-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الجزائر تحصي 3 آلاف سرطان رئة سنويا

التدخين.. موت بطيء بأشرس أنواع السّرطان

نادية سليماني
  • 904
  • 0
التدخين.. موت بطيء بأشرس أنواع السّرطان

يعتبر التدخين آفة العصر، بسبب ازدياد عدد المُدخنين في الجزائر ومن مختلف الفئات العمرية، وهو ما يجعل سرطان الرئة يحتل المرتبة الثانية من حيث أكثر السرطانات فتكا بالرجال، وغالبية الحالات يتم تشخيصها في مراحلها الأخيرة، ما يُعسّر عملية العلاج، ولذلك يشدد أطباء الجهاز التنفّسي على المُدخّنين، بضرورة التوقف النّهائي عن هذه الآفة، وحتى المتوقفين عن تعاطيه منذ سنوات، عليهم بالفحص الدّوري.

وتزيد أسعار التبغ والسّجائر في الجزائر دوريا ويزيد معها عدد المُتعاطين، في معادلة غريبة، والأغرب أن التدخين ملازم لسرطان الرّئة القاتل، ومع ذلك كأن المدخن يجرّ ساقيه نحو الهاوية وبإرادته.

لعرابي: 70 إلى 80 بالمائة من سرطان الرئة يتم تشخيصها في حالة متأخرة

وتكشف آخر الإحصائيات المتعلقة بسرطان الرّئة عموما وبالتدخين خصوصا، أن التبغ والسجائر خطر داهم على الصحة العمومية، وعلى متعاطيها التوقف عنها، لضمان حياة صحية مستقرة مستقبلا.

سرطان الرئة ثاني أنواع أكثر السرطانات لدى الرجل

يؤكد المختص في الأمراض التنفسية والصدرية، سمير لعرابي، بأن الجزائر تحصي حوالي 3 آلاف حالة سرطان الرئة سنويا، من بين 32 ألف حالة سرطان من كل الأنواع، كما يعتبر سرطان الرئة، ثاني نوع يصيب الرجل بعد سرطان القولون والمستقيم.

بينما كان هذا النوع من السرطانات قليلا أو نادرا لدى فئة النساء، باعتبارهن أقل تدخينا من الرجل، “ولكن بدأ الوضع يتغير، بسبب كثرة المدخنات خلال السنوات الأخيرة، وأصبحنا نحصي مصابات بسرطان الرئة بسبب التدخين“.

10 بالمائة من المصابين يتوفّون بعد 5 سنوات علاجا

والمؤسف حسب المختص في حديثه مع “الشروق”، أن 70 إلى 80 بالمائة من حالات سرطان الرئة يتم تشخيصها في حالات متقدمة، مما يقلل فرص العلاج والتعافي.

وقال لعرابي إنه “بحسب الإحصائيات فان 10 بالمائة من المصابين بسرطان الرئة يتوفون، بعد خضوعهم للعلاج لمدة 5 سنوات ومهما كانت طريقة علاجهم”.

90 بالمائة من حالات سرطان الرئة سببها التدخين

وأشار إلى أن 90 بالمائة من المصابين بهذا النوع من السرطان، كانوا من المدخنين كسبب رئيسي، تليها أسباب أخرى متعلقة بالتلوث البيئي، التعرض لمواد كيميائية في المهنة، إضافة إلى القابلية الوراثية.

والأخطر، بحسب المختص، هو ما كشفته دراسة حول التدخين في الوسط المدرسي، أن 20 بالمائة من تلاميذ الابتدائي يدخنون السجائر وهذا خطر كبير، لأنه كل ما بدأ الشخص التدخين في سن مبكرة، يكون لديه قابلية أكبر للإصابة بسرطان الرئة”، على حدّ قوله.

وبحسبه، تلعب كمية التدخين ومدته دورا في الإصابة بالسرطان. فالشخص الذي يدخن نصف علبة سجائر يوميا ولمدة 40 سنة، ليس مثل شخص يدخن الكمية نفسها في مدة 20 سنة.

العلاج المناعي “فعّال” لكنه باهظ ونادر في بلادنا

وكشف لعرابي، احتواء السيجارة على 2000 مادة مسرطنة منها مادتي “البانزوبيران” و” النيتروزامين”.

وبخصوص طرق علاج سرطان الرّئة، فهي ثلاث، أفضلها العلاج بالجراحة “ورغم أنها العلاج الأمثل، ولكن غالبية حالات السرطان يتم تشخيصها في مرحلة متأخرة، ما يصعب عملية القضاء على السرطان”، ولدينا العلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي.

وأضاف المختص، أن العلاج المناعي “امينوتيرابي” أثبت نجاحا كبيرا في علاج سرطان الرئة، “ولكنه علاج مكلف جدا، ومتوفر بكميات قليلة جدا في الجزائر، ونتمنى من السلطات العمومية العمل على توفيره بشكل أكبر مستقبلا”.

وتعمل بعض الدول الغربية على تطوير لقاحات لهذا النوع من السرطان، التي أظهرت نتائج مبهرة في مراحلها الأولى.

الانسداد الرئوي المزمن سرطان الحنجرة والمريء

ومن الأمراض وأنواع السرطان التي تتهدد الشخص المدخن إضافة إلى سرطان الرئة، لدينا مرض الانسداد الرئوي المزمن، أمراض القلب والشرايين، سرطان الحنجرة والمريء، سرطان المعدة، المثانة، الكلى.

وتؤثر مدة تدخين السجائر على احتمالية الإصابة بسرطان الرئة، إذ إن 16 بالمائة من المدخنين المستمرين، في حال توقفوا عند التدخين في سن الـ 60، فإن احتمالية إصابتهم بالسرطان تقدر بـ 10 بالمائة. وتكون 6 بالمائة للمتوقفين في سن الـ 50، وتنخفض النسبة إلى 3 بالمائة في حال توقف الشخص عن التدخين وسنه 40 سنة، وتساوي 2 بالمائة عند التوقف في سن الـ 30.

أعلى نسب سرطان الرئة تكون في عمر الـ 60

بينما تسجل أعلى اصابات سرطان الرئة بسبب التدخين وعوامل أخرى، لدى الفئة العمرية البالغة 60 سنة فما فوق، وأحيانا يمكن تشخيصها لأصحاب الثلاثينات والأربعينات.

وينصح لعرابي المُدخنين، بالتوقف في سن مبكرة عن تعاطي هذه الآفة في أقرب الفرص، “فمثلا إذا دخن الشخص لمدة 15 أو 20 سنة كاملة، ولحق سن الأربعين فعليه التوقف لتفادي مرض السرطان وأمراض أخرى، ومن لم يتمكن من التوقف بمفرده، فتوجد خطط علاجية بمرافقة أطباء”.

أمّا من تمكّن من التوقف عن تدخين السجائر، فينصحهم المختص بعدم الاستسلام إليه مرة ثانية، وليبتعدوا عن أي عامل قد يعيدهم إلى التدخين، مع ضرورة الخضوع لفحص طبي مرة في السنة أو السنتين، خاصة للمدخنين لفترة أكثر من 20 سنة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!