الرأي

إذا لم تستح، فافعل ما شئت

عمار يزلي
  • 3625
  • 7

عندما ذكرت إحدى المحللات الأمريكيات قبل أشهر بأن الممثلات الإباحيات اللواتي تعامل مهن ترمب، وخاصة الممثلتان الآئي فجرن فضيحة تلقي أموالا مقابل السكوت عن علاقتهما بترمب أيام الحملة الانتخابية، هن المؤهلات وحدهن بإسقاط ترمب، كونه “لا يخجل” مثلهن من أفعاله، لأنه من صنفهن.. عندما قالت هذا، لم تكن مخطأة تماما. فقد بدأت قصة تلقي هذه “النجمة””سترورمي دانييلز” 130 ألف دولار من محامي ترمب لقاء سكوتها عن علاقتها معه، في التبلور انجرت عنها فضائح أخرى أخلاقية ومالية والقادم أسوأ بالنسبة لترمب.
ترمب، من حيث تكوينه النفسي السيكولوجي، لن يقبل بالاعتراف حتى مع الحجج والقرائن والأدلة الدامغة. فهو يمتلك شخصية معاندة، مكابرة، مع كثير من الغرور وتخاريف التفوق والذكاء، يضاف إليه التناقض والتبجح والتراجع وعدم قول الحقيقة.. كل الحقيقة. وهذا أصعب ما يواجهه ترمب في حالة ما إذا تقرر أن يتابع من طرف الكنغرس تمهيدا لعزله. لن يقبل بالعزل وقد بدأ بإطلاق صواريخ باليستية من الكلام، مؤداه: أنكم إن شرعتم في إجراءات عزلي، فتُعزلون كلهم يا أمريكان.. يا عالم.. وستصبحون كلكم فقراء. هكذا يتصور ترمب نفسه شخصية عظيمة: يأمر فيطاع، ويتكلم فيسكت الناس. غير أنه بدأ مؤخرا يشعر بالحقيقة..لكنه لا يعترف: يكابر ويتهرب ويهرب من الحقيقة الماثلة أمامه. لاحظنا كيف “نفخ الحرارة” مع كوريا الشمالية، ثم لان ونفخ البرودة..بعدما وصلت سياسته وتهديداته إلى حافة الهاوية، فخشي أن يخفق في تنفيذ تهديده بالقوة، فلجأ إلى الوساطة الكورية الجنوبية بعدما لم تفلح مع الصين. واليوم إنه يغازل كوريا الشمالية، وروسيا التي لم يقدر علهيما، وصار يتغول إعلاميا وعن طريق تويتر على إيران ثم تركيا، وسيكتشف، إن لم يكن قد فعل، أنه قد تم كشف شخصيته: العناد والتنطع ثم الردوخ. فعل هذا مع الصين وروسيا وحتى مع أوروبا وكندا.. ولم يبق له إلا إيران وتركيا ليكون قد شن حربا اقتصاديا على العالم أجمع..ماعدا الدول التي تسيل في ركبه وفي ركب إسرائيل.
المثل الشعبي العربي يقول: إذا لم تستحي، فافعل ما شئت. وهذا هو سر ترمب عندما يرى نفسه أنه قادر أن يفعل ما يشاء، لأنه رأى نفسه فجأة، بعد ما كان صاحب مال وفقط، صار صاحب سلطة سياسية واقتصادية وعسكرية على رأس أعظم دولة، وهذا ما يفسر طغيان شخصيتة ذات الميول “الميغالوماني” التي تترجم في وهم “جنون العظمة”. لقد بدأ الأمريكان أخيرا يفهمون خطر الرجل على أمريكا وعلى العالم. فهو قد يصل به العناد، إلى حد أنه قد يفجر حربا داخلية وخارجية. وكلامه عن تهاوي الاقتصاد والبورصات وعالم المال والأعمال في حالة ما إذا شرع الكونغرس في عزله، هو تهديد صريح وليس مجرد تصريح إعلامي. إنه قادر على أن يذهب بعيدا ويبقى إلى غاية الرمق الأخير يهذي بأنه محل مؤامرة وأنه هو ألأصلح والأنظف وأنه الأقوى والأذكي والأعلم والأعمل و..و. هكذا هي شخصيته للأسف، مما قد يجعلنا نقول أنه قد يكابر إلى آخر لحظة ولا يعترفا بدا..حتى مع القرائن..ولا يعترف حتى أنه يكذب أكثر مما يتنفس. ففي رأيه: الناس يكذبون ويكذبون عليه، إلا هو فهو “الصادق الأمين”.
لهذا، نعود ونقول أن ما قيل عن شخصية “المعتوه” في كتاب “الكلبة”، أن بائعات الهوى هن الوحيدات القادرات على مواجهة، بقلة الحياء عندهن، صاحب قلة الحياء ..عندهم..

مقالات ذات صلة