-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

استقالة سعيدة وارسي..وما ربحته المقاومة

استقالة سعيدة وارسي..وما ربحته المقاومة

لا أريد أن أقع في تمجيد الوزيرة سعيدة وارسي التي استقالت من الحكومة احتجاجا على السياسة البريطانية تجاه غزة، باعتبارها مازالت تعتبر حركة حماس منظمة إرهابية، ولأن بريطانيا مهما عدَّلت من سياستها تبقى هي السبب الأول تاريخيا في نكبة الفلسطينيين، ومهما كانت مواقف وزرائها تبقى الراعي الأول لهذا الكيان المغتصب للأرض والعرض حتى قبل الأمريكيين، وتبقى مصرة على عدم التكفير عن الجرم الذي ارتكبته منذ سنة 1917 عندما أعطت ما لا تملك إلى من لا يستحق، من خلال وعد بلفور المشؤوم القاضي بتمكين اليهود من إقامة دولة لهم في فلسطين، وقد فعل.

ولكني أريد أن أشير إلى جانب هام في السياسة الخارجية للدول العظمى يتمثل في إمكانية تغيير مواقفها من قضايانا إذا كنا بالفعل نتعامل معها كقضايا، فاليوم احتجت البريطانية وارسي عن دعم بلدها للكيان الإسرائيلي ظلما، واستقالت من منصبها بكل شجاعة وغدا يمكنها كما يمكن لغيرها من الإنجليز أن يغيروا موقفهم من اعتبار حماس منظمة إرهابية، عندما يتأكد أنها حركة تحرر وطنية بالمفهوم الواسع للكلمة تسعى للدفاع عن نفسها واستعادة حقوقها من خلال الكفاح المسلح المشروع، مثلما حدث لجيش التحرير الوطني أثناء الثورة الجزائرية الذي أرغم الفرنسيين الذين كانوا يعتبرونه منظمة إرهابية على الاعتراف به والتفاوض معه والرضوخ لشروطه..

نفس السيناريو يتكرر اليوم مع حركة حماس في فلسطين، ها هو وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري يتهكم على المباشر على العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في غزة، عندما قال وهو لا يدري أن مكبر الصوت كان مفتوحا قبل إجراء حوار مع قناة فوكس الأمريكية: “يا لها من عملية دقيقة يا لها من عملية دقيقة”، معبرا عن حقيقة موقف غير قادر على قوله في العلن، وبعده بأيام تأتي استقالة وارسي، لتؤكد الاضطراب الكبير الذي أصبح يعيشه أكبر بلدين مدعمين للكيان الإسرائيلي: بريطانيا والولايات المتحدة، وفي هذا دليل آخر على أن المقاومة الصادقة والشريفة والدفاع عن الحق بالطرق المشروعة هي وحدها العوامل التي ستكون لها تأثيرات مباشرة وغير مباشرة قريبة وبعيدة على قضايانا الوطنية وأولها القضية الفلسطينية.

 

لقد أصبح ظاهرا للعيان أن الرأي الغربي لم يعد منحازا إلى جانب الكيان الإسرائيلي، مثلما كان عليه سابقا يوم كانت أنظمة عربية  منافقة وأحيانا خائنة تقود المعركة، بل بدأ زعماؤه يتحدثون عن حتمية زوال الكيان الإسرائيلي لأنهم رأوا على الأرض بحق رجالا ونساء يقاومون بعزة وكبرياء وصدق يطلبون النصر أو الشهادة، وتلك مساحة الأمل.           

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • مقاوم

    استقالة سعيدة وارسي نصر يضاف للمقاومة

  • بدون اسم

    و على الفلسطنيين أن يأخذوا العبرة و أن لا يفوضوا من الآن فصاعدا أي كان التحدث باسمهم و ليأخذوا الدرس من بدر عندما كان المسلمون قلة و كفار قريش كثرة، فانتصر المسلمون لأن أرواحهم كانت معلقة بالسماء راجية النصر من الله و حقق لهم ذلك { فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا اليَوْمَ بِجَالُوتَ وجُنُودِهِ قَالَ الَذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } [ البقرة 24

  • خالد

    لوكان عبد الناصر و الملك فيصل و هواري بومدين و.....أحياء لبكوا بحرا من الدموع على مواقف السعودية ومصر والإمارات .

  • الحر

    صدقت يا استاذ ثلة من الرجال وقليل من العدة فعلت فعلتها في من يبغضهم خالقهم هذه الثلة لا تحرر فلسب بل تفتح روما باذن الله والله لوانضمت كل الجيوش العربية الى المقاوة ما زادوا الا خبالا ...موقف سعيدة في بريطاني و اردوغان في تركيا ...تبشر بصحوة انسانية.

  • بدون اسم

    و على الفلسطنيين أن يأخذوا العبرة و أن لا يفوضوا من الآن فصاعدا أي كان التحدث باسمهم و ليأخذوا الدرس من أحد عندما كان المسلمون قلة و كفار قريش كثرة، فانتصر المسلمون لأن أرواحهم كانت معلقة بالسماء راجية النصر من الله و حقق لهم ذلك { فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا اليَوْمَ بِجَالُوتَ وجُنُودِهِ قَالَ الَذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } [ البقرة 24