-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
800 مريض في طابور الموت والأطباء في حيرة

“أنفلونزا الحجارة” تقتل 125 مواطن في باتنة ..؟

صالح سعودي
  • 8921
  • 21
“أنفلونزا الحجارة” تقتل 125 مواطن في باتنة ..؟
ح.م

تواصل المناطق التابعة لدائرة تكوت بولاية باتنة عدد ضحاياها من الشبان الممتهنين لحرفة صقل الحجارة الناجم عن مخلفات داء”السيليكوز” المعروف في المنطقة بمرض “أنفلونزا الحجارة” المميت، الذي يحوّل أجسامهم النحيفة إلى أشباح وهياكل عظمية، قبل أن يستسلموا لداء فتاك لا يرحم كل من يفكر في ولوج هذه الحرفة، وبات شبان تكوت يصنعون الموت لأنفسهم، في ظل غياب مناصب بدائل مهنية تضمن لهم لقمة العيش في أجواء مقبولة.

وقفت”الشروق” على حجم المأساة الإنسانية التي تخيم على منطقة تكوت وضواحيها (100 كلم عن عاصمة الولاية باتنة)، خاصة في ظل الضرر المعنوي الذي أصابهم منذ ظهور الوباء نهاية التسعينيات قبل أن يتحول إلى كابوس يهدد كل من يفكر في عالم حرفة النقش على الحجارة أو “تازروث” باللهجة الشاوية.

وعبّر ممثلو المجتمع المدني بدائرة تكوت عن تذمرهم للوضعية الصحية التي وصفوها بالمتردية، بسبب افتقاد العيادة إلى الإمكانات اللازمة التي تسمح بالتكفل الصحي للمرضى، ودعا ممثلو المجتمع المدني إلى ضرورة تدخل الوالي وبقية الجهات الوصية لإنقاذ الموقف بخطوات ميدانية، وفي مقدمة ذلك توفير سيارة إسعاف تسمح بنقل المرضى المستعصية حين يتطلب الأمر مواصلة علاجهم في عاصمة الولاية باتنة أو آريس وبسكرة، داعين إلى تدعيم المركز الصحي بسيارة إسعاف مجهزة وحديثة تتماشى ومتطلبات الحالات المرضية المتواجدة في البلدية التي تشكو من تزايد حالات مرضى”أنفلونزا الصخور” الذي تسبب في وفاة أكثر من 125 ضحية، وطالبوا بإحصائيات دقيقة ورسمية للمصابين بهذا الداء القاتل في المنطقة بغية اتخاذ التدابير الوقائية والعلاجية اللازمة في إطار تشخيص الأسباب الحقيقية لمرض السليكوز وكيفية متابعة المرضى عن قرب للحد من تداعياته.

أكثر من 125 ضحية، “قمري” أولهم وشبان “شناورة” أكثر المتضررين 

وتتضمن الإحصائيات الخاصة بأسماء الوفيات بسبب “انفلونزا الحجارة” معطيات مخيفة بعد أن وصل الرقم إلى أكثر من 125 ضحية، وكان أول الضحايا هو السيد قمري أحمد من قرية شناورة عام 2001، حيث أصيب الفقيد بأولى ملامح هذا المرض مع نهاية التسعينيات، حين عجزت رئتاه عن النشاط بصورة طبيعية، ما جعله يطرق أبواب المستشفيات والعيادات العمومية والخاصة في أريس، باتنة، قسنطينة والعاصمة، ليلفظ أنفاسه في مستشفى بني مسوس بالعاصمة شهر جانفي 2001، وكان السيد  شاطري جموعي ثاني ضحية في بداية أفريل من نفس السنة عن عمر يناهز 36 سنة، لترتفع الحصيلة إلى 45  ضحية خريف 2009، وازدادت إلى غاية هذه السنة بحوالي 3 أضعاف.

ويحتل شبان قرية “شناورة” نصف عدد الوفيات بداء السيليكوز المعروف في المنطقة، كما ذكرنا سابقا “انفلونزا الحجارة”، مقابل توزيع العدد الباقي على أحياء وقرى تكوت، مثل تادخت، زينون، عين البير وتيغزة إضافة إلى بلدية إينوغيسن، والملاحظ أيضا بأن نسبة 40 بالمائة على الأقل من المتوفين متزوجون خلفوا أطفالا منهم من وصل سن الدراسة، وآخرون أصبحوا شبانا على غرار عائلة الفقيد قمري احمد بشناورة.

“انفلونزا الحجارة” تلاحق 50 بالمائة من الحرفيين

ويشتكي سكان تكوت من غياب استراتيجية واضحة لتخفيف المتاعب التي تلاحق المرضى ومقربيهم، حتى أن جهود الأطباء لم تجد حلولا شافية رغم المساعي القائمة على مستوى القطاع الصحي بتكوت، وإيفاد أطباء من بلدية آريس، إضافة إلى نقل المرضى إلى عاصمة الولاية باتنة، ليبقى المطلب الرئيسي في نظر الأطباء هو ضرورة الوقاية والابتعاد نهائيا عن مزاولة نشاط حرفة الحجارة، خصوصا أنّ مرض السليكوز المميت “أنفلونزا الحجارة”، لا يرحم الذين يشتغلون في هذا الميدان، لأن الإصابة به ناتجة أساسا عن انبعاث الغبار من الحجارة المنقوشة ليترسب في الرئتين، وهو ما يصعب مهمة العلاج، وتشير إحصائيات قام بها أطباء مختصون بباتنة، أنّ نسبة 50 بالمائة من الحرفيين الذين يقومون بنقش الحجارة، مصابون بمرض”السليكوز” بدرجات متفاوتة، ويزداد خطر الإصابة بمرض “السليكوز” لكون غالبية محترفي مهنة صقل الحجارة يعملون لحسابهم الخاص، وغير مصرح بهم لدى مصالح الضمان الاجتماعي، ما يجعلهم في وضعية صعبة للتكفل بهم من ناحية العلاج وبعائلاتهم بعد الوفاة، والأخطر هو أنّ أعراض الداء لا تظهر إلا بعد بلوغه مراحل متطورة وتعقد عملية التنفس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
21
  • بدون اسم

    ربي اجبلهم اشفاء

  • جزائرية

    انا لاام العريف ولا ام غيره انما انا مواطنة عادية بسيطة شاهدت قبل اليوم حصة خاصة عن هذا المرض نقلت يوميات ممتهني هاته المهنة الصعبة وتعايشهم معها رغم علمهم بمصيرهم كما نقلت لنا شهادات حية لبعض المرضى وعائلات المتوفين وكلهم اجمعوا ان الشاش او القناع لاينفع ولايجدي كما تحدث الصحفي مع الطبيب المعالج لهؤلاء المرضى والذي اكد على كلام المرضى والعائلات بصعوبة الحالة خصوصا بعد اقتناء الحرفيين لاسطوانات صقل جديدة يبدو انها من الصين تتفتت بالخف

  • لا يهم

    واضح ان كل المعلقين لا يفقهون في شىء الا انت يلا يا ام عراف اعطينا الحلول نتاعك و لا فالحة غير في الهضرة ... و لعلمك مهنة صقل الحجر هي مهنة موجودة بالعالم كامل و ليس بالجزاءر فقط و هي مثلها مثل كل الحرف المهنية اليدوية منها الحدادة و النجارة و النحاسية و القطانية و الي يشتغلوا في الجلود وووالخ فهاذ الحرفين ايضا وضعهم ليس باحسن حال و يتعرضون لنفس الأمراض اذا
    ?Whats your Solution

  • بلال

    يفترض ان يساق وزير الصحه الى المحاكمه لانه اهمل هذه الشريحه
    .........
    ايه يا حسرا واكتاه توالي بلادي هكذا

  • بدون اسم

    حتى القناع ماينفعش

  • بدون اسم

    كارثه ان يموت 125 جزائري ليس بسبب الدخان او المخدرات و انما لانهم يعملون و الحكومه لاهيه و رئيس الوزراء يبرئ فرنسا في باريس من جرائمها ..!!!! يفترض ان يساق وزير الصحه الى المحاكمه لانه اهمل هذه الشريحه و لم يبحث عن حلول لوقف هذا المرض اما الدوله فعليها تحمل نفقات عوائل الضحايا براتب تقاعدي يحفظ لهم كرامتهم و يقدم رئيس الحكومه اعتذار عن تقصيره و تقصير حكومته بل لا مبالاتها بمواطنيها

  • بدون اسم

    االدولة لاتمنح ولا تساعد لأنها لا تريد الرفاهية لشعب وهذا موضوع قديم والدولة تعلم بأنهم يموتون يوميا أين هي ربي فرج عليهم ولي ماتو ربي يرحمهم

  • جزائرية

    واضح جدا انك لاتدري شيئا عن هذا المرض الذي يفتك بارواح شباب مدينة تكوت ,هؤلاء الشباب الذين لم يجدوا عملا آخر غير هذا العمل القاتل وتفضيلهم كسب لقمتهم هم وعائلاتهم ولو كلفهم ذلك الموت لانهم في كل الاحوال ميتين اما بالجوع او بالعمل ,يا(لايهم ) هذا المرض لم ينفع معه لاشاش ولاقناع وقد احتار الجميع في سبل الوقاية منه ولاتظن انك اذكى منهم وانهم لم يفكروا في وضع حل لمشكلتهم ,انصحك بمشاهدة الحصة الخاصة بهذا الموضوع لتفهم اكثر معاناتهم

  • لا يهم

    و لماذا نرمي كل مشاكلنا داءما على الدولة و ننتظر منها الحلول السحرية احيانا الحلول في أيدي المواطن نفسه و في هذه الحالة وضع طرف شاش مثل ما يفعل اخوننا التوارق يكفي و يادي مهمته على احسن ما يرام لذا شوية همة و عزيمة لان اشنع مرض ممكن يشل الانسان هو مرض الاتكالية

  • لا يهم

    الوقاية من هذا المرض سهل جدا وًهو وضع واقي على الفم و الأنف ( يشبه ذلك الي يضعه الأطباء ) حتى لا يتسرب الغبار للجسم و ان لا يوجد واقي ممكن طرف شاش و الوقاية خير من العلاج و الوقاية من الأمراض احيانا لا تكلف كثير سوى التوعية و النظافة

  • ام زكرياء

    عندي مدة شفت شريط عن هذا المرض و هذه المهنة و هؤلاء الشبّان , و الله يقطّعوا القلب, مساكن الفقر و لا المرض و الاثنين اصعب من بعض و ابغض من بعض ,
    و الدولة تشوف و تسمع كل شيء و لا تحرك ساكنا و ,,كانها غير معنية بمواطنيها و استقرارهم و صحتهم ,,المشكل موجود لكن لا احد يفكر مجرد التفكير في حله
    و ايجاد البديل لهؤلاء الشباب ,و الذي يتمثل في منع هذه المهنة منعا باتا و خلق مناصب شغل زراعية كمنهحهم اراض زراعية و دعمهم او تربية النحل او المواشي المهم كاين الحلول و الحل الضروري هو منع هذه الهنة

  • بدون اسم

    البناء بالاسمنت والحجارة انقرض في الدول المتقدمة

  • بدون اسم

    حبسو هاذ الخدمة الله الغني عنها جربو تروحو للفلاحة ,وبالفعل الجزائري خدام لكن تسيير الموارد البشرية هو المفقود في الجزائر شاطرين يجيبو العمال من الصين وتركيا والفلاحين والحرفيين من الحراقة عندنا

  • بائع الريح

    يا الفاهم ....الله سبحانه و تعالى هو الوحيد القادر على خلق الرئة و هو الحال لباقي أعضاء الإنسان.... فالحل الوحيد في الحالات المتقدمة لمرض السيليكوز هو زرع الرئة و القلب معا...و هذه العملية المعقدة لا تقام في الجزائر لنقص العتاد الطبي و انعدام المتبرعين....

  • السيدة حلزونة

    الحل موجود :و في يد الدولة الغافلة ،و هو توفير قناع خاص و متطوّر يمنع دخول جزيئات الحجارة الى الرئة،على الدولة أن تُوفّره بالمجّان أو بأسعار معقولة لمن يزاول هذه المهنة،كما عليها أن تمنحهم تسهيلات ادارية و صحية على مستوى الضمان الاجتماعي،و اخيرا (و هذا طلب مستحيل) على الدولة أن تبني مستشفى خاص في بلدية تكوت يعالج فقط هذا المرض،على أن يكون مجهزا بأحدق التكنولوجيا،تماما مثل مستشفى فال دو غراس

  • غيرة وطنية

    ما دام الموضوع طرح في جريدة الشروق فهل من ( رئيس بلدية ،رئيس دائرة ، والي ولاية، برلماني، أو شركة تصنيع ) تأخذبيد هذه الفئة وتنظم حالهم قبل أن يتحولوا إلى مهربين أو ما إلى ذالك.

  • Sabour

    ويقولو لك الشعب مايحبش يخدم!!!

    هل لهم الحق فى الحياة!! والعلاج فى فرنسا من أموالهم (أموال الخزينة الشعب)

  • المستشار

    وتشير إحصائيات قام بها أطباء مختصون بباتنة، أنّ نسبة 50 بالمائة من الحرفيين الذين يقومون بنقش الحجارة، مصابون بمرض"السليكوز" بدرجات متفاوتة!!!!
    إحصائيات!!إحصائيات!!!إحصائيات!!!إحصائيات!!!!إحصائيات.........
    و لا طبيب قال ابدا اشغل مخي و ذكائي و علمي و الوج بحر الانترنت و التواصل في المنتديات الطبية على و عسى نلقى علاج للفقراء يخدم علي دنيا و اخرة..... معليش ديروا اضرابات للدراهم و معليش انا اصلا جاهللاصحاب التصويت بالسلب سلام

  • محمد

    الی التعليق رقم 2 رب يهديك اخويا ويعافيك .هذا المرض ماينفع معاه والو .لا أجهزة لا لي ماسك لا أقنعة ذرات الغبار تتسرب للرئتين ومكانش حل غير يبعدو من الخدمة هذي .لهم أن يختارو الموت بمرض السيليكوز ولا الفقر .انا اری عليهم ان يختارو الفقر والرازق هو الله لهم ان يبحثو علی ابواب الرزق وهي كثيرة والله هو الرازق

  • مروان

    ربي يهديهم يوجد معدات اقنعة ووسائل لتفادي هذه المشاكل يرمو في انفسهم للموت

  • momo

    إنها إجرإم في حق لانسانيه ولا كيف لا هده آلور شه مزال تشغل في شباب القريه ٠ واش تريدون مزيد من المصابين والموت