-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الاحتراف… مات في المهد

ياسين معلومي
  • 648
  • 2
الاحتراف… مات في المهد

عندما تتاح لأي جزائري فرصة التنقل إلى ملعب أوروبي لمشاهدة مباراة كروية، يدرك المعنى الحقيقي للاحتراف، فمنذ شراء تذكرة الملعب إلكترونيا، ودخوله إلى الملعب، وجلوسه مع أنصار الفريقين، ومشاهدته المباراة في أجواء رائعة، ثم عودته إلى فندقه، يبدأ في إجراء مقارنة مع الذي يحدث في الدوري الجزائري الذي يجبر المناصر تارة على التنقل إلى الملعب عشر ساعات قبل اللقاء، فضلا عن الظروف السيئة التي تحيط بالمباراة، وأمور أخرى نشاهدها أسبوعيا، من عنف ورشو… كل هذا يجعلنا نقر بأن السياسة المنتهجة في الكرة الجزائرية خاطئة، وعلينا مراجعتها قبل فوات الأوان.
انطلق الأسبوع الماضي الدوري الجزائري المحترف بقسميه الأول والثاني بفضائح، كالتي حدثت في لقاء بلوزداد- عين مليلة الذي لم يجر بسبب عدم التزام النادي البلوزدادي بدفع ديونه، مثله مثل بعض الأندية الأخرى، على غرار الحراش والقبة، ومشاكل أخرى تجعلنا نقر بأن كل الشركات الرياضية للأندية الجزائرية مفلسة منذ البداية، وهذا رغم الدعم الكبير للدولة الجزائرية التي منحت أموالا ومعدات كثيرة لهذه الأندية. ما حدث وما يحدث يجعلنا نقر في آخر المطاف بأن الاحتراف في الجزائر فشل فشلا ذريعا، وأدخل الكرة الجزائرية في دوامة من المشاكل كالتي حدثت مع مطلع هذا الموسم.
أتذكر أن الاحتراف الحقيقي كان منتصف السبعينيات حين طبقت الدولة الجزائرية الإصلاح الرياضي “الاحتراف الحقيقي”، حيث طلبت الدولة وقتها من جميع الشركات الوطنية الاستثمار في كرة القدم، والتكفل بالأندية الكروية (أندية النخبة على الخصوص). لم نكن نسمع لا بالأزمات المالية ولا بالخلافات مع الهيئات الدولية، خاصة بعد إسناد تسيير الفرق إلى كوادر المؤسسات الوطنية، وليس إلى أشخاص همهم الوحيد ما يجنونه نهاية الموسم الكروي، فكم من رئيس فريق دخل فقيرا وخرج غنيا، ورغم ما يتلقاه من شتائم طيلة الموسم الكروي إلا أنه يبقى متشبثا بمنصبه.
لا أدري ماذا ننتظر من احتراف ولد ميتا وبمباركة الجميع، ومازال لم يدفن بعد، فهل يعقل أن ناديا يمنح للاعبيه أجورا شهرية يفوق مجموعها خمسة ملايير سنتيم، ومع نهاية الموسم يخرج خالي الوفاض دون أي لقب ولا محاسبة، وبم نفسر منح خمسة أندية الملايير من شركة وطنية على حساب فرق أخرى تصارع من أجل البقاء، وتبحث عن مصادر مالية، وآخرون يعيشون في بحبوحة مالية تجعلهم ربما أحسن من بعض الأندية المغاربية.
أنا متأكد من أن هذا الموسم لن يكون مغايرا لسابقيه، ومتأكد أيضا من أن الفوضى التي حدثت مع بداية الموسم الكروي ستتكرر طوال الموسم، ولوحات العنف والرشوة ستبقى مادام المسيرون باقين في مناصبهم، ولا أحد استطاع أن يوقف هذه المهازل ما لم تكن هناك نية التغيير التي لا تزال غائبة عن المحيط الكروي، في ظل غياب لجان المراقبة التي تحدثوا عنها كثيرا، حيث حاول المستشار السابق للرئيس زطشي محمد مشرارة إجراء دراسة شاملة ومعمقة حول تسيير الشركات الرياضية، وهذا في محاولة لتقييم فعلي وجدي للتجربة التي دامت أكثر من تسعة مواسم، لأن الجميع أجمع على فشل سياسة الاحتراف، وألح على ضرورة تفعيله، بإعداد نصوص قانونية صارمة تضع مسؤولي النوادي والشركات الرياضية على حد سواء أمام الأمر الواقع، لكن مشروعه مات في المهد، وعجل بذهاب مشرارة الذي فضّل البقاء بعيدا عن الفوضى التي تسود كرتنا.
حان الوقت لمراجعة سياسة الاحتراف في الجزائر، والعودة إلى الإصلاح الرياضي أصبح حتمية لا بد منها، مع إعادة النظر حتى في تركيبة الجمعية العامة لـ”الفاف”، لأنها مسؤولة عن فوضى الاحتراف في الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • مجبر على التعليق - بدون عاطفة

    الاحتراف صناعة يا هذا و الشاري هو الجمهور و المناصر و له كل الحق فقط في الملعب يملك كرسي لا يحق لاحد الجلوس عليه طيلة المباراة و له حقوق و عليه واجبات

    و اللي ميعرفش صلاحو ميدخلش و يتحمل كامل المسؤولية لاي تصرف خارج عن إطار اللعبة ..

    الماتش في الدزاير و حقوق البث في قطر ....... هذي قالتلهم ريحو هنا

  • جثة

    (علينا مراجعتها قبل فوات الاوان).. اظن ان الاوان قد مات والدوري قد مات ... افضل تسميته دوري الجثث للمحترفين ...