أتركوها تسير.. وهذا بالنسبة لي كمتفائل( ضد التشاؤم) - قمة التفاؤل؛ ولولا فسحة الامل لاستحال العيش على البسيطة..والحكومات كألافراد لها كبوات ولها انتصارات. عشنا مرحلة الانتصارات بدءا من الثورة التحريرية رغم الثمن كان باهظا. وصولا الى فترة استراحة المحارب ( الاستقلال)- ثم فترة الجهاد الاكبر.. وكانت فيه الاماني ؛ والطموحات ألآمتناهية؛ وكانت الامور تسير بالنخوة ؛ والنشوة؛ والاعتزاز. وبالسرعة القصوى.. ولما تكون الامور تدار بهذه الطريقة منطقيا تكون فيه أخطاء؛ وهفوات ؛ يستغلها الفرصويون؛ والانتهازيون؛ والبراغيث؛ وكل الحشرات الزاحفة.. ولله في خلقه شؤون.

  • ابن الجزائر

    انتهى الأمر يا أستاد وقد قيل من زمان " أجنانا طاب" هدا الجنان الدي قمنا بغرس شجيراته سنة 1999 أصبح جاهزا للأكل والتصدير و و و ،زعيم أمة يأتي مرة كل قرن من الزمن ونحن ننتظر في زعيم آخر ان شاء الله ؟

  • كسيلة

    السلام عليكم : ولكن يا أستاذ سليم الريادة والسبق في ميدان واحد على الاقل من سمات المهمة التي يطالب كل مسلم اليوم وكما ترى المنافسة المحمودة التي تجتاح العالم من أدناه الى أقصاه ونحن نعيش في هذا الكون كالاطرش في الزفة كما تقول العامة فهو يمشي ساهيا ولا يدري أن الدنيا حوله في صخب شديد وفي ظل هذه المنافسة المتصاعدة سوف تسحق أجيال بأكملها تحت وطأة الحاجة والضرورة والظلم وستكون الكفاءة والاهلية والريادة أهم الحصون التي يتحصن بها المرء من ويلات العولمة ونظام التجارة الاعمى والاصم

  • م. براهيمي- وهران الجزائر,

    يا أستاذي المحترم في عمودك لهذا الصباح تذكرت كل شئ .. الا أولئك الذين وهبوا أنفسهم ؛ وقدموا؛ ويقدوا النفس؛ والنفيس من أجل راحة؛ وسلامة؛ وعزة هؤلاء الذين تذكرتهم. فلولا الشهداء؛ والمجاهدون.. فلولا العين الساهرة؛ والمرابطة على كامل حدود التراب الوطني. فلو لا يقظت الاسلاك الامنية ؛ والشبه الامنية .فلولا الرجال المخلصون من هذا الوطن (10في المئة). ولولا النعم التي حبا بها الله هذا الوطن العزيز.؛ ولولا الشيوخ الركع؛ والبهائهم الرتع؛ والصبيان الرضع . ( هذا يقول مشايخ الامة.) لما تذكرت كل هؤلاء؛ واولئك.. ولولاهم لاندري أين كان ينهي بنا المصير المجهول.. رغم أنني لست من دعاة التسويد..