-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الانقلاب الإيماني في رمزيات رحلة الإسراء والمعراج

أبو جرة سلطاني
  • 629
  • 0
الانقلاب الإيماني في رمزيات رحلة الإسراء والمعراج

مضى على معجزة الإسراء والمعراج الخارقة 1447عاما ولازالت شاخصة كأنها جرت البارحة.. وكلما حلت ذكراها تداعى تاريخ أمتنا ليذكرنا  أن حلقات “حائط البراق” مازالت شاهدة على أن “حائط المبكى” كذبة استعمارية..!! وعلينا أن نعيد قراءة سورة الإسراء التي تصف ما حدث ليلة المعراج وما تلاه من أحداث وما ينتظرنا من تتميم معركة أرى موعدها وشيكا..!!

أتدرون لماذا؟

لعشرة أسباب من رمزيات رحلة الإسراء. وهي خلاصات قريبة ذات صلة بحركة القرآن المجيد في النفس والمجتمع والتاريخ. ولو استرسلت في استعراض الدروس لذكرت 70درسا وربما أضفت إلى السبعين 30. ولن أمل حتى يتحرر أقصانا. ومن هذه الرمزيات:

١ – أن الإسراء حادثة أراد الله خلودها فخلدت بالوحي في سورة تحمل اسم الاسراء تؤرخ لمسيرة بني إسرائيل وتستشرف مستقلهم. فالسورة تقدم لنفسها ب21 كلمة وهي السنة ال21 للبعثة التي  جرت فيها رحلة الإسراء على أرجح الأقوال.

٢- أن توقيتها جاء “عام الحزن” في لحظة فارقة من مسيرة الدعوة. لحظة تخلى فيها الجميع عن السابقين الأولين قبل الهجرة. ففك الله الحصار عنهم ورفع قدوتنا من حصار شعب أبي طالب إلى بيت المقدس ومنها إلى سدرة المنتهى.

٣ – أن المشركين أرادوا ردها  بتكذيب حدوثها فأثاروا حولها الزوابع لدحضها فتسامع بها القاصي والداني. فكانت محاولات تكذيبهم  سببا في انتشار خبرها. وصدق الشاعر بقوله:

وإذا أراد الله نشر فضيلة  * طويت أتاح لها لسان حسود.

٤- أن وجهتها رابطة بين القبلتين بمنتهى إسراء في الأرض ومبتدأ معراج في السماء حتى لا ينسى المسلمون الأقصى كلما هفت قلوبهم لزيارة الميجد الحرام. فهما شقيقان لاب واحد هو الإسلام ولأم واحدة هي ملة أبينا إبراهيم عليه السلام.

٥- صبيحة تحدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبرها فتن الناس فتمايز صف عن صف وحمل أبو بكر (رضي الله عنه) صفة “الصديق” بتصديق خبرها قبل سماعه من فم المصطفى صلى الله عليه وسلم. ومازال الناس حول ” وعد الآخرة” مختلفين حتى تقوم “حرب الغرقد”..!! أو تزول القوة الغاصبة ويدخل المسلمون المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة.

٦ – ارتقى سول الله صلى الله علية وسلم إلى السماء السابعة فكان قاب قوسين أو أدنى . وعاد من هذا الجوار العظيم متواضعا يقول لمن خافه: هون عليك يا أخا العرب فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد.. وبعضنا يجلس على كرسي زائل فينسى أنه لم يكن شيئا مذكورا..!! ثم يقول: الرسول قدوتنا.

٧- من رموزها أنها مهدت الطريق ليكون الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام نبي القبلتين والشاهد على أن أرض القدس أخت مكة. والأقصى الأسير  أمانة الله في اعناق المسلمين. فمن فرط في أولى القبلتين حري به أن يفرط في “قبلة الإسلام” وفي ثالث الحرمين..!!

٨- في إعجازها توكيد – لمن هو مرناب – على قدرة الله على كسر تراتبية السرعة والزمن، وقدرته على تعطيل قانون الكتلة والتسارع.. فما كانت تُضرب له أكباد الإبل 40 يوما يسر  الله قطعه لرسوله في ليلة واحدة بين العشاء وطلوع الشمس. وزوى له الأرض فخضعت.

٩- في إمامة الرسول الخاتم بالرسل في بيت المقدس توكيد لأمرين: أن إخوانه المرسلين جميعا أحياء عند ربهم. وأنهم موقنون بأنه مبلغ عنهم ما جاءوا به من منهاج. أما الشرعة فلطف الله بأتباع المرسلين جميعا أوسع من التشريع. إذا صفا التوحيد.

١٠ – وأخرا: هي معحزة تذكر البشرية جمعاء بأن القبلة الأولى تلقاء المشرق من أمر الله. ومثلها القبلة الدائمة: ” فأينما تولوا فثم  وجه الله”. ولا يرث القبلتين آلا من وحد المعبود الحق (جل جلاله). فالأقصى شقيق الحرام وكلاهما “وقف إسلامي”  وحكم التفريق بينهما كحكم من فرق بين الصلاة والزكاة..!! ولا عزة للأمة إلا إذا صار بعد الحج تقديس.

ولمن شاء أن أزيده من الشعر بيتا فليتتع كرونولوجيا بيت المقدس من عهد “نبو ختنصر” إلى زمن التطبيع. فسوف يخرج بقاعدة تاريخية من سطرين واضحين:

– كلما عز الإسلام استلم مفاتح الأقصى وبسط نفوذه على الأرض التي بارك الله حولها.

– فإذا ذل المسلمون وهانوا سلموا أمانة القدس ومفاتح الأقصى لعدوهم  بهوان واعتزلوا يندبون حظهم.

نحن واثقون بنصر الله الذي وعد أمة الأسلام بأنه في آخر الزمن سيبعث على مغتصبي الأرض المقدسة عبادا له ذوي بأس شديد. وفي انتظار ذلكم اليوم فرسالتنا ثلاثية الأبعاد:

١- ضمان توريث القضية للأجيال. فلا تموت في الصدور.

٢- دفع الصائل المحتل بما هو متاح ومباح..

٣- اعداد المستطاع من القوة ومن رباط الخيل ليتوازن الرعب.

والحمد لله أنهم يألمون كما نألم. ونرجو من الله ما لم يتح الله لهم رجاءه. فأي الفريقين أحق بالنصر يا أحفاد صلاح الدين؟

أعزكم الله

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!