-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التدريب في الجزائر.. رهانات وإهانات

ياسين معلومي
  • 1771
  • 0
التدريب في الجزائر.. رهانات وإهانات

لا أظن أن هناك بطولة في العالم تغير المدربين مثل بطولتنا المنحرفة التي أصبحت في السنوات الأخيرة مسرحا لمهازل من الأجدر أن تدون في كتاب غينيس للأرقام القياسية، وتكشف الوجه الأسود لكرة القدم الجزائرية التي فقدت قيمتها ومكانتها في العالم الكروي، بعدما كنا ولسنوات يُضرب بنا المثل سواء في التنظيم، أم في خزان اللاعبين الذين كنا نصدرهم إلى أوروبا، بداية من فريق جبهة التحرير الوطني ومرورا بالجيل الذهبي لعصاد وماجر، ووصولا إلى عهد صايب وصايفي وغيرهم…

كل هؤلاء وآخرين تكوّنوا على أيدي مدربين جزائريين استطاعوا أن يدخلوا الجزائر التاريخ بكفاءتهم وإيمانهم بأن النتائج لن تأتي إلا بالعمل، ويكفينا شرفا أن الألقاب الأولى التي توجت بها الكرة الجزائري كانت بفضل إطارات جزائرية، فمثلا رشيد مخلوفي تمكن من الظفر بلقبين مع “الخضر” سنتي 1975 و1978، وعبد الحميد زوبا فاز بأول كأس إفريقية للجزائر مع المولودية سنة 1976، والشيخ كرمالي توج بأول كأس إفريقية للجزائر بطاقم فني كله جزائري، كل هؤلاء سجلوا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ كرتنا ولا أحد بإمكانه أن يزيحهم من السجل الذهبي للكرة الجزائرية، خاصة الذين يريدون صناعة التاريخ بطريقتهم الخاصة.

منذ بداية الموسم الكروي وإلى يومنا استهلكت بطولتنا المحترفة أكثر من ثلاثين مدربا، البعض منهم درب خمسة أندية، ومستعد لمضاعفة هذا الرقم، لأنه وجد من يدفع له أموالا لإسكات المعارضة التي تنتفض كلما سجل فريقه نتائج سلبية، وليحافظ على منصبه لجني أموال إضافية، رغم أنه متأكد من أن المدرب الذي استقدمه لن يمنح الإضافة المرجوة.. وما أدهشني أن هؤلاء يطلون علينا أسبوعيا عبر شاشات التلفاز ليقدموا لنا إبداعاتهم فوق الميدان، فيهللون لفوز أنديتهم وينتقدون الحكام لإنقاذ أنفسهم من إقالات تهددهم في أي لحظة.

في الجزائر، أصبح التدريب عند من لا يفقهون شيئا في هذه المهنة النبيلة، فساهموا في تدمير كرتنا التي أصبحت عقيمة لا تنجب اللاعبين بسبب اللاهثين وراء المال، فهل يعقل أن يطلب مدرب من مسيريه في أول حصة تدريبية بعد لقاء رسمي، اسم حكم اللقاء القادم وهل اتصلوا به؟ وهل يعقل أيضا أن يبيع مدرب نتيجة لقاء لفريق آخر؟ وهل يقبل العقل أن يشرف مدرب رياضة أخرى على فريق كرة القدم؟ والأمثلة عديدة مشتقة من كواليس الكرة الجزائرية، لأن المدربين الحقيقيين “أصحاب النيف” ابتعدوا تاركين المجال لمن لا ضمير لهم.

عندما أشاهد دزيري وزغدود وشريف الوزاني وبلعطوي ومؤخرا زاوي ولاعبين سابقين على رأس بعض الأندية أقول إن مستقبل كرتنا بين أياد أمينة، لكن عندما أعرف أن مدربي الشكارة لا يزالون في الميدان بمباركة رؤساء مزيفين، علي أن أخطر الجميع بأننا في خطر وعلينا تدارك الأمور.

أعرف أن إعادة بعث الجمعية الوطنية للمدربين أمر صعب بسبب الحساسية الكبيرة بين أصحاب هذه المهنة، لكن ابتعاد البعض منهم عن الميادين ترك المجال للمتطفلين، وكم هم كثير.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!