-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإمام الإبراهيمي والتجديد الإسلامي

الإمام الإبراهيمي والتجديد الإسلامي

يقول الله – عز وجل- في كتابه الأقوم الذي يهدي للتي هي أقوم من الأقوال الصادقة والأعمال الصالحة أنه – عز وجل-: “يؤتي الحكمة من يشاء”، وهو أعلم حيث يجعل حكمته وممّن أجمع أولو النهى وأرباب الحجى على أن الله – عز وجل- آتاهم من فضله ما شاء من الحكمة البالغة والحجج الدامغة الإمام محمد البشير الإبراهيمي، الذي وصفه العالم التونسي الزعيم محيي الدين القليبي بأنه “إمام هذا الزمان، المصلح، المجدد، مفخرة علماء الإسلام”. (البصائر في 18-4-1952)، وهو ما ذهب إليه علماء آخرون منهم العالم المغربي محمد إبراهيم الكتاني، الذي كتب عن الإمام الإبراهيمي بأنه “آية الله في دقة فهمه، وعمق تفكيره، وغوصه في دقيق المعاني..”. (جريدة العلم المغربية في 2-3 أكتوبر 1951)..

لقد كتب كثير عن الإمام الإبراهيمي مشرقا ومغربا فأظهروا ما أوتي هذا الإمام من علم غزير، وفكر سديد، وعمل جليل تنوء بحمله العصبة ذات القوة، ولكن هذا الإمام قام بكل ذلك على تجهم من القريب قبل البعيد، فكان، – بحق- “آية” إلى درجة أن أخاه الإمام ابن باديس قال فيه ما معناه وددنا لو أن الله – عز وجل- أصابنا بالعرج على أن يعوّضنا عنه بعلم الإبراهيمي وعقله..

من الذين انكوا على دراسة فكر الإبراهيمي والتعمق فيه في جميع مجالاته أخونا الدكتور محمد الدراجي، الأستاذ السابق في كل من جامعتي الجزائر وأم القرى في مكة المكرمة. وقد جمعتنا عدة مجامع في الحضر وفي السفر فعرفنا ما يتمتع به هذا الأستاذ من إلمام شامل بفكر الإمام الإبراهيمي وأصالة هذا الفكر، وعمق هذا الفهم..

لقد أتحف الأخ محمد الدراجي القراء والمثقفين خاصة بكتاب عن الإمام الإبراهيمي اختار له عنوانا ذا دلالة لمن غاص في “البحر الإبراهيمي”، وهو: “الإمام محمد البشير الإبراهيمي والتجديد الإسلامي”، وقد نالت شرف طبعه ونشره دار “عالم الأفكار” الجزائرية، ومن غير “عالم الأفكار” بنشر هذا الفكر الإسلامي الحي، الذي “يقتل” ذلك الفكر الذي سماه الأستاذ مالك ابن نبي “الفكر القاتل” الذي يستهدف الأمة الإسلامية من محيطها إلى محيطها..

لقد كان الإمام الإبراهيمي وهو يخوض المعامع الفكرية كالفارس الباسل الذي يخوض المعارك الحربية وما أجمل قول الشاعر أحمد شوقي في هذا المجال:

والباسلان: شجاع قلب في الوغى            وشجاع رأي في وغى الأفكار

إن ما يعطي قيمة لكلام الدكتور محمد الدراجي من اعتباره الإمام الإبراهيمي “مجددا إسلاميا” أنه مطلع على أعمال المفكرين الإسلاميين في العصر الحديث، ومدرّس لأفكارهم، فرأى أن الإمام الإبراهيمي يفوق في كثير من آرائه الأصيلة كثيرا ممن يعدّهم بعضنا – انبهارا بهم- “شموسا شارقةّ، وهذا ما سماه الشيخ أحمد حماني “احتقارا منا لسلعتنا”.

شكرا للأخ محمد الدراجي على هذه “التحفة الإبراهيمية”، وشكرا على أن اصطفاني وآثرني على خلاّنه فشرّفني بكتابة ما صدّر به كتابه القيّم، الذي سينال ماهو جدير به في “المدرسة الإبراهيمية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!