-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الشاعر توفيق ومان لـمجلة "الشروق العربي":

الأدب الشعبي كان من الدرجة الثانية!

الشروق أونلاين
  • 7664
  • 0
الأدب الشعبي كان من الدرجة الثانية!

لما قرأت ديوان الشاعر توفيق ومان “لبسني لكلام” وجدت الإجابة عن سؤال ظللت أطرحه عليه.. من أين تستمد كل هذا النشاط والنضال؟ إنه الرجل المهموم بثقافته، إنه الشاعر الذي وحده يتفنن في غزل الكلمات ونثرها، ثم قسها كما شئت. إنه المؤسس والمناضل فقط في سبيل إعلاء مكانة التراث الشعبي والموروث الثقافي الجزائري.

أفرد رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي “توفيق ومان” العديد من الأمثلة التي تثبت أن الشعر الشعبي كان المترجم الحقيقي لقضايا المجتمع، منذ القرون القديمة، بل إنه كان المؤرخ والموثق لتلك الفترة ـ يقول محدثي- الشاعر “سيدي لخضر بن خلوف” هو من أرّخ للغزو الإسباني لسواحل مستغانم في القرن السادس عشر، وأصبح فيما بعد مدرسة تسمى “مدرس الخلوفيات”، وقد وثق من خلال 120 بيت  بقصيدة “الإلياذة” لمعركة مزغران الشهيرة بسواحل مستغانم سنة 1558م، حيث اشتبكت المقاومة الجزائرية  مع الإسبان، تحدث فيها عن تفاصيل المعركة. وهناك معركة الزعاطشة في الواحات الجزائرية في القرن الثامن عشر، التي أرخ لها  الشاعر محمد بن قيطون الشهير بقصيدة “ماجاش بن عياش”، وهو قائد المقاومة، تحدث فيها عن عدد الشهداء وعدد قتلى  فرنسا  وكيف جرت المعركة… “ومان” تأسف للنظرة الدونية للأدب الشعبي فيما مضى، خاصة وأنه كان أدبا من الدرجة الثانية، وقال أن هذا التصنيف جاء من طرف بعض المثقفين والسلطة بعد الاستقلال، مضيفا، في زمن حكم الرئيس الأسبق “بن بلة” قرر أن يعطي دفع للغة العربية ويحافظ عليها، من اللهجات، مواصلا، فمنذ الاستقلال إلى سنة 2007 تم فقط طبع 247 كتاب خاص بالأدب الشعبي.

عاد رئيس الجمعية  الجزائرية للأدب الشعبي، للدور الهام الذي قامت به الجمعية، فرغم محدودية إمكانياتها، منذ تأسيسها سنة 2005، قامت بنشر حوالي  60 كتابا في الأدب الشعبي لوحدها، موضحا، ومن الأشياء التي تحسب للرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة تقرير طبع 1000 عنوان وهي سابقة في تاريخ الثقافة، وهو ما سمح بطبع 700 عنوان في الأدب الشعبي، مضيفا، تعزز الأدب الشعبي من خلال تخصيص مخابر بحث، كما أدرجت تخصصات في الدراسات العليا، ناهيك عن الملتقيات التي تنظم  في على مدار السنة حتى أن الجزائر مؤخرا أصبحت  من الرواد في “الملتقى العربي الثالث”. كما أصدرت الجمعية مجلة “السمق” أو “السماغ” وهو الاسم الإبداعي الذي اختير لهذا المولود الثقافي الذي يعنى بالأدب الشعبي والتراث المحلي للجزائر، وتهدف إلى أن تكون معينا للطلبة، ينهلون منها ما يروي عطشهم المعرفي، الأدبي، النقدي، وجعلها أيضا سندا ومرجعية لحفظة التراث الشعبي بكل أنماطه وأجناسه وأشكاله. كما يفتح هذا الفضاء للتعرف على جديد الإبداعات والكتابات الشعرية في مجال الشعر الشعبي.

صاحب قصيد “السماح” ومؤسس المدرسة الحداثية في النص الشعبي، أوضح أن نصه يتمتع بالتجديد ولا ينسلخ بشكل تام عن الطابع الكلاسيكي، بل يتميز عن النص التقليدي بكونه متحررا من اللغة المحلية الضيقة، ومعتمدا بشكل أكبر على العربية الثالثة أو ما يعرف بالدارجة المهذبة، مواصلا، اللغة الحديثة، حاجة فرضها التطور، و إلزامية التماشي مع معطيات العصر، ما يجعلها طريقا وحيدا يسمح للنص الشعبي الجزائري بالخروج من مجاله الجغرافي الضيق كنص ذي قيمة ومكانة على المستوى المغاربي والعربي، لأن العامية المهذبة أقرب إلى الفهم وأقدر على إيصال المعنى، إضافة إلى ذلك فإن المدرسة الحداثية، تقوم أيضا على التجديد في القالب وفي التقنيات، وإدخال أوزان جديدة، واعتماد الرمز والكثافة، بدلا من الإلقاء الصريح والمباشر. 

كشف الشاعر “توفيق ومان” أن الجمعية بصدد التحضير لملتقى عربي ستحتضنه ولاية تمنراست بإشراف من وزارة الثقافة  وولاية تمنراست، يتمحور الملتقى حول “الحضور الوطني في النص الشعري العربي” أيام 19/20/21 مارس القادم. هذا الملتقى ينعقد بعاصمة الأهقار لعديد الأهداف من بينها التعريف بالجنوب وما يزخر به، ومشاركة الجنوب في الفعل الثقافي، وكذا تقديم الصورة الصحيحة عن الجزائر التي تتمتع بالأمن والأمان، ومن بين أهم الأسماء التي ستحضر الملتقى: “جمال بخيت” من مصر، “هيفاء خليفة” من السعودية، “أحمد المسيح” من المغرب، الطيب الهمامي” من تونس، “معاوية الصويعي” من ليبيا، “ماجد المنهالي” من الإمارات، “محمد العريبي” من لبنان، “فايق شاويش” من فلسطين، “فيصل مثقال عميان” من الأردن… 30 شاعرا من الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!