الرأي

إيران‮ ‬تكسر‮ ‬ميزان‮ ‬القوة‮ ‬المعرفي

محمد سليم قلالة
  • 5191
  • 9

احتفلت إيران يوم الأحد الماضي، بتنصيب رئيسها السابع حسن روحاني، المنتخب ديمقراطيا بحضور جزائري على أعلى مستوى، وأنا لا أريد بهذه المناسبة أن أتكلم عن نموذج ديمقراطي في العالم الإسلامي، يدحض الكثير من الافتراءات عن علاقة الديمقراطية بالإسلام، أو عن مواقف الدول الغربية منه بين مؤيد ومعارض ومصنّف إلى معتدل ومتشدد، إنما أريد أن أشير في هذه المناسبة إلى أن هذا الرئيس سيحكم إيران، وهي في قمّة تقدمها العلمي، وهي مسألة بقدر ما تعزز المكانة الإقليمية لهذه الدولة تقدم لنا السبب الخفي لشن الحملات المتتالية لتشويه تقدمها،‮ ‬وتقديم‮ ‬صورة‮ ‬غير‮ ‬حقيقية‮ ‬عنها‮ ‬للمسلمين‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬كسرت‮ ‬لأول‮ ‬مرة‮ ‬في‮ ‬تاريخنا‮ ‬المعاصر‮ ‬ميزان‮ ‬القوة‮ ‬المعرفي‮ ‬بيننا‮ ‬والكيان‮ ‬الإسرائيلي‮.‬

لقد تمكنت إيران بحق من تحقيق قفزة نوعية في مجال نشر الأبحاث العلمية في السنوات الأخيرة، حيث احتلت المرتبة الأولى في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، والـ13 عالميا،  بنشرها 21714 مقال علميا إلى غاية شهر جويلية الماضي، متقدمة لأول مرة في تاريخنا المعاصر عن الكيان الإسرائيلي الذي ما فتئ يحرص على التفوق في هذا المجال، حيث لم يُنتج أكثر من 9146 مقال علمي متدحرجا إلى الرتبة 26 (حسب الترتيب العالمي للدول في مجال النشر العلمي المعروف بـ Scopus) رغم إنفاقه 4.2 % من ناتجه الوطني الخام على البحث العلمي، واكتفاء إيران بإنفاق‮ ‬2‮ ‬‭%‬‮  ‬من‮ ‬ناتجها‮ ‬الوطني‮ ‬الخام‮.‬

 

هذا التفوق العلمي هو السبب الخفي وراء شن الحملات المختلفة ضد هذه الدولة الإسلامية، ذلك أن ما يخيف الغرب بالدرجة الأولى ليست الجيوش الجرارة، ولا ادعاء القوة المفرطة، ولا امتلاك المحروقات والثروات الطبيعية، أو حتى امتلاك ملايير الدولارات في البنوك، إنما هو المعرفة‮ ‬أساس‮ ‬التقدم‮ ‬في‮ ‬القرن‮ ‬الحادي‮ ‬والعشرين‮ ‬خاصة‮ ‬إذا‮ ‬امتلكها‮ ‬المسلمون‮.‬

وبلا شك سيعدل هذا الغرب من مواقفه تجاه إيران، ويصبح روحاني معتدلا، ويتم فتح باب الحوار حقيقة معه، خاصة وأن كل المؤشرات تدل أن هذا التفوق في الجانب العلمي سيبقى بارزا وسيستمر كسر ميزان القوة المعرفي بين هذه الدولة وإسرائيل، وذلك مؤشر حقيقي على كسر بقية موازين‮ ‬القوة‮ ‬بما‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬العسكرية‮…  ‬ 

 

مقالات ذات صلة