-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في الوقت الذي يتأخر فيه الأطباء عن الالتحاق بدوامهم

ارتفاع ضغط الدم، حوادث المطبخ والأمراض التنفسية تجر المواطنين للاستعجالات في رمضان

زهيرة مجراب
  • 1073
  • 2
ارتفاع ضغط الدم، حوادث المطبخ والأمراض التنفسية تجر المواطنين للاستعجالات في رمضان
ح.م

يتخبط قطاع الصحة منذ سنوات في إضرابات الأطباء وعمال القطاع ونقص الأدوية في الصيدليات، من ناحية أخرى، إذا كانت هذه هي الوضعية في سائر الأيام فما بالك في صبيحة رمضان، عندما يجد المريض نفسه في هيكل استشفائي كبير لا يتوافر سوى على أعوان أمن وحراسة وبعض الموظفين وأطباء صائمين لم يلتحقوا بعد بعملهم، والموجودون يتجولون في الخارج.

لا يختلف الوضع في رمضان داخل المؤسسات الإستشفائية عن غيره في باقي المؤسسات العمومية، حيث يبدأ الموظفون دوامهم في ساعات متأخرة من النهار، وبالرغم من أن الوضع مختلف فالمستشفى يقدم خدمة إنسانية وحياة مواطنين على المحك، لكن بعض العاملين في القطاع لا يولون له أدنى أهمية.

عندما وصلنا مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا كانت الساعة لم تصل التاسعة صباحا بعد، وكانت القاعة تعج بالمرضى وأعوان الحراسة وموظفين، عند المدخل يتوجب عليك دفع 100 دج ثمن الفحص وذكر بياناتك والعارض الصحي الذي تعاني منه، بعدها توجه للمصلحة المختصة فهناك استعجالات جراحية وأخرى عامة، دخلنا القاعة وهناك وجدنا المرضى يجلسون على الكراسي في انتظار الفرج، بعضهم غائب عن الوعي وآخر يتألم تكاد صرخاته تخترق الجدران والجميع يبحث عن الطبيبة. أخذنا مكاننا بينهم ورحنا نراقب الحركة داخل المصلحة وقد برر أعوان الأمن التأخير في تبادل المداومات وطلبوا من الجميع الهدوء والانتظار.

ليبدأ بعدها توافد الطبيبات وتتعالى مع قدومهن الاحتجاجات، فكل واحد متمسك بدوره وبالرغم من أن جميع الحالات كانت خطيرة وتستدعي تدخلا طبيا عاجلا، لكن لكل واحد دوره ولابد من التقيد به. تحكي لنا إحدى السيدات عن والدها الذي أصيب بنوبة ضيق في التنفس، فهو يعاني من الربو ولكبر سنه ومعاناته من مشاكل صحية أخرى فقد الوعي، فجاءت به للمستشفى وهي تعتقد أنها أزمة بسيطة وسيتحسن بعدها لكن بعد فحصه من قبل الطبيبة وجدت حالته خطيرة وتستدعي إخضاعه لفترة علاج ومتابعة طبية دقيقة.

حالة أخرى شدت انتباهنا كانت لعجوز في السبعينات من العمر، أصيبت بإغماء هي الأخرى نتيجة ارتفاع ضغط دمها فهي لم تلتزم بتعليمات الطبيب على حد قول ابنتها في النظام الغذائي وشرب الأدوية، وهو ما أفقدها وعيها وبعد فحص ضغطها تبيّن أنه مرتفع لتمنحها الطبيبة العلاج وتطلب منها الانتظار لحين إعادة فحصها.

وبالرغم من أن جميع الحالات كانت طائرة لكن هذا لم يمنع بعض التجاوزات لعمال كانوا يصحبون أقاربهم مباشرة لغرفة الفحص، فلأنهم يملكون واسطة “معريفة” لا ينتظرون دورهم مثل الآخرين. ليعلق أحد الشباب والذي جاء رفقة والدته المقعدة على كرسي متحرك، وحالتها الصحية تدهورت بشكل كبير جدا، فبعدما أفقدها المرض قدرتها على الحديث باستثناء بعض الآهات والأنات كانت تبعثها تعبر فيها عن انزعاجها وعدم شعورها بالراحة جراء الجلوس الطويل، يقول ابنها لم تعد تقوى على تناول الطعام ولا لقمة نزلت جوفها منذ ثلاثة أيام حتى الماء ليس بوسعها ابتلاعه ولست أدري ما السبب، ربما بعد الفحص تعطيها الطبيبة دواء فتتحسن حالتها.

ولأن العمل في المطبخ في رمضان لا يخلو من الحوادث، راحت إحدى السيدات تخبرنا عن إصابتها بحادث في المطبخ حيث سقطت عليها إحدى الأدوات فأصابتها على مستوى رجلها وازدادت الآلام شدة، فلم تقوى على تحملها لذا قصدت المستشفى لعلها تحصل على علاج يريحها.

طال انتظارنا وكان الجميع يتذمر ويبحث عن طريقة حتى يدخل لغرفة الفحص باستثناء فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة “تريزومي 21 “، كانت تقف هادئة برفقة والدتها وتنتظر الفرج غير أن والدتها بدت قلقة جدا عليها، فالطفلة مصابة بالتهاب الحنجرة، وفي كل مرة يصيبها الالتهاب ترتفع درجة حرارتها ويضطرون لنقلها إلى المستشفى لتُعالج، فرمضان السنة الماضية، تضيف والدتها، قضته في مستشفى القطار والذي قبله أيضا أما هذه السنة فبعدما أخبرها الأطباء بضرورة علاجها في حال إصابتها بأي مشكل صحي حتى لا تتفاقم حالتها، عجلت بها إلى المستشفى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • Abou Souleïmen

    Essalamou Alaykoum,
    Ils osent faire grève !!!

  • الصيدلي الحكيم

    لي عجبني في المقال لكاتبته زهيرة المجراب هي عبارة الأطباء يتأخرون عن المداومات.و التي جاءت بصفة الجمع الشامل الكافي و الوافي.هذه احترافية كبيرة و مستوى عال.شكرا لك