الرأي

إلقاء الحجارة “إرهاب” !

حسين لقرع
  • 1234
  • 0

يندرج القانون الذي صادق عليه البرلمان الصهيوني أمس والمتعلق بتغليظ العقوبة على كل فلسطيني يلقي حجرة على مستوطن أو شرطي، من 3 أشهر حبساً كما هو معمولٌ به منذ سنوات، إلى 20 سنة سجناً، في إطار إمعان الاحتلال في إذلال الفلسطينيين وإهانتهم واحتقارهم وسحق كرامتهم وإنسانيتهم..

هو قانونٌ عنصري ينمّ عن كراهية وحقد شديدين على الفلسطينيين، والواضح أن الاحتلال يريد من خلاله أن يرهب الفلسطينيين بالسجن ويقتل فيهم روح المقاومة تماماً حتى بالحجارة.. ممنوعٌ على الفلسطيني استعمال السلاح الناري لمقاومة الاحتلال ومن يفعل ذلك يُعتبر  إرهابياً، وممنوع عليه حتى إلقاء الحجارة على المستوطنين أو جنود الاحتلال إذا اعتدوا عليه أو صادروا أرضه أو هدّموا بيته أو دنّسوا أقصاه، ومن يفعل ذلك يُعتبر إرهابياًأيضاً حسب وزيرة العدل إليت شاكيد، ويُحكم عليه بالسجن 20 سنة كاملة إذا أدى إلى الإضرار بأي مستوطن أو شرطي، أو على الأقل 10 سنوات إذا لم يترك أي أثر أو أضرار!

ومعنى هذا أن الفلسطينيين مطالبون بالاستسلام التام للاحتلال والخنوع له، وقبول سياساته التعسفية الجائرة التي يمارسها يومياً بحق الفلسطينيين، وعدم مقاومتها بأي شكل من الأشكال ولو بإلقاء حجرة على الاحتلال.. المطلوب فقط من الفلسطيني هو أن يقبل الاحتلال وضياع فلسطين بشكل نهائي، وأن يتعايش معه، وإلا فإنهإرهابيٌينبغي أن تُسلّط عليه أقسى العقوبات.

إنها عقوباتٌ فاشية بأتمّ معنى الكلمة أصدرها عدوّ مجرم ارتكب مئات المذابح بحق الفلسطينيين منذ عام 1948 إلى الآن، وقصف أطفال غزة بالصواريخ والقنابل والمدفعية والفوسفور الأبيض دون أن يرى ذلكإرهابا، أو يعاقبه عليه أحد، في حين يرى أن إلقاء حجر صغير على مستوطن إرهابايعاقب عليه فاعله بأشدّ العقوبات

وإزاء هذا الإمعان في إذلال الفلسطينيين واحتقارهم والتعسّف ضدهم، ينبغي أن يكون الرد العملي مختلفاً تماماً عن لغة التنديدات الجوفاء والاستنجاد بالرأي العام الدولي للضغط على الكيان الصهيوني للتراجع عن عقوباته، فذلك نوعٌ من الذِّلة والهوان.. الرد الحقيقي ينبغي أن يكون بتفجير انتفاضة ثالثة تزلزل الأرض تحت أقدام الاحتلال بالضفة الغربية كما زلزلتها الانتفاضتان السابقتان.. أضعف الإيمان الآن هو العودة إلى انتفاضة الحجارة على الأقل إذا تعذّرت المقاومة بالرصاص كما في غزة، والكف عن ماراطون المفاوضات ومسلسل التنازلات المجانية الذي لم يزد الاحتلال إلا تغوّلاً وتوسّعاً في الاستيطان والتهويد وتصعيد ممارسات إذلال الفلسطينيين واحتقارهم.

نأمل أن يعود الرئيس عباس إلى شعبه وهو في أواخر عمره كما فعل عرفات عقب لقاء كامب ديفيد ويقود انتفاضة ثالثة ضد الاحتلال لعلها تشفع له في ماضيه، إما إذا أبى إلا الاستمرار في غيّه، فيجب أن يأخذ الفلسطينيون زمام المبادرة بأنفسهم، ويوسّعوا دائرة المقاومة الفردية التي تقضّ مضاجع العدو منذ أشهر عديدة واتخذت أشكال الطعن بالسكاكين والدهس بالسيارات، إلى مقاومةٍ شاملة تجرف في طريقها كل من يقف ضدها.

مقالات ذات صلة