الرأي

أعياد العطل

عمار يزلي
  • 9744
  • 6

بعد أيام سنحتفل بأول جانفي، فأعيادنا متعددة، نجمع فيها بين الديني والوطني والدولي، لأننا نريد أن نجمع بين كل هذه الأعياد! مما زادنا عطلا على عطل رغم أننا نعاني من نقص عدد الأيام في الشهر! (ما عدناش الوقت!!). معظم الأعياد عندنا، لا تربطها رابطة بالمشاعر الشعبية، بما في ذلك أقدس المناسبات: أول نوفمبر، 5 جويلية، 19 مارس، 20  أوت،11 ديسمبر، ومناسبات أخرى ذات طابع دولي (من يوم الأمومة (المهدورة)، إلى اليوم العالمي لمحو الأمية (المنشورة)، مرورا باليوم العالمي للطفولة (المأسورة) واليوم العالمي للصحافة (المقبورة)، ويوم الشجرة (المبتورة) وعيد المرأة (المحڤورة).

غبت عن وعيي (إن كان لديّ وعي أصلا!) ،لأجد نفسي أعيش وضعا غير طبيعي: فقد أعلن عن القائمة الرسمية للأعياد الوطنية والدينية في الجزائر:

 1 جانفي:عيد رأس السنة المسيحية، عيد وطني مدفوع الأجرة (بلا أجر من عند الله!).10 جانفي، عيد رأس السنة البربرية،11 جانفي عيد الاستقالة التاريخية.28 فبراير، اليوم الوطني للنقص وسوء النية.8  مارس، عيد الطحين والرخس (السلعي)، 14 مارس عيد ميلاد ابني، 16 مارس عيد الغابات والجبال، 19 مارس عيد النزول من الغابات والجبال،1 أبريل يوم الكذب على ذقون الناس، 1 ماي يوم أرباب العمل والباطرونة! 19 ماي عيد التسامح والتماسح،1 ماي عيد طالبان،19 جوان عيد الديمقراطية الجزائرية الشعبية، 5 جويلية عيد الحزن الوطني على خروج الإخوة الفرنسيين من بلادهم!! 23 جويلية عيد ميلادي الوطني، وعيد السي هامل، وعيد مبارك المبارك في ثورة “الصباط” الأحرار، وعيد فرنسا الجزائرية (وهي صيغة جديدة لعبارة “الجزائر الفرنسية”، لأنها تذكر بـ23 جويلية 1827، تاريخ حادثة المروحة التي أخرجت الداي حسين من حسين داي!)، 20 أوت عيد الندم الوطني،1 نوفمبر يوم البكاء والنحيب،11 ديسمبر عيد الاعتذار والاستغفار على ما اقترفه المهاجرون بباريس.

طبعا، أدخلت أعياد أخرى دولية ذات طابع وطني: 14 جويلية الفرنسي، العيد الوطني الأمريكي، عيد الفصح، عيد (Noel)، عيد الحب (وكراهية المسلم ) “سان فالنتين”، وحذفت الأعياد الدينية الإسلامية، بدعوى أنها تكرس الأصولية، ولم يبق إلا على شهر رمضان، باعتباره ليس مناسبة، بل شهرا من العقوبة لكي يكره الناس هذا الدين ويدخلوا في دين العولمة زرافات ووحدانا، هذا بعد أن صار الصوم إجباريا على كل بالغ بأمر حكومي شديد اللهجة مع عدم الإفطار إلا ما بعد العشاء، والصوم على الماء ونشرة الأخبار!

 

حين أفقت، كانت الراحلة وردة تغني: لو أن الأيام بتتكلم.. كانت قالت عملنا إيه!

مقالات ذات صلة