الرأي

الإسلام جهاد واجتهاد

ح.م

كتب الشيخ عبد الرحمان شيبان – رحمه الله – مقالا نشره في جريدة البصائر المجاهدة في 14 جوان 1948، وكان عنوان المقال هو: “الإسلام شريعة الجهاد والاجتهاد” وهو عنوان كاف للإلقاء بصاحبه في غياهب السجن، وما حمى الشيخ من ذلك إلا رب العالمين، الذي يدافع عن عباده المؤمنين، ومن أجمل ما دبّجه يراع شيخنا في ذلك المقال: “الاجتهاد لا يقوم إلا على “حرية”، وتلك الحرية لا يجلبها إلا الجهاد”.

وبعد ستة أعوام وأربعة أشهر ونصفها من ذلك المقال:

       نطق الرصاص فما يباح كلام           وجرى القصاص فما يتاح ملام

وذلك في الأول من شهر نوفمبر من عام 1954.. إذ عادت الجزائر إلى صفتها التي لازمتها منذ أشرقت أرضها بنور الإسلام، وهي أنها “أرض الجهاد”.

إن الإسلام الحنيف في نصوص القرآن الكريم، وفي أحاديث رسوله الشريفة، وفي سيرة نبيه العطرة يحث المسلمين ويحرضهم على رفض الظلم، ومجاهدة الظالمين، ومقاومة المعتدين مهما يكلّفهم ذلك من تضحيات بالأنفس من الرّجال، وبالأنفس من الأموال.

إن مفكري الغرب يعلمون هذا عن الإسلام، فعملوا – ولا يزالون يعملون- على تحريف كلمه عن مواضعه بعدما يئسوا من نسخه ومحوه، ومما عملوه – وما يزالون يعملونه – هو “تدجين” بعض “علماء” المسلمين، فضلا عن أكثر حكامهم من “الملوك، و”الأمراء” و”الرؤساء”، الذين ليس لهم من الملك والإمارة والرئاسة إلا الأسماء والحرص على “البروتوكولات”.

وهاهي الجزائر المجاهدة تحيي الذكرى الخامسة والستين لجهادها المسلح الأخير ضد فرنسا الباغية، التي خيّل إليها أنها امتلكت هذه الجنة الأرضية، واسترقّت شعبها، فجاء بعد قرن وربعه يسفّه رأيها، وينسخ حكمها، ويثبت لها عمليا ما أكّده لها إمامه ابن باديس علميا أن “هذه الأمة الجزائرية الإسلامية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا، ولو أرادت، بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد في لغتها، وفي أخلاقها، وفي عنصرها، وفي دينها، لا تريد أن تندمج، ولها وطن محدود معين هو الوطن الجزائري حدوده الحالية المعروفة”. (مجلة الشهاب. أفريل 1936. ص44).

وهاهو هذا الشعب المجيد “يتحرك حراكا مباركا” ينهي به عهد من استخفّه، وأراد أن “يؤلهه”، وليسمع فرنسا وأتباعها في الجزائر ما لم تسمعه طيلة هذين العشريتين، حتى ظنت أنها استرجعت الجزائر.. فرحم الله كل من قتلته فرنسا المجرمة، منذ التقى تاريخنا بتاريخها، “وسنحمل عداوتها في الصدور إلى القبور” كما قال عالمنا الشهيد العربي التبسي.

مقالات ذات صلة