-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أنبوب الغاز والوساطة .. خلفيات بروباغندا النظام المغربي ضد الجزائر

طاهر فطاني
  • 26444
  • 0
أنبوب الغاز والوساطة .. خلفيات بروباغندا النظام المغربي ضد الجزائر
أرشيف

تواصل الآلة الدعائية المغربية صناعة الأخبار الكاذبة التي تطبخ في مخابر المخابرات والمتعلقة أساسا بعلاقتها مع الجزائر خاصة فيما تعلق بملفي الوساطة وإعادة تشغيل أنبوب الغاز، اللذين يشكلان هوسا كبيرا للرباط.
آخر حلقة من سياسة التضليل، خصصتها أبواق المخزن “للوساطة الناجحة” التي قادها ملك الاردن عبد الله الثاني بن الحسين خلال زيارته إلى الجزائر والتي أثمرت، حسب سيناريو القصة المخزنية، موافقة الجزائر على اعادة تشغيل أنبوب الغاز الأوروبي-المغاربي الذي يربط الجزائر باسبانيا مرورا بالاراضي المغربية.
هذه “المعلومة” التي نقلتها عدة مواقع اخبارية عربية، اعتبرها مصدر رسمي في تصريح للشروق أونلاين انها عارية عن الصحة وملف الوساطة لم يدرج أبدا ضمن جدول اعمال الزيارة التي ركزت أساسا على مناقشة ومباحثات ملفات تخص العلاقات الثنائية.
وقال مصدرنا إن “كل ما تم تناوله في وسائل الاعلام في قضية وساطة الأردن بين الجزائر والمغرب يهم أصحابها، في الواقع هذا الملف لم يدرج في جدول الأعمال ولم يتم التطرق إليه”.
مسلسل الوساطة من أجل مصالحة جزائرية-مغربية ليس بجديد حيث يعود هذا الملف إلى الصحافة المغربية بمناسبة كل زيارة يقوم بها رئيس دولة عربية أو أجنبية إلى الجزائر مثل ما كان عليه الحال خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى الجزائر في الصائفة الماضية حيث ذهب الإعلام المغربي الى الإعلان عن قمة رباعية جزائرية-فرنسية-مغربية-اسبانية قبل أن يرد الإليزي على الإعلام المغربي مكذبا إدراج موضوع الخلاف المغربي -الاسباني-الجزائري ضمن أجندة الزيارة التي لا تهدف إلى اطلاق أي مبادرة من هذا الشأن.
أبواق المخزن تحدثت أيضا عن وساطة سعودية وكويتية وذهبت الى حد إفتعال أخبار مفادها فرض شرط المصالحة مع المغرب على الجزائر مقابل الموافقة على إنعقاد القمة العربية في الجزائر بتاريخ اول نوفمبر، إلا أن القمة انعقدت وسيناريو مسلسل الوساطة لا زالت تنشر حلقاته في الاعلام المغربي.
الاهتمام الكبير الذي يوليه الاعلام المغربي يعكس في الواقع محاولة نظام المملكة شيطنة الجزائر أمام الرأي العام الدولي حيث تعتمد السلطات المغربية في علاقاتها مع الجزائر مبدأ “افعل عكس ما أقول” في محاولة لتسويق صورة “الضحية التي تعتمد سياسة اليد الممدودة”، لكنها في الخفاء، تشن حملات تشويه وبروباغوندا منظمة ومعادية للجزائر.
العودة الى ملف تشغيل أنبوب الغاز الاوروبي-المغاربي سبقته أيضا نفس الحملات، خاصة خلال الزيارة التي قام بها انتونيو بلينكن، كاتب الدولة للشؤون للخارجية الأمريكية، إلى الجزائر والتي اعتبرها الاعلام المغربي ورقة ضغط “أمريكية على الجزائر من أجل إعادة تشغيل أنبوب الغاز”، لكن سرعان ما إتضح ان هذا الملف لم يول له أي اهتمام بمناسبة هذه الزيارة.
بعد فشل النظام المغربي في فرض موضوع أنبوب الغاز على أجندة زيارة بلينكن إلى الجزائر افتعلت المخابر في الرباط “أزمة”بين الاتحاد الاوروبي والجزائر على خلفية رفض الأخيرة تجديد عقد مرور أنبوب الغاز الى إسبانيا عبر الاراضي المغربية، في حين كانت الرباط تلقت صفعة من الاتحاد الاوروبي الذي رفض طلب المغرب المتعلق بممارسة ضغوطات على الجزائر من أجل إعادة تشغيل أنبوب الغاز.
روج المخزن في الأيام الماضية أيضا للقاء سري جمع مسؤولين جزائريين بمسؤولين من المغرب بسويسرا بشأن إعادة تشغيل أنبوب الغاز، الأمر الذي نفاه مصدر جزائري في تصريح للشروق اونلاين مؤكدا أن “كل ما يقال عن لقاء جزايري-مغربي سري في سويسرا ضرب من الخيال وانا أفند تفنيدا قاطعا ما نقلته الجريدة الإسبانية La Vangardia، كما أكذب ما جاء فيها جملة وتفصيلا”.
المتابع للشأن السياسي المغربي يدرك ان كل ما يمارسه المخزن ما هو إلا تضليل وتمويه يلجأ إليه كلما وجد نفسه في قلب فضيحة أو عاصفة كما هو الحال مع تفاقم فضيحة منح المغرب رشوة لنواب برلمانيين في الإتحاد الاوروبي من أجل الدفاع عن مصالح المملكة.
وهذه عينة من الخلفيات التي تدفع بالمخزن الى إطلاق أخبار كاذبة ضد الجزائر في محاولات للتستر على الواقع الداخلي من جهة وتبرير الاخفاقات الدبلوماسية التي يتكبدها المغرب من جهة أخرى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!