-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الأخلاق اليهودية

الأخلاق اليهودية

قدّم اليهود، على مدار أكثر من مئة يوم من الحرب على غزة، أنفسهم بشكل واضح للعالم، وخاصة للذين كانوا يضعونهم ضمن الأمم “المتحضِّرة”، التي زرعوها في أرض فلسطين، لتقدم نموذجا مبهرا، يُخجل الشعوب المحيطة بها من أنفسهم، من عرب وفرس وأتراك.
وترجموا حرفيا تلك الصفات التي قرأناها في القرآن الكريم عنهم، التي جعلتهم مضروبين بين الذلة والمسكنة، بعد أن اتصفوا دائما بالجحود والأنانية والجُبن والكذب والمخادعة وانحراف الطبع، والمسارعة في الإثم والعدوان، وأكل أموال الناس بالباطل، وغيرها من الموبقات التي يمكن قراءتها في كذا سورة، من سور القرآن الكريم.
خلال أول زحف “سياحي”، نقل الآلاف من الإسرائيليين إلى مدينة دبي، بعد التطبيع المذل بين الإمارات العربية المتحدة والكيان الصهيوني، قال عاملٌ مصري في الفندقة بدبي: “يزور الإمارات العربية، منذ عقود، الملايين من السياح، من كل دول العالم، ويحطون رحالهم في فنادقها، ولكننا لم نشاهد بشرا، بمثل أخلاق الإسرائيليين، فهم يسرقون مصابيح الغرف والمناشف وأقفال النوافذ وفناجين القهوة. وما لا يستطيعون أخذه يخرّبونه”.
وإذا كان حاملو صفة سائح يقومون بهذه السقطات، فكيف ستكون حال العسكر والمرتزقة الذين يقومون حاليا بالنبش في الركام، ووضع أيديهم في جيوب قتلاهم، من أجل نشل دراهم معدودات، كغنيمة حرب محرّمة عليهم؟
ترجم وزيرُ التراث الإسرائيلي أخلاق أهله عندما طالب بالبحث عن عذاب جديد للفلسطينيين دون الموت، وهي خصلة يمكن قراءة الكثير منها في المصحف الشريف. ولأنّ العفن والفيروسات تنتقل بسرعة، فقد انتقلت هذه الأخلاق إلى توأم الصهاينة، الولايات المتحدة الأمريكية، وما “ينثره” وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية بلينكن، يؤكد أن الأخلاق السيئة مُعدية، بل إن الذين حاولوا وقاية أنفسهم بحكاية “معاداة السامية”، إنما علموا بخصالهم السيئة، وبتقزّز الناس منهم، فرموا هذه المقولة للوقاية من الانتقاد.
لقد قدّم وزير الخارجية الأمريكية، السيد بلينكن نفسه، منذ غزوة طوفان الأقصى، عندما أعلن يهوديته، وهاهو الآن يترجم حقيقته على الميدان، وتقديمه العزاء لعائلة الصحافي الفلسطيني وائل الدحدوح، وتمثيل الحزن الأبوي، وهو يعلم بأن الصهاينة هم من أبادوا عائلته، مع سبق “بايدن” وإصرار “بلينكن”، لا يمكن سوى وصفه بالأخلاق اليهودية، التي فيها من النفاق والتلوّن الحربائي الكثير.
لم يعد يفصلنا عن الهاوية الأخلاقية الكونية سوى خطوة، وما حدث في فلسطين ويحدث من إبادة وتنكيل، هو فناءٌ معنوي للإنسان، وأيُّ حديث مستقبلي عن القيم والأخلاق، هو جريمة كذب أسود، لا يمكن أن نمنح له أي لون غير الداكن والحالك.
بعد العرض الأخلاقي الراقي، الذي قدّمه محامو جنوب إفريقيا، في محكمة العدل الدولية في لاهاي، وقف نتانياهو بنتانةٍ لا تعلوها نتانة غير اسمه، وقذف جنوب إفريقيا بالنفاق والحقارة، ولنا مَثلٌ يقول: “لا يقرأ السفيه إلا ما فيه”، وصدق المتنبي عندما قال:
قومٌ إذا مسّ النعال وجوههم شكت النعالُ بأيِّ ذنبٍ تُصفع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!