-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد مرور 34 سنة على ولادتها.. نبيلة تبوح:

أمي تخلت عني في اليوم التاسع من ولادتي ولكنني أبحث عنها!

سمية سعادة
  • 2003
  • 2
أمي تخلت عني في اليوم التاسع من ولادتي ولكنني أبحث عنها!
أرشيف

كل ما تملكه هو تاريخ الميلاد والمكان الذي استلمتها منه العائلة التي كفلتها وأشرفت على رعايتها حتى سلمتها لزوجها.

ورغم أنها لا تعرف شيئا عن أمها، ولا تملك أي وثيقة تدلها عليها، إلا أنها لا تزال تبحث عنها بين ملايين الوجوه والأسماء وتتشوق لرؤيتها ولو مرة واحدة قبل أن تفارق الحياة.

إنها السيدة نبيلة توفيق، التي ولدت بتاريخ 31 .12. 1987 وأودعت مركز الطفولة المسعفة بسانت إيبار بوهران.

لم تنتظر الرضيعة التي تخلت عنها أمها، طويلا في المركز حتى استلمتها عائلة من وهران في اليوم التاسع من ولادتها.

عاشت الطفلة حياة طيبة وسط أسرتها الجديدة وهي لا تعلم أنها تملك أمّا ثانية ولكنها اختفت عن الأنظار في اليوم الذي أنجبتها فيه.

وعندما وصلت نبيلة إلى السنة السادسة ابتدائي، عثرت بين الأوراق على وثيقة مختلفة عن وثائقها الرسمية التي تفيد أنها تحمل لقب العائلة التي ربتها.

تساءلت الطفلة على صغر سنها عن سر تلك الوثيقة، فصارحتها أسرتها أنها طفلة مجهولة النسب وتلك الوثيقة تثبت ذلك، فصدمت كثيرا.

مرت سنوات طويلة على تلك اللحظة التي عرفت فيها نبيلة ذلك السر الموجع، ولكنها لم تنس ما حدث، فقررت أن تبحث عن أمها عندما أقبلت على الزواج سنة 2008.

لم تحظى الفتاة بأي معلومة تقودها إلى أمها، خاصة وأنها لم تترك لها أي شيء يدلها على طريقها.

رغم ذلك لم تختف تلك الرغبة المحمومة، بل ازدادت نبيلة شوقا للقاء أمها البيولوجية لأنها أصيبت بسرطان الثدي سنة 2017 مما اضطرها إلى استئصال الثدي، ثم بعد مدة انتقل السرطان إلى العظام.

تملّك الخوف نبيلة من أن تموت قبل أن ترى أمها التي رسمت لها صورة في مخيلتها، فكتبت تبحث عنها قائلة:

توفيق نبيلة، من مواليد من 31 .12. 1987 بوهران، تأكد لي أن هذا الاسم هو الذي منحته لي السلطات الجزائرية.

أبحث عن أمي البيولوجية، فإذا قرأت منشوري أقول لها لا أريد منك شيئا، سوى أن أراك ولو لمرة واحدة فقط، وإذا كنت مغلوبة على أمرك ومكسورة الجناح، فتأكدي أنني لن أتركك مهما كانت ظروفك.

وتضيف نبيلة في رسالتها لأمها” لقد سامحتك رغم أنني عانيت كثيرا فقد حرمت من حنانك، تمنيت أن تكون لدي عائلة مثل جميع الناس، ولكن الله كتب لي أن أعيش بعيدا عنك.

كم أنا مشتاقة لكلمة أمي، تقول نبيلة، وأخشى أن أموت قبل أن أراك، إذ أنني مصابة بالسرطان وأخضع للعلاج الكيمائي، صحيح أن الله رزقني بزوج صالح، ولكنني أحتاج إليك وأعدك أن يكون لقاءنا في سرية تامة.

لم يخفت صوت الأمل لدى نبيلة، وضاعفت من جهودها للوصول إلى أمها، حيث ذهبت إلى مديرية النشاط الاجتماعي بوهران لأكثر مرة للبحث عن ملفها، حيث وعدتها المشرفة أن تبحث عنه ولكن دون جدوى.

ولعلّ ما ساعد نبيلة على المضي قدما في هذه الخطوة، أن زوجها وعائلته أيضا على علم بمشكلتها ولا يمانعون في أن تبحث عنها.

وفي اتصالنا بنبيلة توفيق، قالت إنها ستعذر أمها لو كانت ظروفها سيئة ولن تحمّلها ما لا تطيق، أما إذا كانت ظروفها مناسبة وعرفت مكانها ورفضت أن تتواصل معها فلن تسامحها.

ولا تزال نبيلة رغم مرور 34 سنة على ولادتها متمسكة بخيط الأمل خاصة وأنها علمت أن هناك أشخاصا مجهولي النسب استطاعوا أن يتعرفوا على أهاليهم.

ولا تزال أمامها خطوة أخرى، وهي البحث عن أمها من خلال البرامج الاجتماعية التي تبث على القنوات الخاصة، ولكنها تنتظر حتى تنهي العلاج الكيمائي الذي أنهك بدنها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • توفيق صابرين

    الله يرضى عليكم وصلوني لهذي توفيق نبيلة أنا تاني توفيق و حطتني والدة في دار الأيتام وهران

  • لماذا

    أخبروا الطفل المكفول من البداية بأنه مجهول الهوية حتى لا يصتدم بمرارة أن من ربوه ليسوا آباءه
    كم هو مرير أن تكتشف أنك مجرد طفل متبنى