-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحاج محمد العنقى.. أسرار في حياة الكاردينال

فاروق كداش
  • 1275
  • 1
الحاج محمد العنقى.. أسرار في حياة الكاردينال

كثيرة هي الألقاب التي أطلقت على عمالقة الشعبي، الشيخ الهاشمي قروابي لقب بالفصيح، والشيخ عمر الزاهي بشيخ البلاد ورايس الهواوات، الشيخ ابراهيم باي العنابي سماه محبوه بشيخ المدينة، والباجي عرف بخويا الباز والعنقيس شيخ الشيوخ، لكن لقب واحد جمع كل هذه الأوصاف، هو الكاردينال، الذي حمله عميد الشعبي، الشيخ محمد العنقى. الشروق العربي تفتح بعض الأدراج المجهولة في حياة عملاق لن يتكرر.

من الطرائف في حياة العنقى اسمه، فعند ولادته كان خاله مع والده في أثناء تسجيله في الحالة المدنية، وعندما سأله الموظف الفرنسي قال له باللغة العربية: “أنا خالو” أي خاله، فكتبها الموظف وأضافها إلى الاسم فصار اسمه حالو محمد إيدير في الأوراق الرسمية.

دقة الغناء

كان الشيخ مجمد العنقى دقيقا في غنائه، محافظا على ترتيب ما يغنيه، ولأنه فنان بمعنى الكلمة، كان يرتجل بحسب الظروف، في يوم من أيامه الخالدة كان يحيي حفلا في مدينة القليعة، فأنشأ بوعلام تيتيش يثير الحضور بزرنته المعهودة، فانسجم معه الحاج وغنى الدخلي رانا جيناك مع الجوق مستغنيا عن التوشية.

حرب مناصرة

حرب كبيرة تستعر منذ عشرات السنين بين أنصار المولودية واتحاد العاصمة، حول انتماء الحاج العنقى، ورغم أنه اشتهر بأنه من مناصري المولودية، غير أن روايات عديدة، من أنصار الكحلة والحمرا، تؤكد أنه عاشق للاتحاد، وأنه كان من مؤسسيه في المقهى الشهير “كافي دي سبور” المتواجد في القصبة السفلى.

رفض الوالد

الشيخ الناظور هو من اكتشف موهبة الكاردينال، وهو من أطلق عليه لقب العنقى، تيمنا بطائر العقناء المتجدد من رماده، الذي صار رديفا للفن الشعبي، كانت البدايات بضرب الدف، ولكن ما لا يعرفه الكثير، أن والده مجمد بن حاج السعيد يرفض رفضا قاطعا ولوجه عالم الفن.

اختراع الموندول

في حوار مع المؤلف كاتب ياسين، تطرق الحاج محمد العنقى إلى الآلة التي صممها، وهي آلة الموندول، وكان هذا عام 1935 ليقدمه لصانع الآلات الوترية بباب الوادي، واسمه جان بيليدو.

ترك الحاج محمد العنقى سجلا ثريا لا يقل عن 360 قصيدة ونحو 130 أسطوانة خلال مسار طويل، يزيد عن 60 سنة، سجل معظمها ابتداء من عام 1932 في فرنسا، مثل “ما بقات معاهم هدرة”، و”راضية”، و”قولو لمن اسباني”، و”قولو ليامنة”، و”المكناسية”، المتكونة من أكثر من 130 بيت شعري، و”سبحان الله يا لطيف”، لكاتبها مصطفى تومي.

سجل الشيخ محمد العنقى عشرات الأسطوانات من نوع تي 78 لصالح شركة كولومبيا وبوليفون وألجيريا فون، وقام منتجه الأول بالتفاوض مع الراديو بي تي تي ألجي، لتسجيل قصائد من خلالها أيضا.

بعد الاستقلال، أطلق العنقى أغنيته الشهيرة “الحمد الله ما بقاش استعمار في بلادنا”، بعدما كان قد توقف عن الغناء مؤقتا بسبب الثورة التحريرية، فكان استقبال الأغنية في مكانة مستوى ومكانة الحاج في الساحة.

بعد مرور أكثر من نصف قرن على العطاء الفني، قرر الحاج أن ينظم آخر حفلتين حميمتين، الأولى بمناسبة زواج البنت الصغرى لشيخه مصطفى ناظور، وكان ذلك عام 1976 بمدينة شرشال، والثانية والأخيرة، بمدينة الأبيار سنة 1977.

يقول عنه المقربون حتى أضحى هذا الأمر معروفا في كامل أرجاء الجزائر، أنه قليل الكلام، وإذا تكلم تكلم بالمعاني.. فصيغة المباشرة في العبارات لم يستعملها كثيرا حتى في الكلام العادي، وهذا لتأثره بالقصائد الشعبية التي كان يغنيها، التي يكون فيها الكلام عادة معاني عن أشياء محسوسة.

نهاية رجل بداية أسطورة

في اعترافات غير مسبوقة أدلى بها الهادي، ابن العميد، قال إن والده مات وهو لا يملك حتى ثمن كفنه.

كما أكد تلميذه الفنان كمال فرج الله، أن الحاج العنقى اضطر في أيام مرضه إلى تقديم حفلات من أجل إعالة أسرته، وذلك رغم العياء والتعب الشديدين، جراء مشاكل في الجهاز التنفسي والهضمي ومشاكل في البروستات. من مفارقات الزمن، أن يترك عميد أغنية الشعبي عمله في الإذاعة، نتيجة المضايفات التي كان يتعرض لها من طرف مديرها آنذاك، ورغم عشاقه الذين يعدون بالملايين، إلا أن الحاج العنقى توفي وحيدا في مستشفى مصطفى باشا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عبدالقادر

    كاردينال؟؟؟؟!!!!