-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إسماعيل العربي وماسِينيُون

إسماعيل العربي وماسِينيُون

الدكتور مولود عْوِيمَر من الأساتذة النَّشِطِينَ، فهو لا يكتفي بما يلقيه من دروس في الجامعة، وبما يُؤَطِّرُ من طلبة وطالبات في البحوث العلمية، ولكنه يشارك بِكِتَابَةِ المقالات في الجرائد والمجلات، وإلقاء المحاضرات في الملتقيات، والمشاركة في الندوات الإذاعية والتلفزيونية، ويشرف على مجلة “التبيان” الصادرة عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فهو نموذجٌ يُحتذى حتى من الأساتذة الذين “مَاتُوا” بعد الحصول على شهاداتهم، وكانت رسالاتُهم الجامعية كـ”بيضة الديك” الذي يقال في الأساطير إنه بَاضَ بَيْضَةً واحدة ثم أصيب بالعُقْم.

قرأتُ ما كتبه الدكتور عويمر عن الأستاذ إسماعيل العربي (1919– 1997) في جريدة “البصائر” في عددها الصادر في 28 مارس 3 أفريل 2021 ص 6. وهو مشكورٌ، لأنه مهتمٌّ بعلماء الجزائر وتاريخها. استعرض الدكتور حياة الأستاذ إسماعيل العربي من مهدِه إلى لحدِه، وذكر أموراً لا يعلمها كثيرٌ من الناس عن هذا الأستاذ، ومما ذكره أن الأستاذ العربي عندما كان يعالج في باريس في نهاية الأربعينيات اغتنم وجوده في باريس للتسجيل في جامعة السوربون لإتمام دراسته العليا.. وأنجز رسالة تحت إشراف المستشرق موريس لومبار، صاحب كتاب “الإسلام فِي مَجْدِهِ الأول”، الذي عَرَّبَهُ الأستاذ إسماعيل العربي فيما بعد.

لقد كان لي الحظ أن عَرَفْتُ الأستاذ إسماعيل العربي، حيث عملنا معا في الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، إذ كان مستشارا لها، وكنت رئيسَ قسم الكتاب العربي في مديرية النشر، وكثيرا ما كنا نلتقي، وقد استفدتُ منه عدة أمور، كما كنت أزوره في منزله في شارع العقيد محمد بوقرة بالأبيار…

ومما أخبرني عنه أنه عندما كان في باريس قدَّم طلبا إلى المستشرق الجاسوس لويس ماسينيون، عدوّ الإسلام و”جمعية العلماء” وأشد عداوة للإمام محمد البشير الإبراهيمي الذي قال عن ماسينيون “إنه يُغَطِّي ضَرَاوة الحَجَّاج بطراوة الحلّاج”، وقد رغب في ذلك الطلب أن يشرف عليه ماسينيون.

استقبله ماسينيون، وعندما علم أنه جزائريٌّ سأله إن كانت له علاقة بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وهو سؤالٌ يدلُّ على خبث ماسينيون، لأن إسماعيل العربي لم يكن نكرة؛ فقد كان من كتَّاب جريدة “البصائر”، وكان رئيسَ لجنة التعليم العليا في الجمعية، وماسينيون لأنه جاسوس، ومستشار الحكومات الفرنسية في شؤون الإسلام وصاحب فكرة “لجنة فرانس – إسلام”، لأنه كلُّ أولئك فهو يعرف ما قَلّ وما جَلّ عن جمعية العلماء.

ما أن أكّد الأستاذ إسماعيل العربي صلتَه بجمعية العلماء، والتشرُّفَ بالانتماء إليها، حتى أخرج ماسينيون الجاسوس طلبَ الأستاذ ومزَّقه إربا إربا، ورفض الإشراف عليه.

وبالمناسبة فقد أخبرني الدكتور العراقي محمد حسين الأعرجي أن الشاعر العراقي محمد مهدي البصير (1895– 1974)، وكان شاعر ثورة العراق في 1920 ضد الإنجليز، طلب من ماسينيون أن يشرف عليه، فلما علم بصِلته بثورة 1920 مزَّق طلبه ورفض أن يشرف عليه، فـ”الاستعمار” رحِمٌ يرعاها المستعمِرون، لأن ثورة العراق كانت ضد الإنجليز، وماسينيون فرنسيٌّ.. ولولا هذه الروح الصليبية العنصرية لما “استعبدت السبعة (هولندا) سَبْعين”. (أندونيسيا) كما يقول الإمام الإبراهيمي أعدى أعداء ماسينيون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!