الرأي

البقاء “للأصلع”

عمار يزلي
  • 2890
  • 6

تجارة “الأعضاء” صارت تجارة رائجة في العالم وعندنا أيضا. كلنا بدأنا نبيع الأعضاء: الأجساد، الأيدي العاملة، الأدمغة، الأنوف، الضمائر، ثم صرنا نبيع الأعضاء بأكملها!: لاعبين، أعضاء في أحزاب، الشرف، (الرجولة!)، مما جعل “العضوية” تتحول إلى تجارة رابحة هذه الأيام!

فكرت، لأجد نفسي تاجرا ومن نوع خاص، تاجر قطع غيار بشرية: عشرات الطلبات كل يوم على عضو ما: عجوز في الغابرين، خانزة (مال)، طلبت مني جلد وجه لشابة في الـ18، أفهمتها أنه لا يمكن إلصاق وجه بشري على وجه معزاة، فقالت: مانحبش نفهم.. هاك 200 مليون ودبرلي وجه شباب.. دبّرت لها وجها من سريلانكا.. فعادت تشبه ديبسي أنتاع تيلي طوبيز…

أول مشكلة حقيقية صادفتها، كانت مع مناضل سابق في الأفلان. صار قياديا في الفيس ثم عضوا في “الآفة أنا”.. “تحطم” في حادث سيارة أفقده نصف “عضويته” السفلي، وبعض الأجزاء العلوية! أنقلت له نصف أعضاء عجوز من الزمبابوي، (أنجبت (هو) بعد أن شفي.. ذكر كالليل إذا (اعتكر).. كما أعدت (له) رجلا لرجل قصير القامة.. من التيبت، وقدما.. واليد اليمنى والكف اليسرى والأذن والأنف والشعر.. والعين اليمني.. الحاصل أنه لما خرج من الباطوار ـ الرجل لم يعرف نفسه، فذهب وذبح بغلا وتزوج من جديد (بشبه أتان) واشتهر عرسه “بعرس بغل”، وسمّى نفسه من جديد: (“فلان”). الرجل الذي كان سمينا ومنتفخا كالطبل، صار نحيفا، لكن رجله اليمنى كانت أقصر من اليسرى التي هي رجل origined ‘ بمقدار 30 سنتمتر.. حتى أن الرجل كان حين يمشي.. يظهر كأنه يلعب لعبة القفز على الزانة.. اليد اليمنى.. المأخوذة من جثة لطفل من اللوزطو.. كانت تبدو معلقة كالملعقة في كتفه بالمقارنة مع يده اليسرى التي كانت تبدو كساق أولبرايت.. الأذن اليسرى أخذت من رأس رجل اسمه “فان كوخ”.. ولأن الأذن الأصلية للرجل كانت قصيرة، فإن الأذن المطعّمة كانت مثل مكبر صوت رجال الإطفاء بلونها الأحمر.. العين اليمنى.. الله غالب.. وضعنا مكانها.. عين سلحفاة.. والأنف.. كان خشما كخشم أبي الهول.. الرأس.. كان أصلعا.. لهذا نزعنا عنه الصلعة “غير الصالعة” للاستعمال، وصلعنا له صلعة، لا يصلع بعدها أبد: البقاء “للأصلع”.

أختصر لكم الحكاية: أن الرجل حينما ذهب إلى البحر.. كما نصحه أطباء الباطوار، فر كل من كان على الشاطئ معتقدين أن فرانكشتاين قد بعث.. هذا الرجل.. وتكريما له.. وضع على رأس قائمة كل الأحزاب “المجهرية” دفعة واحدة.. الوحيد الذي حقق الإجماع.. واجتمعت فيه كل الألوان والجنسيات..

حين أفقت من نومي، كنت أقرأ أخبارا عن أسماء لمترشحين للرئاسيات..! يا إلهي نجنا من فتنة المسيح “فرانكن شيطان”. 

 

 

 

مقالات ذات صلة