-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإفتتاحية: البكالوريا والسيادة !

الشروق أونلاين
  • 1400
  • 0
الإفتتاحية: البكالوريا والسيادة !

نسيم لكحل:nassim219@ech-chorouk.comيخوض التلاميذ الجزائريون اليوم امتحانات البكالوريا على خلفية الضجة التي أحدثتها الموسم الفارط بذات المناسبة عدة أوساط أثارت مشكلة ما وصف حينها بالأسئلة الخاطئة في امتحانات البكالوريا، والتي وحتى وإن تبين فيما بعد بطلانها إلا أن الذين يقفون وراء هذه الضجة نجحوا في هز تركيز الممتحنين وزرع الإرتباك في نفوسهم في عز امتحانات شهادة البكالوريا وما أدراك ما شهادة البكالوريا التي يسميها البعض بآخر الإمتحانات المحترمة في الجزائر.وعلى هذا الأساس فإن القائمين على شؤون هذا الإمتحانات ستكون مسؤوليتهم هذه السنة مضاعفة في غسل فضيحة الموسم الفارط وإرجاع الهيبة لهذه الإمتحانات التي مُست في مصداقيتها بسبب أو بدون سبب بفضيحة السنة الفارطة.

بعيدا عن لغة الأرقام في بكالوريا هذا العام، فإن العام والخاص أصبح يعرف أن امتحانات البكالوريا هي أهم حدث تربوي في الجزائر على الإطلاق، باعتباره يعد اللحظة الفاصلة بين مرحلتين مهمتين في المسار التعليمي للمواطن الجزائري ولأجيال المستقبل، ومن هذا المنطلق فإن أي مساس بمصداقية هذه الإمتحانات هو في الحقيقة مساس بمصداقية أجيال كاملة، وهنا تكمن المسؤولية الملقاة على عاتق مسؤولي وزارة التربية وحتى الحكومة في الحفاظ على “قدسية” هذه الإمتحانات من مناورات بعض العابثين أولا، ثم من الأطراف التي يهمها أن تجعل من حال المنظومة التربوي مثل حال المنظومة الجامعية التي تعيش مرحلة انحطاط حقيقية والكل يعرف أسباب ذلك.

وعندما نترك هاته الأطراف تنخر في مصداقية المنظومة التربوية ونسمح لهم بأن يجعلوا منها نسخة طبق الأصل لواقع المنظومة الجامعية، فإنه قد يأتي زمان على الجزائر تكون فيه مضطرة إلى التراجع عن مبدأ إجبارية ومجانية التعليم لصالح خوصصة هذا القطاع من منطق : من أراد أن يدرس فعليه أن يدفع ومن لم يرد الدراسة فهو حر، والله أعلم على أي جيل سيصبح عليه الجزائريون بعد عشرة أو عشرين سنة إذا سمحنا بهذا النوع من المؤامرات التي لا تقل خطورة ولا جرما عن تلك التي تستهدف السيادة الوطنية، بل إن الحفاظ على المنظومة التربوية يعتبر من صميم الدفاع عن السيادة والهوية الوطنية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!