-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الدولي السابق قشير عبد العزيز يفتح قلبه لـ"الشروق":

الجهوية حطمتني.. ومحللو البلاتوهات شركاء في النكسات

صالح سعودي
  • 6157
  • 7
الجهوية حطمتني.. ومحللو البلاتوهات شركاء في النكسات
ح.م

يؤكد اللاعب الدولي السابق عبد العزيز قشير في هذا الحوار الذي خصّ به “الشروق” بأن المدرب الوطني رابح ماجر ملزم بالواقعية، مؤكدا في هذا الجانب بأن الحديث عن اللاعبين المحليين في الوقت الحالي عديم الجدوى، وقال قشير بأن القادرين على رفع تحديات المنتخب الوطني هم اللاعبون المحترفون، خاصة في ظل غياب سياسة تكوين فعّالة، بدليل الوضع الذي تعرفه البطولة حسب قوله. وعاد قشير إلى مسيرته مع المنتخب الوطني، مؤكدا على تعرضه للتهميش والجهوية، كما تأسف على تضييعه فرصة الاحتراف في الخارج بسبب قرارات رئيس شباب باتنة آنذاك رشيد بوعبد الله الذي حمّله مسؤولية تحطيم مشواره الكروي فيما بعد.

أين يتواجد قشير في المدة الأخيرة؟

انسحبت منذ مدة من محيط كرة القدم، فمنذ أن توليت رئاسة وفاق القل عام 2011 قرّرت أن أطلق محيط الكرة بالثلاث.

ما هي الأسباب؟

الأسباب متعددة، وفي مقدمتها أن الأجواء السائدة لا تشجع على العمل، ما جعل الكثير من أبناء الكرة ينسحبون بسبب تواجد دخلاء على الرياضة، ساهمت في تشكيل فريق شاب من أبناء منطقة القل، من خلال ترقية 9 لاعبين من مدرسة وفاق القل، ما جعلنا نحقق نتائج ايجابية، ولم ننهزم طيلة 6 جولات، إلا أن هذه النتائج أزعجت البعض، وخلقوا لنا مشاكل، بما في ذلك بعض الجهات الوصية، وأقصد بالدرجة الأولى رئيس الدائرة السابق.

كيف تنظر إلى وضعية فريقك الأصلي وفاق القل وفريقك السابق شباب باتنة؟

حالهما لا يبعث على الارتياح، فوفاق القل يعاني من النتائج وضعف الإمكانات، ونتائج شباب باتنة أيضا لا تبعث على الارتياح، ما يتطلب جهود المسيرين القدامى لتفادي السقوط.

كيف تقارن بين وفاق القل أيام زمان وفاق القل في السنوات الأخيرة؟

لا مجال للمقارنة، أذكر أن المدرب الروسي عبداللايف الذي كان يشرف علينا في الثمانينيات كان يصف وفاق القل ببرازيل الجزائر، بناء على المواهب الكروية التي أنجبها، مثل بغلول وبلعشية وأحمد شاوش وبوجمعة ولطرش وسي بركات وبوقادوم وفنازي وبودماغ والقائمة طويلة. أما في الوقت الحالي فقد الفريق بريقه على غرار أغلب مدارس كرة القدم في الجزائر والأسباب معروفة لدى الجميع.

نعود إلى المنتخب الوطني، كيف تقيّم وضعه الحالي بعد الإقصاء من مونديال 2018؟

كثيرون لم يحمدوا الله على النعمة، فهذه هي النتيجة، لأن المنتخب الوطني عاد إلى الواجهة بقيادة المدرب سعدان في 2009، وحقق التأهل إلى مونديال 2010 ووصل إلى نصف نهائي كأس إفريقيا للأمم في ذات العام، وفي عهد خاليلوزيتش تأهل إلى مونديال 2014 ووصل إلى الدور الثاني، كان من المنطقي الحفاظ على وتيرة هذه النتائج الايجابية المتسلسلة، لكن حدوث فتنة في محيط المنتخب الوطني جعلته يصل إلى هذا الحال.

من هو المتسبّب في ذلك حسب رأيك؟

عدة أطراف تتحمّل ما وقع للمنتخب الوطني، وفي مقدمة ذلك محللو البلاتوهات، من لاعبين قدامى ومسيرين وحتى صحفيين، الجميع ينتقد، والكثير منهم يكيل بمكيالين.

ماذا تقصد؟

هناك سوء نية في طريقة الانتقاد، فحين يتم جلب مدرب أجنبي يتم انتقاده بشكل مباشر، وحين تم جلب رابح ماجر مثلا أصبحوا يطالبون بمنحه الوقت الكافي، السؤال المطروح هل منحوا الوقت الكافي للمدربين السابقين.

من هو المدرب الذي ترك بصمته في المنتخب الوطني من وجهة نظرك؟

هناك عدة مدربين، وفي مقدمتهم رابح سعدان الذي أعتبره دائما المنقذ، لأن المنتخب الوطني غاب عن الواجهة منذ مطلع التسعينيات، لكنه أعاده في “كان 2004″، ثم في مونديال 2010 سعدان قام بعمل كبير وعبّد لعودة المنتخب الوطني إلى الواجهة لأنه يعرف خبايا “الخضر”، لكنهم في النهاية لا يعترفون بجهوده وجميله، كما وجب التنويه بجهود مدربين آخرين، في مقدمتهم خاليلوزيتش.

كيف تنظر إلى مهمته في المديرية الفنية؟

إذا منحت له جميع الصلاحيات فإنه سينجح وبمقدوره خدمة الكرة الجزائرية.

كيف تنظر إلى مستقبل رابح ماجر مع المنتخب الوطني؟

على ماجر أن يتحلى بالمنطق، ففي تصريحاته السابقة تحدث كثيرا عن اللاعبين المحليين، لكن في الحقيقة لا وجود للاعبين محليين بمقدورهم رفع التحدي مع “الخضر”، “مالازمش نغطيو الشمس بالغربال”، حاليا هناك لاعبون مغتربون في مستوى أفضل، ربما بعد 6 سنوات قد نستعين بالمحليين إذا كانت هناك سياسة تكوين فعالة.

لو نتحدث عن مسيرتك مع المنتخب الوطني، من هو أول مدرب منح لك الفرصة؟

رابح ماجر هو الذي وجّه لي الدعوة لأول مرة، كان ذلك في العام 1993 موازاة مع صعود فريقي شباب باتنة إلى القسم الأول، لكن الذي اكتشفني أول مرة هو المدرب الروسي روغوف حين تم استدعائي لمنتخب الأواسط بقيادة زيتون وبلعابد.

لماذا لم تنجح كثيرا مع المنتخب الوطني؟

الجهوية هي التي حطمتني، والجهوية في المنتخب الوطني موجودة منذ الستينيات، وليست وليدة اليوم، وأكبر الضحايا هم لاعبو الشرق الجزائري، أتذكر حين تألقت في دورة الغابون الكروية، وسجلت ثلاثية في مرمى منتخب الكاميرون قال لي المدرب فرقاني لماذا لا تلعب في العاصمة حتى تضمن تواجدك الدائم في المنتخب الوطني. كلام جعلني أفهم بأن اللاعب الذي يريد فرض نفسه في “الخضر” عليه أن يحمل ألوان إحدى الأندية العاصمية.

ما هي أسباب عدم إشراكك في مباراة كينيا عام 1996، لحساب تصفيات مونديال فرنسا 98؟

لحد الآن لم أفهم السبب، وقد ذهبت رفقة لونيسي ضحية خيارات الطاقم الفني، ما جعلني أصاب بالدهشة لعدم إشراكي، المنتخب الوطني كان في حاجة ماسة إلى خدماتنا، خاصة وأننا كنا ملزمين بلعب ورقة الهجوم، لتدارك خسارة مباراة الذهاب، لأن إقصاءنا في الدور التمهيدي كان صدمة كبيرة وسط الجزائريين.

هل نفهم من كلامك بأن ضغوطا مورست على فرقاني؟

الضغوط موجودة في بيت المنتخب الوطني، وذهبت ضحية مثل هذه الممارسات.

من هم المدربين الذين وجهوا لك الدعوة في المنتخب الوطني؟

تعاملت مع عدة مدربين مثل ماجر وفرقاني ومراد عبد الوهاب وكرمالي وزوبا وحنكوش ومهداوي، بالمناسبة أوجه اعتذاري الخاص للمدرب مهداوي الذي احترمه كثيرا، لأنه وجه لي الدعوة للتواجد في نهائيات “كان 98″، لكنني رفضت طلبه بسبب الذي حدث لي مع المدربين الذين سبقوه، ما جعلني أشعر بالندم فيما بعد.

كيف تقيّم مشاركتك في “كان 96″، وهل أنت راض عن مشوارك العام مع “الخضر”؟

أنا راض عن كل مجهود قدمته لتشريف المنتخب الوطني، لأنني كنت أؤدي ما عليّ، لكن الإشكال في خيارات المدربين الذين كثيرا ما تعرضوا لضغوط حالت دون الاعتماد على اللاعب الأفضل فوق الميدان، أما في “كان 96” بجنوب إفريقيا فقد كنت ضمن التعداد رغم الإصابة التي تعرضت لها، ورغم ذلك فقد طلب مني المدرب فرقاني المشاركة في لقاء بوركينافاسو خاصة بعد المردود الطيب الذي قدمته في الدورة الدولية التي جرت في الغابون، لكن الشيء المؤسف هو أنني تعرضت للتهميش بعد ذلك..

أذكر لنا المدربين الذين أثّروا فيك على صعيد الأندية والمنتخب الوطني؟

لا يمكن نسيان المدرب القدير إبراهيم قليل رحمه الله، فهو شخصية عالية المستوى وتعلمت منه الكثير، كما استفدت من المدرب تعباني عبد العزيز في وفاق القل، وفي المنتخب الوطني تعلمت كثيرا من زوبا وكرمالي.

الكثير لا يزال يتذكر تألقك في دورة الغابون الدولية، حدثنا عن طريقة توقيعك لثلاثية في مرمى الكاميرون؟

كان ذلك في إطار الدورة الكروية الودية التي جرت في الغابون، وعرفت مشاركة الجزائر والغابون والكاميرون إضافة إلى كوت ديفوار، دخلت بديلا أمام كوت ديفوار والغابون قبل أن ألعب أساسيا أمام الكاميرون، وتمكنت من إحراز الفوز ووقعت 3 أهداف لازلت أعتز بها كثيرا، وقد تم اختياري أحسن لاعب وأحسن هداف في نفس الوقت، وتأهلنا إلى الدور النهائي وانهزمنا مع منتخب كوت ديفوار بركلات الترجيح بعدما انتهى الوقت الرسمي بالتعادل، صراحة أظهرنا مستوى جيدا لفت انتباه الجميع، كما اندهش سفير الجزائر في الغابون من مردودي تحت أنظار المدرب فرقاني.

الكثير كان يتوقع لك مسيرة احترافية ناجحة، لكن ذلك لم يتم، لماذا في رأيك؟

الذي يتحمّل المسؤولية هو رئيس شباب باتنة رشيد بوعبد الله، أديت نحو 7 مواسم ناجحة مع “الكاب”، ساهمت في صعود الفريق، ونشطنا كأس الجمهورية عام 1997، وحققنا وجها طيبا في حظيرة الكبار، إلا أن بوعبد الله حطمني، بعدما رفض منحي فرصة الاحتراف رغم العروض الكثيرة التي تلقيتها من أندية كبيرة في البطولة الوطنية ومن الخارج، على غرار شبيبة القبائل ومولودية الجزائر، كما تلقيت عروضا من فرق تنشط في تونس والإمارات، حيث تنقلت شخصيا إلى الإمارات، وتدربت هناك 45 يوما إلا أن إصرار بوعبد الله على عدم تسريحي أرغمني على العودة إلى أرض الوطن وفوّتت بذلك فرصة لا تعوّض للاحتراف.

رغم كل هذا.. اسم قشير لا يزال راسخا في أذهان أنصار “الكاب”.. كيف تفسر ذلك؟

تركت مكاني نظيفا رغم الشائعات التي حاول البعض الترويج لها، وحتى أكون صريحا فإن جمهور شباب باتنة من ذهب، لأنه كان وفيا لفريقه ووقف إلى جانبنا في الأوقات الصعبة.

تعد من بين أفضل صانعي الألعاب خلال نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات، ما السرّ في ذلك؟

كانت لنا فرصة اللعب في السنوات الأخيرة لفترة الإصلاحات وهو ما جعلني ألتحق بعهد بلومي وماجر وفرقاني وعصاد وغيرهم، كنت أميل إلى اللعب النظيف والمبدع الذي كانت تتصف به الكرة الجزائرية آنذاك قبل أن تنقلب المعطيات بعد ذلك حينما طغى الجانب المادي على ذهنية اللاعبين.

ما هي أفضل ذكرياتك مع شباب باتنة؟

تحقيق الصعود إلى القسم الأول عام 1993، فرغم أن الكثير لم يرشح “الكاب” للصعود إلا أن تضافر جهود الجميع سمح لنا بقلب الموازين وحققنا مشوارا مشرفا بأتم معنى الكلمة، كما لا أنسى وصولنا إلى نهائي كأس الجمهورية عام 1997 الذي خسرناه بهدف لصفر أمام اتحاد الجزائر.

كيف كانت علاقتك بالمدرب عامر جميل الذي يؤكد البعض عدم تفاهمه مع اللاعبين النجوم؟

عامر جميل كان يريد تقييد لعبي لكن بمرور الوقت طلب مني اللعب بكل حرية، وهو ما سمح لي بالمساهمة في عدة انتصارات بفضل عدة تمريرات حاسمة مثلما حدث في لقاء شبيبة القبائل، حينها تقدّم مني عامر جميل واعترف بإمكاناتي.

كيف تصف الصراعات التي حدثت مؤخرا بين القائمين على الفاف والرابطة الوطنية المحترفة؟

هذا يمثل وجها من الأوجه السلبية للكرة الجزائرية، لأن مثل هذه الصراعات لا تخدم الكرة في بلادنا في ظل غياب قرارات حازمة، ما يجعل أكبر المتضررين هي البطولة والمنتخب الوطني.

هل من إضافة في الأخير؟

أتمنى النجاح لوفاق القل وشباب باتنة تفادي السقوط، مثلما أتمنى لشبيبة سكيكدة الصعود، وعودة قوية للمنتخب الوطني في المواعيد الرسمية المقبلة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • El Che

    أقسم بالله ماوليت نفهم والو في هاد البلاد لي يجي يقولك انا هايل وحقروني! هذا السيد 90‎%‎ من متابعي الكرة في الجزائر مايعرفوهش ويقولك انا ضحية الجهوية!!!! والنَّاس اللي راهم يهدرو على الجهوية نقوللهم كاين زوج مجموعات حكموا الجزائر وكلاو خيراتها جماعة bts وجماعة الحدود الغربية وانتوما اقعدو تحقدو على العاصمة. يارقم واحد تاع سدراتة واحد مامنعك تدير تلفزيون في حومتك ولا جريدة ولا تحلل

  • الاسم

    الجهوية مرض عضال في الجزائر ...و لكن الكثير من الناس لا تعرف ان سكان العاصمة هم اصلا يعانون من الجهوية لانه ببساطة اغلب المسؤوليات و المناصب المهمة في العاصمة تعطى لبن عمي و بن خالي و اغلبهم من خارج العاصمة ...ادخل اي ادارة و ستجد ان معظم المدراء و المسؤولين غير عاصميين ...غريبة انت يا جزائر

  • ابو:شيليا

    كان محبوب من قبل جماهير الشاوية *****كان خلوقا *****كان مبدعا *****لكنه من الشرق الجزائري *****ومن أمثاله المنسيين الزنادرة

  • moha

    يعني بالنسبة لك نستمر في المهزلة احسن
    ونبقا نبحث دائما وراء البحار على لاعبين جزئريين وحتى غير جزائريين
    لنرحل للعام الاخر و ندفن شبان الجزائر للابد
    النتائج لاتهم حتى ولو كانت كارثية
    يجب الرجوع للتكوين وعلاج البطولة ولو يستغرق دلك 60 سنة
    عوض الاستمرار في بدئل وحلول روراوة التي قضت على طموحات المحليين
    هدا كلام انسان يائس قانط من رحمة الله

  • berber man

    نحن في زمن الرداءة ولرداءة رجالها. اما الجهوية فجميع الجزائريين جهويون الا من رحم ربه.

  • علي

    كل شيئ في ومن العاصمة....وجها من الأوجه السلبية

  • فؤاد من سدراتة

    بالطبع فالتلفزيون في العاصمة و المحللون من العاصمة و سبر الاراء في العاصمة و الاذان حسب التوقيت المحلي للعاصمة و انت ابن الدوار و الريف كيف تريد لهم ان يصلوا اليك لأخذ رأيك في مواضيع الكرة ؟