-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد مشاركتين متتاليتين... العرس الكروي دون الخضر

الجماهير الجزائرية تعيش “اليتم الكروي” في مونديال روسيا

الشروق العربي
  • 902
  • 1
الجماهير الجزائرية تعيش “اليتم الكروي” في مونديال روسيا
ح.م

تعيش الجماهير الجزائرية هذه الأيام على وقع اليتم الكروي، وهذا موازاة مع الغياب الاضطراري للمنتخب الوطني عن واجهة نهائيات كأس العالم الجارية في روسيا، وهو الأمر الذي حرم عشاق “الخضر” من التواجد في عين المكان، ما جعل الكثير يجمع بأن غياب زملاء براهيمي عن هذا المحفل الكروي العالمي هو أشبه بالقحط الكروي، وهذا موازاة مع النسختين السابقتين في جنوب إفريقيا والبرازيل على التوالي.

سجلت الجماهير الجزائرية حضورا محتشما في الملاعب الروسية، ورغم ذلك فقد عرفت كيف تتموقع وتخطف الأضواء على طريقتها، من خلال تواجد الأعلام الوطنية التي التقطتها كاميرات مختلف القنوات التلفزيونية العالمية، وهو ما يؤكد حركية عشاق الكرة في بلادنا، وتعطشهم لتسجيل حضورهم في المواعيد الكروية الكبرى، إلا أن ذلك لم يكن هذه المرة بالصورة المطلوبة، بسبب غياب المنتخب الوطني الذي أقصي من التصفيات، بعد مردود وصفه الكثير بالهزيل، يحدث ذلك بعد المشاركة في نسختين موندياليتين متتاليتين، قبل أن يقع أسير المهازل التسييرية والفنية، بسبب الصراعات الداخلية من جهة، وغياب الاستقرار على مستوى الطاقم الفني، وكانت النتيجة أن سددت الكرة الجزائرية فاتورة البريكولاج وإعادة الترقيع، ما عجل بإقصاء “الخضر” من المونديال، في الجولات الأولى من التصفيات، بدليل أنهم لم يتذوقوا أي فوز، واكتفوا بتعادلين هما أشبه بمذاق الخسارة.

الغياب عن روسيا يفرض حفظ الدرس للتواجد في قطر

وبصرف النظر عن الأسباب والعوامل التي تسببت في غياب المنتخب الوطني عن نهائيات كأس العالم لهذا العام، إلا أن بعض المتتبعين يدعون من الآن إلى ضرورة حفظ الدرس وأخذ العبرة من هذا اليتم الكروي الذي تحول إلى أشبه بالقحط، بحكم أن الجزائر كانت في النسختين السابقتين الممثل الوحيد للعرب في المونديال، قبل أن تكون اكبر الغائبين موازاة مع الحضور المعتبر للمنتخبات العربية (المغرب وتونس ومصر والسعودية)، وهو ما يتطلب في نظر البعض ضرورة القيام بوقفة مع الذات، ومعالجة النقائص المسجلة من الناحية الفنية والتسييرية، بغية رسم إستراتيجية فعالة من الآن، لرسم خارطة الطريق التي تضمن كسب ورقة التأهل إلى مونديال قطر 2022، وهو الأمر الذي يجعل الكرة في مرمى الاتحادية في المقام الأول التي من اللازم أن تحسن اختيار المدرب الذي يتولى الإشراف على شؤون التشكيلة الوطنية، وصولا إلى اللاعبين الذين من الواجب عليهم تحمل مسؤولياتهم فوق الميدان لتفادي المهازل التي عجلت بحرمان “الخضر” من التواجد في عرس روسيا.

روراوة وزطشي اشتركا في مهزلة الغياب عن عرس روسيا

وإذا كانت جماهير العالم تستمتع بالعروض التي تتحفها بها مختلف المنتخبات المشاركة في مونديال روسيا، إلا أن الكثير من الجزائريين لا يزالون في رحلة التقييم أملا في حفظ الدروس وأخذ العبر، حيث لم يفهم الكثير كيف وصل المنتخب الوطني إلى هذه الحالة المأساوية من الناحية الفنية والتسييرية، ففي الوقت الذي سجل حضوره في مونديال 2010 بفضل بصمة شيخ المدربين رابح سعدان، وتواجد في النسخة الموالية بالبرازيل تحت إشراف المدرب البوسني خاليلوزيتش، إلا أن زملاء فغولي فقدوا التحلي بالنفس الطويل، ما جعلهم يقعون في أزمة الإخفاقات منذ الجولات الأولى من التصفيات، بعد الاكتفاء بالتعادل أمام الكاميرون والخسارة في نيجيريا، لتتوالى التعثرات التي رهنت حظوظ التأهل، حدث هذا في عهد الرئيس السابق لـ”الفاف” محمد روراوة الذي بالغ في تغيير المدربين، ما جعل هذا العامل يلعب دورا هاما في رحيله من مبنى الاتحادية تحت الضغط وتصاعد حمى الانتقادات، وكذا لعبة الكواليس التي مكنت زطشي من خلافته على رأس هذه الهيئة، ويؤكد الكثير من المتتبعين بأن كلا الرجلين ساهم في غياب “الخضر” عن عرس روسيا، بحكم أن زطشي واصل على نهج روراوة في أزمة الّإخفاقات، وهذا على الرغم من التعاقد مع المدرب الاسباني الكاراز الذي نال 20 مليارا مقابل رصيد فارغ من النقاط، ما تطلب فيما بعد الاستنجاد برابح ماجر الذي واصل نغمة التعثرات، لكن في المباريات الودية، ليزيد من وقع الأزمة وشدة المهزلة.

سعدان أعاد البسمة في 2010 وملحمة ام درمان في الأذهان

وبالعودة إلى الوراء، فإن حال الكرة الجزائرية لم يكن على ما يرام في اغلب فترات التسعينيات وفي السنوات الثماني الأولى من الألفية الحالية، إلا أن حنكة المدرب رابح سعدان مكنته من رد الاعتبار للمنتخب الوطني، بعد ما ساهم في إعادته إلى واجهة نهائيات “كان 2010″، بعد غياب عن نسختي 2006 و2008، مثلما كان له الفضل في استعادة أجواء المونديال، بعد التأهل المستحق والمثير إلى نهائيات جنوب إفريقيا 2010، على حساب المنتخب المصري، في اللقاء الفاصل والشهير الذي احتضنه ملعب أم درمان بالسودان، حيث يتذكر الكثير الهدف الذي وقعه عنتر يحيى في زاوية مرمى الحارس الحضري، وإذا كانت مسيرة زملاء مبولحي في مونديال جنوب إفريقيا وصفها الكثير بالمتوسطة، إلا أن تواضع التعداد لعب دورا مهما في ذلك، ولو أن خبرة رابح سعدان سمحت له بتفادي المردود الشاحب، ورغم أن شاوشي تسبب في خسارة المباراة الأولى أمام سلوفينيا اثر خطأ فادح، إلا أن زملاء صايفي أدوا مباراة كبيرة في الجولة الثانية أمام انجلترا التي أرغمت على التعادل أمام محاربي الصحراء، قبل أن ينهزم زملاء بوقرة أمام منتخب الولايات المتحدة الأمريكية في اللحظات الأخيرة، لحساب الجولة الأخيرة من الدور الأول، ما جعل التشكيلة الوطنية تكتفي بنقطة وحيدة مقابل تلقيها هدفين دون أن توقع أي هدف، ومهما قيل عن مسيرة سعدان في نسخة 2010، إلا أن البعض يؤكد بأن هذا الأخير يكفيه فخرا أن أعاد المنتخب الوطني إلى واجهة المونديال بعد غياب دام 24 سنة كاملة، والأكثر من هذا فإن اسمه سيظل مرتبطا بهذا المحفل العالمي الكبير، بحكم أنه ساهم بشكل فعال في التأهل لأول مرة إلى نهائيات 82 بإسبانيا، ثم مونديال مكسيكو 86.

خاليلوزيتش أدخل الجزائر التاريخ

وعلى وقع مآسي الغياب عن محفل روسيا الكروي، فإن الجماهير الجزائرية تعزي نفسها بالذكريات الجميلة التي لا يزالون يحتفظون بها في مونديال 2014 بالبرازيل، حين حقق أبناء المدرب البوسني خاليلوزيتش التميز، بعد تأهلهم إلى الدور الثاني، في مسيرة ايجابية خلال الدور الأول، حيث أن خسارتهم أمام بلجيكا لم تمنعهم من تحقيق فوز عريض أمام كوريا، ليختموه بتعادل ثمين أمام روسيا، وهو ما جعلهم يواجهون منتخب ألمانيا العملاق الذي أرغموه على اللجوء إلى الشوطين الإضافيين، قبل أن يستسلم زملاء جابو في مباراة كبيرة ومثيرة، والواضح أن نسخة 2014 ستبقى راسخة في ذاكرة الجزائريين، بحكم أن المنتخب الوطني تأهل لأول مرة في تاريخه إلى الدور الثاني، وهو المكسب الذي وصفه الكثير بالمهم، ولو أن غياب الاستقرار أفسد هذا الإنجاز، ما حال دون مواصلة التأكيد، بدليل غياب محاربي الصحراء عن النسخة الحالية بروسيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • السؤال

    هذا السؤال من فضلك اطرح على أصحاب البلاطوهات و بعض صحافة التخريب و التدمير
    و كل ما هو حلو و مفرح للجزائر و للجزائريين ـ حسبنا الله و نعم الوكيل منكم الله ينتقم منكم ـ آمين
    هل كرها للاعبين ؟
    هل انتقام من الشعب ؟
    هل أومروا من أعداء الجزائر ؟
    ZETCHI DEGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGGAGE