-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجزائر: استقرار المنطقة لن يتحقق قبل رفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني

الجزائر: استقرار المنطقة لن يتحقق قبل رفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني
أرشيف
الجمعية العامة

جدّد الدبلوماسي في بعثة الجزائر الدائمة لدى الأمم المتحدة بنيويوك أحمد صحراوي يوم الإثنين، دعوة الجزائر إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

جاء هذا خلال جلسة رسمية للجمعية العامة، حول “الفيتو” الأمريكي ضد مشروع قرار تقدّمت به الجزائر في مجلس الأمن، لوقف إطلاق النار في القطاع.

وقال صحراوي في كلمته خلال الجلسة:”ندعو المجموعة الدولية للتحرك سريعا، من دون أي تأخير. والبداية تكون بوقف إطلاق النار بغزة”.

وتابع المتحدث أن وقف إطلاق النار لا بدّ من أن يكون “تمهيدا للطريق نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

مضيفا أن:” الحلّ الوحيد للقضية الفلسطينية، يكون من خلال تمكين الفلسطينيين من الحق في تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”.

“وذلك لا يتأتَّى، إلا من خلال تكريس العضوية الكاملة لدولة فلسطين في منظمة الأمم المتحدة”، يضيف الدبلوماسي الجزائري.

وعرقلت الولايات المتحدة مشروع قرار تقدّمت به الجزائر في مجلس الأمن، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ويرفض أي مساع لتهجير الفلسطينيين.

ورفضت واشنطن مشروع القرار الجزائري، مقابل موافقة معظم أعضاء مجلس الأمن. باستثناء المملكة المتحدة التي امتنعت عن التصويت.

الكلمة الكاملة:

نجتمع اليوم بالجمعية العامة، برلمانُ العالم، والمعبرُ عن إرادة جميع الدول الأعضاء و الشعوب الحرة، نجتمع، بعد استخدام حق النقض، على مشروع قرار تقدم به وفد بلادي لمجلس الأمن.

لقد كان المشروع الذي تقدمنا به، بناء على تعليمات السلطات العليا بالجزائر، وبالتشاور والتنسيق مع المجموعة العربية بنيويورك، واضحا في مطلبه، جليا في غايته، متوافقا مع ما تصدح به حناجر الملايين عبر العالم، وقف إطلاق النار بغزة فورا.

مطلب ذو أهمية بالغة ، ومن الواجب أن يجد من يلبِّيَه، حتى يتردد صداه بمجلس الأمن، من أجل الحفاظ على مصداقية الأمم المتحدة، وصون ما تبقى من إنسانية هذا العالم.

إنسانية تتلاشى مع كل لحظة جوع يمر بها أطفال غزة، إنسانية تتلاشى مع كل دمعة أم تبكي وليدها بغزة، إنسانية تتلاشى مع كل تأوه أب حسرة وكمدا على فقدان طفله بغزة.

السيد الرئيس، لقد حاولنا خلال عملية التفاوض، أن نأخذ بعين الاعتبار مقترحات الدول، حتى توصلنا لنص، كان من المفترض أن يحظى بقبول جميع الدول الأعضاء. لكن مع الأسف، تم عرقلة اعتماد المشروع باستخدام حق النقض.

إن رفض المطالبة بوقف الأعمال العدائية بغزة، غير مبرر بتاتا، كما أنه قد ضاعف من معاناة الفلسطينيين، وما مجزرة شارع الرشيد إلا مثال على ذلك. إضافة إلى أن استمرار القتل، قد أعاق قدرة المجتمع الدولي، على تقديم الدعم في الوقت المناسب.

حيث تظهر التقارير أن حجم المساعدات المقدمة، قد انخفض بمقدار النصف هذا الشهر. و هو ما يؤكد الأثر المحدود للقرارين 2712 و2720. و يبين صواب السيد الأمين العام للأمم المتحدة حين صرح واقتبس : “إن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية هو السبيل الوحيد للبدء في تلبية الاحتياجات الماسة للناس في غزة”.

فلا يمكن أن يبقى مجلس الأمن الوحيد الذي لمَّا يطالب بوقف إطلاق النار، على مجلس الأمن أن يفرض وقفا لإطلاق النار ، من دون إبطاء، قبل أن لا يبقى على غزة ما يستحق الحياة.

السيد الرئيس، منذ خمسة أشهر ولحم غـزة يتطاير شظايا قذائف. لأنها أشد قبحاً في عيون الاحتلال، تقصف من كل جانب. في عقاب جماعي للفلسطينيين.

كما أن الوضع سيزداد سوء، دون شك، حال أقدم المحتل، على اجتياح رفح، لذا نحذر من مثل هذه المخططات، ونؤكد على ضرورة وضع حد لها.

السيد الرئيس، لقد أضحى الوضع بغزة لا يطاق، والفلسطينيون بها، مع الأسف، صاروا مخيرين بين موت سريع بأسلحة فتاكة، أصبح من الضروري وقف توريدها للمحتل، وموت بطيئ بالجوع والمرض، يستلزم فك الحصار عنهم فورا وإيصال ما يحتاجونه من ضروريات الحياة.

هذه الوضعية الكارثية التي وصلنا إليها، نتيجة عربدة محتلٍ ألفَ معاملة تفضيلية من المجموعة الدولية، وظن أنه فوق المحاسبة والمساءلة.

إن الأمر يستدعي وقفة جادة، لأن ما نشاهده اليوم، بغزة، له ما بعده، وقد يؤسس لنوع جديد من النزاعات، يتجرد فيها الناس من أخلاقهم وآدميتهم، لتتكرر صور صادمة ومروعة، كنا نظن أنها قد اختفت من عالم اليوم، لذا وجب علينا، “نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب” أن نتحرك بسرعة، ونفرض وقفا لإطلاق النار فورا، من منطلق: ” إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية” .

السيد الرئيس، نؤكد على أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية، يكون من خلال تمكين الفلسطينيين، من حقوقهم المشروعة، وعلى رأسها الحق في تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

هذا الخيار، الذي توافقت عليه المجموعة الدولية. والذي وجب الحفاظ عليه، في ظل ما يواجهه من تهديد وجودي ، من قبل سلطات الاحتلال.

وذلك لا يتأتَّى إلا من خلال، تكريس العضوية الكاملة لدولة فلسطين في منظمة الأمم المتحدة. وعليه نجدد التزام الجزائر، الذي عبر عنه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بالعمل مع الأشقاء في العالمين العربي والإسلامي ومع كل الدول المناصرة للحق والحرية في العالم، لتحقيق هذه الغاية النبيلة.

السيد الرئيس، في الختام، نشدد على أن حق الفلسطينيين في أرضهم لا يسقط بالتقادم، مهما طال الزمن أو قصر، فمنذ بداية احتلال فلسطين قُتِّل الكبار والصغار ، لكن لا أحد نسي حقه وأرضه ولا أحد سينسى، لأن ذاكرة الشعوب الأبية لا تعرف النسيان.

وآلة القتل الهمجية لن تزيد الفلسطينيين، إلا عزيمة على إقامة دولتهم وتمسكا بأرضهم، أرض آبائهم وأجدادهم، واستقرار المنطقة، لن يتحقق قبل رفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني.

لذا ندعو المجموعة الدولية للتحرك سريعا، من دون أي تأخير، والبداية تكون بوقف إطلاق النار بغزة، وتمهيد الطريق نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!