-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
السفير الفرنسي السابق بالجزائر يعود للواجهة من جديد

إصرار على حرمان الجزائريين من امتيازاتهم في فرنسا

محمد مسلم
  • 5790
  • 0
إصرار على حرمان الجزائريين من امتيازاتهم في فرنسا
أرشيف

السفير الفرنسي السابق بالجزائر من 2008 إلى 2012 ومن 2017 إلى 2020، كزافيي دريانكور، يعود مرة أخرى مهاجما الجزائر، بقبعة يمينية كالعادة، مطالبا سلطات بلاده بمراجعة “اتفاقية 1968” الموقعة بين الجزائر وفرنسا “من جانب واحد”، والتي تعطي امتيازات استثنائية للجزائريين مقارنة بجيرانهم في المغرب العربي في مجال الهجرة.
دريانكور الذي عمل في الجزائر كسفير لفرنسا من 2008 إلى 2012 ومن 2017 إلى 2020، يحاول ركوب موجة مراجعة قانون الهجرة الذي يعيش على وقع مزايدة سياسوية بين الرئيس إيمانويل ماكرون، واليمين ممثلا في حزب “الجمهوريون” بقيادة اليميني المتطرف في مواقفه، إيريك سيوتي، وهو يحاول صب المزيد من النار على السجال السياسي خدمة لأجندته الرامية إلى تجريد الجزائريين من أي امتيازات في فرنسا.
وعلى أعمدة صحيفة فرنسية أيضا، هي “لوفيغارو”، تكررت خرجات الدبلوماسي المحال على التقاعد، مدفوعا بضغينة يكنها للجزائريين على خلفية ما عاشه خلال أيام الحراك الشعبي في سنة 2019، عندما أحس بأنه غير مرغوب في تواجده بالجزائر كسفير لدولة كانت يومها يشار إليها بالبنان.
وعلى الرغم من يقينه بخطورة دعوته إلى مراجعة اتفاقية 1968 على العلاقات الثنائية الهشة، إلا أنه لم يتردد في المطالبة بذلك في مسعى يؤكد أن الهدف من خرجاته المتكررة في الآونة الأخيرة، والتي كانت في عمومها عبر وسائل محسوبة على اليمين الذي فقد “يمينيته التقليدية”، وصار يمينا بمواصفات يمين مارين لوبان ووالده، والنسخة المشوهة من مشروعهما، ممثلا في مؤسس “حزب الاسترداد”، إيريك زمور.
بالنسبة للدبلوماسي المتقاعد، فإن إقدام السلطات الفرنسية على تعليق العمل بمعاهدة 1968 من جانب واحد من شأنه أن يدفع السلطات الجزائرية إلى القيام برد فعل متطرف، من قبيل الإقدام على قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ومع ذلك يصر على السلطات الفرنسية بالتحلي بالشجاعة والقيام بذلك وهذا “من أجل إقامة توازن قوى يسمح بإعادة بناء العلاقات الثنائية وفق منطق جديد، تكون الهجرة عنصرا هاما في هذه المراجعة”، زاعما: “عليك أن تكون واضحا: لا توجد طريقة سلمية لتحقيق هذا الهدف”.
في الحوار، كانت الكلمات التي تصدر عن السفير الفرنسي السابق في الجزائر، توحي بأن الرجل يعتصره ألم داخلي لا يطاق، وهو يرى الرعايا الجزائريين يتمتعون بامتيازات يفتقر إليها نظراؤهم من المملكة العلوية، أو في تونس، وذلك رغم أن كل الدول المغاربية باستثناء ليبيا، كانت مستعمرات فرنسية، وهو ما يفسر أن هذا الدبلوماسي الذي أنهيت مهامه من الجزائر يعاني من مرض يسمى “فوبيا الجزائر”، استعصى على الخبراء الفرنسيين علاجه منه.
ولذلك فالمتحدث لا يرى في وجود أي مصداقية لمراجعة قانون الهجرة الموجود قيد الدراسة، ما لم تتم إعادة النظر في اتفاقية 1968، التي تعطي للرعايا الجزائريين امتيازات استثنائية، على صعيد التنقل والإقامة المتعلقة بالدراسة والعمل وممارسة النشاط التجاري، على التراب الفرنسي.
وليست المرة الأولى التي يخرج فيها هذا الدبلوماسي مهاجما الجزائر بطريقة فيها الكثير من الشوفينية والعدوانية، ولا سيما عبر جريدة “لوفيغارو” وغيرها من الوسائط الإعلامية الفرنسية المحسوبة على اليمين، على غرار مجلة “لوبوان”، فقد أفرد جانبا معتبرا من مذكراته للجزائر، والتي جاءت تحت عنوان “اللغز الجزائري”، تضمنت تحاملا تفوح منه رائحة العنصرية، يشبه إلى حد كبير ما يصدر عن الأوساط التي لا تزال لم تتخلص بعد من عقد هزيمة فرنسا في الجزائر، عسكريا وسياسيا وأخلاقيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!