الرأي

إصلاح “الإصلاحات الفاسدة”

ح.م

كلمة “الإصلاحات الفاسدة” ليست من بنات أفكاري، ولكنها من إبداعات الإمام الإبراهيمي. (ج3 ص 507).

لما أدرك الذين فعلوا في الجزائر والجزائريين ما فعلوا من تجاوزات، وأنهم قد يسألون عما فعلوه، بحثوا عمّن يغطي أفعالهم الشنعاء، وجدوا المسمى “عبد القادر المالي”، الذي يقال إنه أبلى بلاء حسنا واثخانا في العدوان في مالي.

كانت أمنية “عبد القادر المالي” أن يصبح في الجزائر “شيئا مذكورا”، فكان يقول لأصدقائه في تونس – بعدما انتقل إليها من مالي: “احفظوا اسمي ستسمعون عني قريبا”، فرحات عباس: الاستقلال المصادر. ص48).

في السنة المشئومة (1999) عرض أمر قيادة الجزائر ممّن يروننا ولا نراهم على (سي ع.ق.المالي)، فاعتبر العرض “ليلة قدر”، وكانت “لاؤه” “نعم” هذه المرة.

ترشح ستة فرسان حقيقيين ضد “الفارس….”، وراح يذرع الجزائر على “بساط الريح” الذي وفّر له، ولكن الفرسان الستة انسحبوا لأنهم رفضوا المشاركة في “المسرحية البليدة” التي قبل (سي. ع.ق المالي) أن يكون بطلها، ومخرجها وكومبارسها.. واشترط أن تكون نسبة “نجاحه” مرتفعة.. فكان ما أراد، بعدما عرض عليه تأجيل أو إلغاء الانتخابات، شعاره في ذلك “عصفور في اليد خير من عشرة في الغد”، خاصة أن هذا العصفور “طار مني” من قبل. وقد وضع العارفون بالأمور أيديهم على قلوبهم مما تخبئه الأيام للجزائر من سوء.

زعم المتملقون أن الله – عز وجل- منّ على الجزائر بهذا الشخص، إما جهلا به، أو طمعا.. خاصة أن أسعار النفط ارتفعت، لا لعبقرية “الشخص”، ولكن لـ”تهور” صدّام وبن لادن.. فسهّل عليه شراء ذمم خربة، واستنزال همم سافلة.. ولم تنته “العهدة الأولى” حتى تنبه بعض الإخوة الذين أحسنوا الظن بالشخص فطلّقوه وحفظوا كرامتهم وتاريخهم.

تعددت العهدات مثنى، وثلاث، ورباع، وفي كل عهدة تقام “مقردة”، هؤلاء أطباء يشهدون زورا، وهؤلاء “نوائب” يوافقون، وهؤلاء “علماء” دين و”شيوخ زوايا” يباركون، وهؤلاء أشباه نسوة يرقصن ويزغردن.. وهؤلاء “صحافيون” يكذبون.. وألصق بـ”أخينا” لقب “الفخامة”، وما علم المسكين أن “التفخيم يقتضي الترخيم”، كما يقول الإمام الرجل البشير الإبراهيمي، الذي “عاش ما كسب مات وخلّى” القيم، والمروءة، لا المال والعقارات.

وتعكر جو الجزائر، بالروائح الكريهة من جهوية منتنة، ورشوة قذرة، وتزوير ليس له نظير، وظهر الفساد في الجزائر برا وبحرا وجوا، وصدر منه إلى الخارج بفضل من سمّاهم “سي. ع.ق.المالي” “رجل الدولة”..

رفع (سي ع.ق المالي) شعارات “الإصلاح” وأدرك “العارفون” أن “المصلحين” الذين “كلفوا” بذلك الإصلاح من النوع الذي “إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون” ويعلمون لقد استخف (سي ع.ق المالي) الجزائريين فأمهلوه، فلما تمادى أطاحوه، وأخرجوه من أضيق “النوافذ”..

لقد تعهد الأخ تبون أن يصلح ما أفسد بوتفليقة ورهطه.. وبدأ بإصلاح “الدستور” الذي صرّه بوتفليقة كمناديل دورات المياه الورقية، ونرجو أن يكون هذا العهد خيرا، بشرط أن تكون “أذن” الأخ تبون للناصحين مصغية، ويده للمنافقين طاردة، مستخلفا العبر ممن استخف قومه، وخادعهم لهثا وراء “ملك لا يبلى”، و”فخامة” لم تغن عن (….) شيئا، لأن صاحبنا لا يحب الناصحين.

مقالات ذات صلة