-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
للحصول على معدلات عالية

أمهات يشجعن أبناءهن على ارتكاب تجاوزات خطيرة!

سمية سعادة
  • 1962
  • 2
أمهات يشجعن أبناءهن على ارتكاب تجاوزات خطيرة!

عن قصد، أو عن غير قصد، تدفع بعض الأمهات أبناءهن إلى ممارسة الغش، وارتكاب حماقات وتجاوزات خطيرة من أجل النجاح في الامتحانات والحصول على المعدل الكبير الذي يرفع رؤوسهن أمام الناس.

وفي خضم الجري خلف “رقم” كبير يربك الأعداء قبل الأصدقاء، نادرا ما تلتفت هؤلاء الأمهات إلى مدى استفادة أبنائهن من الدروس بشكل يجعلهم ينتقلون إلى المرحلة التالية وهم يملكون الزاد العلمي والمعرفي الكافي، فالنتيجة النهائية بالنسبة لهن هي الأهم حتى وإن تم الحصول عليها بطرق ملتوية.

حول موضوع الغش في الامتحانات، تروي معلمة في الابتدائي ما جرى لها مع تلميذتها حيث تقول:

عندما صحّحت أوراق الامتحانات، سلمتها للتلاميذ حتى يأخذوها إلى أوليائهم ليطّلعوا عليها بشرط أن يعيدوها في اليوم الموالي حتى يتم إيداعها بإدارة المدرسة.

وقبل أن أسلّم الأوراق للتلاميذ، قمت بتصويرها بالهاتف حتى لا يتم التلاعب فيها.

وفي اليوم الموالي، جاءتني إحدى التلميذات وهي تحتج على عدم تمكينها من العلامة الكاملة على إجابة صحيحة كتبتها في ورقة الامتحان، فقلت في نفسي ربما أخطأت، ولكن بمجرد أن قارنت الإجابة الأولى التي صوّرتها على الهاتف مع الإجابة الثانية، لاحظت أن التلميذة أضافت إجابة بالقلم السيّال.

لحظتها لم أشأ أن أُشعر التلميذة بحجم الخطأ الذي ارتكبته، فخلوت بها وطلبت منها بلطف أن تقول الحقيقة دون أن يترتب على ذلك أي عقوبة.

غير أن التلميذة التي تدرس في الثالثة ابتدائي رفعت صوتها وبدأت توجه لي السُباب، وقالت لي “أنت كاذبة” ولم أخبرها لحظتها أنني أملك الدليل على إضافتها لإجابة جديدة.

وعندما زارتني والدتها قلت لها إن نقطة أضيفها أو أحذفها لا تعني لي شيئا، ولكن ابنتك تجاوزت حدود الأدب معي وتعلمت الكذب وهذا أمر غير محمود، وطلبت منها أن تجعلها تعترف بخطئها وتعتذر حتى لا تسوّل لها نفسها أن تقترف أخطاء أكبر في المستقبل.

هذا الكلام لم يقنع الأم التي قالت لي: “لقد أخذت حقها” حينها أخرجت الهاتف وكشفت لها عن الإجابة الأولى، وقلت للتلميذة: ستحصلين على علامة صفر، وهنا صارحتني قائلة أمام والدتها أن هذه الأخيرة هي من طلبت منها أن تضيف إجابة بالقلم السيّال حتى تتحصل على المرتبة الأولى وتتفوق على فلانة، فصدمت من جوابها وتساءلت هل توجد أمهات من هذا النوع الذي يشجع الأبناء على الكذب وعدم احترام المعلم؟!

والأخطر من هذا، أن هناك أمهات يشجعن أبناءهم على ارتكاب تجاوزات خطيرة قد تكون نهايتها وخيمة من خلال إصرارهم على نيل علامات أكبر من زملائهم على غرار ما حدث مع تلميذة كادت تفقد حياتها لأن زميلتها سقتها عصيرا وضعت فيه مادة مسممة حتى لا تحضر الامتحان وبالتالي تتفوق عليها، وبالفعل لم تتمكن التلميذة الضحية من إجراء الامتحان لأنها أصيبت بمغص شديد نقلت على إثره إلى المستشفى لتلقى الإسعافات اللازمة.

وحسب النفسانية “نور الهدى ع” التي روت الحادثة، فإن والدة التلميذة التي تورطت في عملية التسميم هي من كانت تقارنها مع زميلتها وتشجعها على التفوق عليها، فلجأت إلى هذه الحيلة التي كادت تورطها في جريمة قتل.

لم يعد التحصيل الدراسي مهما للكثير من الأولياء، وخاصة الأمهات اللواتي صار تركيزهن أكثر على “النقطة” أو “العلامة” التي تضمن الحصول على معدل كبير يضمن إطلاق “شرارات” التباهي أمام الأهل والأصدقاء.

وهذا الأمر فتح الباب واسعا أمام الغش والطرق الملتوية مادامت النقطة هي المراد والهدف المنشود، فكيف نشتكي من طلبة وصلوا إلى الجامعة ومستوياتهم لم تبلغ بعد مرحلة الثانوية؟!، وكيف لا نقلق على هذا الجيل الذي نشأ وينشأ دون ضمائر “متصلة”؟!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • جمهورية الجهل المقدس

    كل المصائب التي تتخبط فيها الجزائر سببها الوحيد أو مصدرها الوحيد هو الجهل المتفشي في العقول لكن أم المصائب حين نجد ان هذا الجهل متفشي حتى في عقول الشريحة المتعلمة التي وجب عليها أن تقود المجتمع وتأخذ بيده نحو الرقي والتحضر ... والجهل المضاعف هو أننا نحن الجزائرين كمن يصاب في رجله ويعالج يده حيث لا يمكن للجسم أن يشفى أو يتعافى ما دام تشخيص المرض تشخيص غير دقيق بل تشخيص خاطئ .

  • خليفة

    نعم نحن نعيش مع جيل جديد من الأمهات الفارغات ثقافيا و التافهات سلوكيا ،مما نتج عنه جيل مهزوز في أخلاقه و تربيته و ضعيف في مستواه الدراسي ،ذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه.