-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

البطاقة الحمراء؟

البطاقة الحمراء؟
ح. م

على خلاف لعبة كرة القدم، التي تنطلق “بالوناتها” مع شهيق غالبية الجزائريين وزفيرهم، لا نشعر بالاهتمام الكافي بمنافسة الألعاب الأولمبية، التي ستحتضنها البرازيل في الساعات القليلة القادمة.

وعلى خلاف الكثير من الأمم التي تربط التاريخ بالسياسة، وترى الترصّع بالذهب، في أكبر لقاءات الرياضة في العالم أغلى أمانيها، فإن البعثة الجزائرية سافرت باهتمام رسمي في الوقت بدل الضائع، ولكن من دون أي اهتمام شعبي، ومن الصعب أن نجد جزائريا يعرف أسماء الرياضيين الجزائريين المشاركين في الألعاب الأولمبية، فما بالك بأبطال مختلف بلاد العالم، من أصحاب الأرقام القياسية، في الوقت الذي يهتم فيه الجزائريون بالمباريات الودية، التي تلعبها أندية لا ترتقي حتى إلى المستوى الإفريقي، وهي واحدة من أوجاع المجتمع الجزائري الذي اختصر الرياضة في كرة القدم، وساهمت السلطة في “تكوير” تفكير الناس، وتحويل اللعبة إلى مخدّر لا يحقق حتى النشوة.

والجزائر برغم حبّ شعبها إلى حد الجنون لكرة القدم، لم تشارك في كأس العالم سوى أربع مرات، بينما انتزعت الذهب الأولمبي في عدّة دورات أولمبية في رياضتي الملاكمة وألعاب القوى، وحصلت على فضيات وبرونزيات في نفس الرياضتين وفي المصارعة.

ويصنع الجزائريون من لاعب كرة لم يرق إلى المستوى العالمي، أسطورة، بينما يُقتل الملاكم الجزائري حسين سلطاني الذي انتزع ذهبية الألعاب الأولمبية في أطلنطا، في شوارع مارسيليا، ولا يجد حتى من يذرف عليه الدموع.

عدم اهتمام الجزائريين بالرياضة، من عدم اهتمام السلطة بها، فحتى عندما أقحمت في شهادة البكالوريا، تحوّلت إلى مهزلة وسخرية، من دون أن تتحرك وزارة التربية، خاصة وزارة الرياضة، حيث تُمنح جزافا النقطة الكاملة للجميع، من أجل مساعدة الطلبة على تعويض النقاط المتبعثرة في بقية المواد الدراسية، وهي مادة مُخيّرة وليست إجبارية، ومن النادر أن تجد إكمالية أو ثانوية يمارس طلبتها الرياضة، أو تضم قاعة رياضية، عكس ما كانت عليه الحال في السنوات التي أنجبت فيها الجزائر العداء رحوي بوعلام أو لاعب كرة اليد عبد الكريم بن جميل أو الملاكم لوصيف حماني، وحتى التألق الكروي الذي يتحقق بين الحين والآخر هو نتاج تكوين أجنبي، لم تبذل فيه الجزائر أكثر من قطف الثمار.

لم تكن الألعاب الأولمبية أبدا رياضة فقط، تمارسها الأمم من عهد الإغريق إلى عهد بلاد الأمازون، فقد ارتبطت بالسياسة وبالتحرر وبالاقتصاد عندما قاطع الأفارقة دورة مونتريال، تنديدا بالدول المساعدة لسياسة بريتوريا العنصرية، وقاطع المعسكر الغربي دورة موسكو تنديدا باحتلال الاتحاد السوفياتي أفغانستان وردّ المعسكر الشرقي بمقاطعة دورة لوس أنجلس، ولا همّ هذه الأيام لباراك أوباما سوى تألق رياضيي الولايات المتحدة، ولا همّ لبوتين سوى كيفية ردّ ضربة إقصاء رياضييه، بسبب تعاطيهم المنشطات، بينما تريد الصين أن تستغل فرصة صراع العمالقة لتعلن نفسها ملكة الرياضة العالمية، ويبدو الجزائريون مهتمين بأندية جزائرية تقف في طابور طويل أمام أبواب مركبات عين دراهم بتونس، استعدادا لدوري لن يحقق أي شيء بعد أن امتصّ آبار الذهب الأسود، وبقي الذهب الأصفر في أعناق بقية الأمم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • الجزائرية

    الرياضة مثل الفن تماما رسالة نبيلة بين الشعوب أو هكذا يجب أن تكون.و هي أيضا سلاح بيد الدول و القوى العظمى بإمكانه أن يكون خطابا للشعوب التواقة للتحرر و المضي به في محافل الرياضة العالمية لتلتقطه الأمم المختلفة في شكل شعارات متنوعة وهي كذلك ثقافة كبيرة..وهي رفع للعلم و تعريف بالبلد و نشيده الوطني وهي تحدي يحمل أكثر من رمز وأكثر من دلالة.الرياضة لغة خاصة بين شعوب العالم.و على الصعيد المحلي مطلوبة كالخبز تماما للمحافظة على الصحة والجمال و نشر المحبة و تفريغ الطاقة السلبية.

  • عادل

    الألعاب الأولمبية و كأس العالم و غيرها من المنافسات الغوغائية من بروتوكولات بني صهيون لتنويم الشعوب و إلهائها عما ينفعها.