-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أيًّا كان الرابح!

جمال لعلامي
  • 670
  • 2
أيًّا كان الرابح!
ح.م

صدق العقلاء عندما يطلبون من “المقاطعين” والرافضين للانتخابات، عدم التعرّض للناخبين الراغبين في ممارسة حقهم في اقتراع اليوم، فمثلما لا يجوز للمقتنعين بجدوى العملية الانتخابية، “اقتحام” البيوت وإخراج الرافضين واقتيادهم بالقوة إلى مكاتب التصويت، لا يجوز بالمقابل، للمعارضين أن ينصبوا الحواجز للراغبين في الانتخاب ويمنعونهم أو يوبخونهم أو يسبّونهم!

من حقّ كلّ جزائري بالغ، أن يقرّر بما يراه مناسبا ومتماشيا مع رؤيته وقناعاته لحلّ الأزمة الحالية، لكن حرية كلّ شخص تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، لتبقى بطبيعة الحال، كلمة الفصل للصندوق الذي سيختار بواسطته المشاركون في الانتخابات الرئاسية، ومهما كانت نسبة المشاركة، على الأقلية أن تحترم الأغلبية، وعلى من التزم داره، أن لا يقف ضد اختيار وخيار من قصد صناديق الاقتراع، ولو صوّت بالورقة البيضاء، وهو حرّ في ذلك!

من المفروض أن الانتخابات، هي الفاصل بين هؤلاء وأولئك، في كلّ البلدان والشعوب، ولا يمكن لجزء من المواطنين أن يمنعوا الجزء الآخر من الاقتراع، مثلما لا يمكن دون شك، أن يُجبر هذا الجزء، الجزء الأول على الانتخاب باستعمال “القوة” مثلا أو التهديد!

ينبّه عقلاء إلى مؤشر مهم جدا لم يتم التسويق له كما هو مطلوب، ويتمثل أساسا في أن الجهات المؤيّدة للمسار الانتخابي، سواء في السلطة السياسية أو سلطة الانتخابات أو المترشحين، أو الأحزاب الداعمة لهذا الخيار، لم تمارس “التهديد والوعيد” ولا العنف اللفظي والسياسي ضد المقاطعين والرافضين، وهو ما يجب أن يلتزم به كذلك الرافضون للانتخابات!

رئاسيات 12 ديسمبر 2019، مغايرة برأي مراقبين رافقوا وعايشوا كلّ الاستحقاقات الماضية، سواء من حيث الظروف السياسية، أو انطلاقا من التغيير الذي أحدثته الحراك الشعبي في الذهنيات والعقليات قبل القوانين والتعاملات، أو تعلق الأمر بتحييد الإدارة في الإشراف على الانتخابات وإعلان الفائز، أو تعلق الأمر، وهذا هو المهم، بوعي المواطنين وعودتهم إلى الاهتمام بالاقتراع كفعل ديمقراطي فاصل بين الرابح والخاسر عن طريق الصندوق!

ديمقراطيا، وهذا هو المعترف به والمتعارف عليه في كل الدول الديمقراطية والمقدّسة للحريات، أنه لا صوت اليوم ينبغي أن يعلو فوق صوت الصندوق، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وعلى “الخاسرين” أن يحترموا إرادة الناخبين، كما على “الفائز” أن يكون رئيسا للجميع، بعيدا عن مفاضلة من انتخب له -وهذا لا يمكن تأكيده- أو انتخب ضده، وهذا أيضا لا يُمكن إثباته عمليا، وهو ما يجعله يتعامل مع كلّ الناخبين بنفس المنطق!

لقد دعت سلطة الانتخابات، المواطنين ومعهم وسائل الإعلام، إلى المشاركة في حراسة الصناديق من أي محاولة محتملة للتزوير، وهذه الأخرى قد تكون كفيلة بتكريس الإرادة الجماعية وحمايتها مهما كان الرابح برئاسة الجزائر!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • HOCINE HECHAICHI

    الرابح الوحيد هو "الجيوقراطية".
    ومع ذلك عندنا رئيس

  • احمد بن عائشة

    انه منطق الكلام استاذ جمال