-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نحو خسارة مدريد لرهان مركز أوروبي للطاقة الخضراء

الجزائر تعاقب إسبانيا مجددا في مشروع الممر الثاني للهيدروجين

محمد مسلم
  • 3850
  • 0
الجزائر تعاقب إسبانيا مجددا في مشروع الممر الثاني للهيدروجين
أرشيف

قرأت بعض النخب الاقتصادية والسياسية في إسبانيا قرار الجزائر القاضي بإقصاء مدريد من مشروع الممر الجنوبي الثاني للهيدروجين، لصالح إيطاليا، استمرارا للغضب الجزائري من إسبانيا، منذ قرار رئيس الحكومة المكلف، بيدرو سانشيز، تغيير موقف بلاده من القضية الصحراوية، بما يخدم أجندات النظام المغربي.
هذه القضية كانت محور اهتمام الصحيفة الإسبانية المتخصصة، “إل إيكونوميستا”، التي تحدثت عن اتجاه مدريد نحو خسارة رهان لطالما عملت من أجله، وهو تحولها إلى مركز للطاقة الخضراء في أوروبا.
وكتبت الصحيفة: “في يناير الماضي، احتفت حكومة إسبانيا بإدراج ألمانيا في مشروع H2Med، وهو ممر الهيدروجين الأخضر الذي سيدخل حيز التشغيل في عام 2030. وبالتوازي مع هذا المشروع، برز مشروع الممر الثاني الجنوبي للهيدروجين “SoutH2″، وهو خط الأنابيب الذي تريد برلين من خلاله تعزيز فصل الطاقة عن روسيا. وسوف يربط الجزائر وتونس وإيطاليا والنمسا وأخيرا ألمانيا”.
وتوقفت الصحيفة بإسهاب عند المشروع الذي أطلقه وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، الأسبوع المنصرم، وقالت إن هذا الممر يعتبر جزءا من خط أنابيب “ترانسميد للغاز” بعد إنجازه، وهو خط أنابيب يبلغ طوله 2475 كيلومتر ولديه حاليًا القدرة على نقل 33.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي نحو إيطاليا، انطلاقا من منطقة حاسي الرمل، حيث يوجد أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في البلاد بأكملها، وهي واحدة من أكبر الاحتياطيات في العالم. ومن هناك يمتد على مسافة 920 كلم إلى مدينة الهوارية التونسية في إقليم رأس الطيب المطل على البحر الأبيض المتوسط، ومن هناك إلى صقلية، ثم يصعد عبر مضيق ميسينا إلى شمال إيطاليا، ثم إلى سلوفينيا والنمسا وأخيرا ألمانيا بعد تمديده.
وتمضي الصحيفة، موضحة بأن الأنبوب الذي ينقل الطاقة الخضراء من الجزائر يمتد على طول 3300 كم، فضلا عن طاقته الإنتاجية بـ4 ملايين طن متري سنويًا. وهذا من شأنه أن يسمح لها بنقل “أكثر من 40 بالمائة” من هدف الاستيراد الذي حدده برنامج “REPowerEU”، فيما يجري التخطيط لإعادة تحويل أكثر من 70 بالمائة من شبكة القنوات المرتبطة بـ SoutH2، مما يسمح بربط الممر بمحطات إنتاج الهيدروجين الأخضر.
وركزت الصحيفة على اللقاء الذي جمع كلا من وزير الطاقة محمد عرقاب وكاتب الدولة الألماني للشؤون الاقتصادية والعمل المناخي ستيفان فينزل، يوم الاثنين الماضي بالجزائر العاصمة، والذي أعرب عرقاب خلاله عن رغبة الجزائر في أن تصبح موردا لنحو 10 بالمائة من الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا.
وتأكيدا على جدية هذا المشروع، تحدثت “إل إيكونوميستا” عن لقاء آخر انعقد الأربعاء الماضي، في مدينة ميونيخ الألمانية لمناقشة الممر الجنوبي الثاني. ولأجله اجتمع 78 خبيرا ومشرعا وقادة صناعيون ومسؤولون من المفوضية الأوروبية من الجزائر وتونس وإيطاليا وألمانيا، وناقش المشاركون إمكانية تسهيل نقل الهيدروجين الأخضر عبر الحدود، والتزمت شركة سوناطراك، باستثمار 25 مليار يورو لتعزيز إنتاج الهيدروجين والبنية التحتية لنقله.
وتنظر الصحيفة إلى هذا المشروع على أنه يخدم المصالح الإيطالية، وأشارت هنا إلى أن اللقاء الذي جمع رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني بالجزائر بالرئيس عبد المجيد تبون بهدف تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطاقة. وأشارت هنا إلى أن ألمانيا سوف يكون لديها ممران من شأنهما أن يعززا استقلالها في مجال الطاقة عن روسيا ابتداء من عام 2030. وهذا في الوقت الذي تمنع فرنسا إسبانيا من مد أنابيب باتجاه قلب أوروبا، بهدف الحد من ثقل إسبانيا اقتصاديا وسياسيا، سواء في أوروبا أو في شمال إفريقيا.
وربطت الصحيفة هذا المشروع بالخلافات المتفاقمة بين البلدين منذ ربيع العام المنصرم، بسبب الموقف “غير الودي” الذي قام به رئيس الحكومة الإسبانية، حينها بيدرو سانشيز، الذي سبب متاعب اقتصادية كبيرة لمدريد منذ ذلك الوقت، وكبدها خسائر بملايير اليوروهات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!