-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

استعمار الاستعمار

استعمار الاستعمار

“شرّف” الإمام محمد البشير الإبراهيمي إنجلترا فسمّاها “نبيّة الاستعمار”، (الآثار: 5/96/)، ومعنى قوله هذا أنه إذا كان الأنبياء – عليهم السلام- هم المثل الأعلى في جميع الفضائل، فإن إنجلترا هي المثل الأعلى في الرذائل.. ويكفي دليلا على صحة كلام إمامنا أن إنجلترا هي من وعدت هذه العصابة الصهيونية بإنشاء وطن لها في فلسطين، وسهرت حتى أنجزت الوعد على حساب الشعب الفلسطيني.
فالإنجليز – كما قال إمامنا-: “هم أول الشر، ووسطه، وآخره، وأنهم كالشيطان منهم يبتدئ وإليهم ينتهي”، (الآثار: 3/449).
و”شرّف” الولايات المتحدة الأمريكية، فوصفها بأنها “استعمار الاستعمار” (الآثار: 5/99)، وهذا الوصف هو كما يقول المناطقة “جامع مانع”، فكل شرور المستعمرين الإنجليز والفرنسيين والإسبان والهولنديين والبلجيكيين والبرتغاليين والألمان والإيطاليين ورثتها الولايات المتحدة الأمريكية، فهي “وريثة الاستعمار”، وهي لا تريد أن يزول الاستعمار من العالم، فهي اليوم تقف مع هؤلاء الصهاينة في اغتصاب فلسطين، وتشريد أهلها، وتقف مع نظام متعفن يستعبد شعبه ويركعه لشخص فاسد، يسمي نفسه – نفاقا- “أمير المؤمنين”، ويسعى لاستعباد شعب الصحراء الغربية، بدعوى “وحدة التراب المغربي”، وعمي عما هو أقرب إليه من حبل الوريد، أعني سبتة ومليلة، وما بالعهد من قدم عندما كانت أمريكا تساند وتؤيد وتدعم نظام جنوب إفريقيا العنصري.. ثم تتوقّح وتنافق العالم بأنها “حامية حقوق الإنسان”، وهي التي أبادت جنسا كاملا هو جنس الهنود الحمر.
لقد تابعت خطاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن وهو يعلن تأييده المطلق ودعمه الكامل ماديا وسياسيا للكيان الصهيوني، وتحريك حاملة طائراته لتمد الصهاينة بأسلحة التدمير الشامل ضد شعب أعزل في رقعة ضيقة محاصرة برا وجوا.
إن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يجهل تاريخ “بلاده” رغم كثرة مستشاريه، ولو كان يعلم ذلك، لعلم أن هؤلاء اليهود الصهاينة الذين يمدهم بأسلحة التدمير الشامل ليبيدوا بها أطفال غزة ونساءها وشيوخها، هؤلاء الإرهابيون الفاسدون المفسدون قد نبّه إلى خطرهم على الولايات المتحدة الأمريكية نفسها بنيامين فرانكلين (1706-1790)، وهو ممن يسمونهم “الآباء المؤسّسين”، ومن واضعي أول دستور لأمريكا حيث قال: “هناك خطر عظيم يهدّد الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك هو الخطر اليهودي”، ودعا إلى منع اليهود من الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأنهم “خطر على هذه البلاد، يجب استثناؤهم من الهجرة بموجب الدستور”، (عبد الله التل: خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية، ص: 209-210).
ولو كان بايدن على علم بأدبيات بلاده، لعلم أن أحد علمائهم في الدراسات التوراثية “ميلر بوروز” في جامعة “بيل” هو الذي كتب كتابا عنوانه “إسرائيل جريمتنا”، وأن كاتبة أمريكية “إيلين بيتي” هي التي وضعت كتابا عنوانه: “أزيلوا إسرائيل”.. ولكن الأمريكيين لم يأخذوا بنصيحة رئيسهم بنيامين فرانكلين العالم بأخلاق اليهود الفاسدة، فجعلوا بلدهم “مستعمرة يهودية”. أما مساندة دول الاتحاد الأوروبي للصهاينة، فلم يزدنا إلا إيمانا بمقولة إمامنا الإبراهيمي: “في أوروبا كل شيء إلا الخير”، (الآثار: 3/447).. وتحية إلى “الرجال الحقيقيين في غزة”، وخزيا وعارا ولعنة على الخونة “العرب”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!