-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مختصّون يتساءلون عن دور المسؤولين المحليين في تنفيذه

استهتار صارخ بالبروتوكول الصحي في كلّ القطاعات!

وهيبة سليماني
  • 890
  • 3
استهتار صارخ بالبروتوكول الصحي في كلّ القطاعات!
أرشيف

لم تعد الإجراءات الوقائية من وباء كورونا، تهمّ الكثير من الجزائريين، رغم الارتفاع الملحوظ لعدد المرضى والمصابين يوميا، والدخول في موجة رابعة، مع انتشار كاسح لإصابات “أوميكرون”، فلا كمامات ولا تباعد جسدي ولا تعقيم في مؤسسات رسمية تشهد إقبالا ملحوظا واكتظاظا للمواطنين، وحتى المساجد التي كان يضرب بها المثل في الالتزام بالوقاية ضد “كوفيد19″، هي الأخرى تجاهل بعض المصلين فيها خطورة العدوى..

طوابير على مداخل مراكز بريد ومؤسسات ومتاجر
استهتار مبالغ فيه، وفوضى وطوابير، عمت مراكز البريد والبنوك، وبعض المؤسسات العمومية، والمستشفيات، وحتى بعض المتاجر والمراكز التسوّق، ولا أثر لقوانين إلزام الزبائن والموظفين ومرتادي هذه الأماكن والفضاءات بارتداء الكمامة أو التباعد، في ظل غياب تام لدور السلطات المحلية التي يخوّل لها القانون التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها.
ويأتي التجاهل من فئة واسعة للجزائريين، لإجراءات الوقاية من وباء قتل أشخاصا أعزّاء على قلوب أهاليهم وذويهم، ولا يزال يحصد آخرين، ويهدّد بوضع استعجالي وكارثي في المؤسسات الاستشفائية، حيث دعا المختصون في الصّحة إلى ضرورة تدخل الحكومة لفرض القوانين على التجار، من أجل تطبيق التدابير الوقائية من انتشار الفيروس والحد منه.

محطات الحافلات.. معاناة وفوضى في عزّ انتشار كورونا
تشهد محطات النقل بالحافلات حالة اكتظاظ وفوضى عارمة، جعلت منها بؤرة وبائية تهدّد بانتشار عدوى كورونا على نطاق أوسع من الحالي، فرغم توفر أكثر من70 ألف حافلة للخواص عبر التراب الوطني، إلا أن المسافرين بهذه الوسيلة يواجهون معاناة حقيقية سواء تعلق الأمر بنقص هذه الحافلات أم التدافع عليها دون أدى شروط الوقاية من الوباء، ناهيك عن الرحلات الكارثية المسجلة عبر الترامواي الذي يعرف اكتظاظا منقطعا.
ومع عودة ارتفاع الإصابات بكورونا، والمخاوف من المتحوّر “أوميكرون”، يجد المواطن الذي يلجأ إلى التنقل عبر الحافلات ووسائل النقل العمومية، نفسه في وضع لا يحسد عليه بين الالتزام بالالتحاق بعمله أو تعريض نفسه لخطر الالتصاق الجسدي في وسائل لم تحترم التباعد.
وحسب استطلاع لجريدة “الشروق” اليومي، عبر بعض محطات الحافلة بالعاصمة، كساحة أول ماي، تافورة، وبن عمار بالقبة، وسعيد حمدين ببئر مراد رايس، فإن الاكتظاظ والتدافع للذود بمكان داخل الحافلة، يبلغ درجة لا تطاق، ويكون ذلك بداية من الساعة الثالثة زوالا، إلى غاية الخامسة والنصف.
وينتظر المسافرون لساعات طويلة في محطات الحافلات، في انتظار قدوم حافلة تكون في الغالب ممتلئة بالركاب، أين تضرب كل الإجراءات للوقاية من كورونا، عرض الحائط، ولم يعد وقتها وخلال لحظة التركيز على من يسبق البقية في الصعود إلى الحافلة، الاهتمام بالوقاية.
واشتكى بعض مستعملي الطريق بين تيبازة والجزائر العاصمة، الظروف الصعبة التي يواجهونها يوميا في محطات نقل الحافلات، وغياب هذه الوسائل في بعض نقاط الخاصة بتوقفها مثل سعيد حمدين ببئر مراد رايس، والتدافع الهائل على الصعود للحافلة التي تدخل المحطة في أوقات متأخرة، يكون خلالها قد تجمع عشرات المسافرين تحرق أعصابه في الانتظار.

ناقلون يحشرون الركاب من أجل دنانير!
وضرب الكثير من أصحاب الحافلات، كل شروط النقل وحتى البروتوكول الصحي، عرض الحائط، هدفهم في ذلك استغلال ندرة وسائل النقل وتواجد عدد كبير من المواطنين في المحطات، لربح دنانير ولو على حساب الصحة والمخاطر الأخرى التي قد تهدد هؤلاء الركاب.
وفي بعض الحافلات استغل الرّواق الذي يتوفر على كراسي صغيرة بين الكراسي الجانبية، ليقف فيه الركاب في شكل طابور، لا يوجد بينهم اقل مسافة للوقاية من عدوى فيروس”كوفيد19.
وحتى سيارات الأجرة على المسافات الطويلة بين الولايات هي الأخرى لم تعد تحترم عدد الأماكن المسموح بها قانونا في ظل البرتوكول المتفق عليه.

بوشريط: مطلوب مخطط نقل عصري ورزنامة سير في العطل
ومن جهته، أكد رئيس الفدرالية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع، عبد القادر بوشريط، أن الكثير من سائقي الحافلات حولوا نشاطهم للنقل السياحي، وذلك لزيادة الطلب عليهم من طرف الوكالات السياحية والجمعيات، حيث انتعشت الرحلات السياحية وذلك على حساب كثير من المسافرين.
ويرى بوشريط بأن مشكل النقص في النقل الخاص بالحافلات، أو ندرتها في بعض نقاط التوقف، ليس ظرفيا أو مناسباتيا فهو حسبه، معاناة يواجهها المواطنون، طيلة العام، وهذا راجع حسبه، إلى غياب مخطط نقل عصري.
وقال عبد القادر بوشريط، إن أكثر من 70 ألف حافلة للخواص عبر التراب الوطني، لم تستطع حلّ أزمة النقل في الجزائر، والسبب الرئيسي، حسبه، يتمثل في الخطوط العشوائية للنقل وسير هذه الحافلات، وعدم وجود رزنامة مضبوطة تأخذ بعين الاعتبار المنطقة والكثافة السكانية، والعطل والمناسبات، يمكن من خلالها توزيع أوقات عمل حافلات نقل المسافرين.
ودعا رئيس الفدرالية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع، عبد القادر بوشريط، وزارة النقل إلى ضرورة دراسة مخطط سير الحافلات الخاصة والناشطة في القطاع العام، وجعله يتماشى مع العصرنة والمستجدات، والأزمات مثلما هو الحال مع جائحة كورونا.

بقّاط: استهتار صارخ بإجراءات الوقاية من كورونا
وفي السّياق، دعا البروفسور بقاط بركاني، رئيس عمادة الأطباء، إلى ضرورة تدخل السلطات المسؤولة لردع استهتار صارخ بإجراءات الوقاية من كورونا، قائلا” إن تصاعد حالات الإصابة بالفيروس كان نتيجة لتجاهل ارتداء الكمامة والالتزام بالتباعد الجسدي، والتعقيم في آماكن انتشار العدوى”.
وأكد بقّاط أنّ المشكل لا يتمثل في القوانين أو القرارات الصادرة من الجهات العليا، محمّلا المسؤولين المحليين، التهاون في تطبيقها، والحد من حالة الاستهتار في مؤسسات عمومية تشهد اكتظاظا ملحوظا وتدافعا للزبائن والمواطنين، وأبدى ذات المتحدث، استغرابه من وجود تجاوزات وتجاهل في أماكن رسمية، وفي المستشفيات، وحتى في المساجد التي أصبحت تقام بها الوعدات، والصّدقات دون أي مبالاة بإجراءات الوقاية من الفيروس.

تنفيذ البروتوكول لا يكون إلا بتحرّك المسؤول المحلي
وقال البروفسور محمد بقا بركاني، رئيس عمادة الأطباء، إن الموجة الكبيرة التي حملت معها المتحور “اوميكرون”، تشهد تسجيل مئات المصابين يوميا بالوباء، ورغم عدم خطورة هذه الموجة مثلما كان مع الموجة الثالثة، إلا أن الانتشار السريع، يتطلب حسبه، وقاية جيدة، وتطبيق صارم للإجراءات الاحترازية، وذلك بمعاقبة المسؤولين المحليين، وإلزامهم بالمراقبة الدورية في المؤسسات العمومية، وفي المساجد والمدارس.
ويرى بقاط، ضرورة اتخاذ إجراءات أخرى من طرف الحكومة وتنفيذ الإجراءات الوقائية بحث المسؤول المحلي، على خطورة ما يقع من تجاوزات في أماكن يرتادوها المواطنين، وقد تكون بؤرا للوباء.
ومن جهته، أكد الياس مرابط رئيس النقابة الوطنية لمستخدمي الصحة العمومية، البروتوكول الصحي في المؤسسات والأماكن العمومية، لم يعد محترما، وأن المسؤولين الذين من المفروض يسهرون على تطبيقه، يتجاهلونه بشكل واضح، حيث لا يوجد حسبه، ما يردع هذه السلوكيات.

التخلي عن التحسيس كرّس التهاون في الوقاية
ورد الياس مرابط، سبب التمادي في تجاهل البروتوكل الصحي إلى نقص التحسيس والتوعية، ودور وسائل الإعلام، وجهات تثقيفية وتربوية، التي تخلت حسبه، عن دورها، إلى جانب المسؤولين المحليين.
وقال إن الأنفلونزا الموسمية، منتشرة بشكل واسع في أوساط الجزائريين، وتقترب في خطورتها الصحية من فيروس كورونا وتتداخل معه، وعليه، حسبه، من الضروري، ارتداء الكمامة من طرف المصابين بهذه الأنفلونزا.
ودعا إلياس مرابط رئيس النقابة الوطنية لمستخدمي الصحة العمومية، إلى ضرورة تطبيق العزل حتى مع المصابين بالأنفلونزا الموسمية، وذلك لتفادي انتشار العدوى في وقت ينتشر فيه المتحور “أوميكرون” بسرعة توازي سرعة هذا الفيروس الموسمي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • Yacine

    التحسيس لا يكفي و المسؤول المحلي ليس لديه من صلاحيات كافية لفرض النظام كما يجب و القانون يجب تغييره بل كل القوانين لان المنظومة القانونية الحالية او جزء منها يجب أن يخضع لتغيير جذري

  • حقيقة مرة

    اذا كان الاستهتار معناه عدم الاكثراث واللامبالاة والاستخفاف واللامسؤولية ... فهذه سلوكاتنا نحن الجزائريين في : مدارسنا واداراتنا ومستشفياتنا وبيوتنا وطرقاتنا ووسائل نقلنا ومطاراتنا وشركاتنا وبنوكنا ............. فالكل لا يبالي والكل لا مسؤول والكل غير مكترث والكل مهمل وغير جدي ....

  • بشير

    واش دخلك؟ اتوله بروحك