الاعتداء على إمام داخل المسجد بوهران

تعرض الثلاثاء، إمام مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة تروفيل بوهران، إلى اعتداء لفظي عنيف من طرف مصل، وجه له الشتائم داخل المسجد، ثم لاحقه خارجا حيث واصل شتمه، فتعرض الضحية إلى حالة عصبية، فسقط فاقدا للوعي، ونتج عن سقوطه رضوض وإصابات جسدية مختلفة.
الضحية يدعى جمال عتو ويبلغ من العمر 39 سنة، تم إدماجه سنة 2017، ليؤم المصلين في الأوقات الخمسة ويتناوب على خطب الجمعة مع إمام مرسم آخر، ويقيم بسكن وظيفي تابع للمسجد، وعند صلاة المغرب، تفاجأ بالمعتدي وهو رجل في العقد الرابع، يشتمه ويعنفه أمام الحضور، وداخل المسجد، وبعد تدخل المصلين، ظن القائم بالإمامة أن المعتدي قد انصرف، إلا أنه فاجأه من جديد عند بوابة المسجد، وجراء ذلك انتابت الضحية نوبة عصبية وسقط من أعلى السلالم، ولم يستيقظ إلا وهو في المستشفى تحت الرعاية الطبية، متأثرا بآلام على مستوى الكتف وبعض الأطراف.
وعبر الإمام عتو عن أسفه لما حدث داخل بيت الله، مطالبا المصلين بضرورة احترام الإمام والمؤذن والقيم، “لأنهم مجموعة اختارت هاته المهنة من أجل خدمة المصلين وتجسيد الشعائر الدينية وعبادة الله في أحسن الظروف”، وقال عتو، في اتصال مع “الشروق” إن الحادثة الأخيرة “جعلتني أفهم أن الإمام أو غيره ليس بمنأى عن المشاكل والاعتداءات التي قد تحدث داخل أو خارج المسجد”، وعن سؤال حول مطلبه الأخير، أجاب: “أنا إمام ومن صفات الإمام العفو عند المقدرة، وأطلب الهداية للمعتدي”.
من جهة ثانية، أضاف السيد مصطفى رئيس نقابة الأئمة، أنهم عقدوا اجتماعا طارئا للنظر في القضية، وتنقلوا عند الضحية من أجل الاطمئنان على صحته، ولمطالبة الوصاية بضرورة توفير الحماية اللازمة للأئمة لحمايتهم من كل الأخطار.
وشهدت الجزائر خلال الفترة الأخيرة، سلسلة اعتداءات طالت الأئمة، أكثرها دموية هو الاعتداء الذي تعرض له الإمام سعيد تيمتري، يوم 23 أفريل الماضي، بمدينة مغنية في ولاية تلمسان، حين تعرض إلى الطعن من طرف شخص تبين أنه مختل عقليا، ليتوفى الضحية لاحقا بالمستشفى.