-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحقّ الذي نكرهه !

الشروق أونلاين
  • 5881
  • 14
الحقّ  الذي  نكرهه !

أشقاؤنا في التخلف، بدولة كوت ديفوار الشقيقة (في الضيقة)، قدموا دليلا إضافيا على مهازل القارة السوداء، التي لايزال بعض المتفائلين فيها، يصرون على وصفها بالسمراء، وملخص تلك المهزلة، أن الرئيس الحالي المتمسك بالسلطة هناك، أدى اليمين الدستورية في الوقت الذي فاز فيه مرشح المعارضة بالانتخابات، والأدهى من ذلك أن الرئيس الدكتاتور أغلق الحدود محوّلا البلد إلى علبة سردين متعفنة، لا يجوز الاقتراب منها، ولا حتى فتحها بغرض رمي ما فسد فيها، لدرجة فاحت معها رائحة التعفن فلم تعد تحتاج إلى أنف ويكيليكس وأخواتها، من أجل اكتشافها أو فضحها أو حتى تسريبها؟ !

  • في مصر، المهزلة الانتخابية كانت أكبر وأفدح، ولا نقصد هنا، فضيحة استحواذ حزب الرئيس وأبنائه على البرلمان، أو غلقهم الصحف، والفضائيات، ولا إبعاد الإخوان وغيرهم من الأحزاب عن السباق الانتخابي، بل إن هذه الأمور تكاد تكون من الأقدار الانتخابية التي لا اعتراض عليها، لكن الاستخفاف بعقل المواطن المصري، (بعد انتهاء مرحلة الضحك على ذقنه وتجويع بطنه)، امتد لترشيح أحد رجال الحزب الحاكم، نفسه (الأمّارة بالسوء) وهي معلقة بين الحياة والموت، ويتعلق الأمر بمرشح قدم أتباعه أوراقه وهو موجود على أجهزة التنفس الاصطناعية، ورغم تأكيد  التقارير  الطبية  انهيار  جذع  مخه … فكيف  يحكم  هذا  المرشح  أو  يمارس  صلاحياته  ودوره،  وهو  بلا مخ؟ !
  • صحيح أن معظم النواب عندنا وعند غيرنا، بلا مخ، وهم مستمرون في مناصبهم، وجاثمون على صدر الشعب، العهدة تلو الأخرى، لأنهم بلا مخ، إلا أن ترشيح نواب مرشّحين أصلا للموت قبل الوصول إلى يوم الانتخابات، يعدّ فعلا قمة الاستخفاف بالناس، كما أنه يبرهن مجددا، أن السلطة في العالم العربي، لا تبحث إلا عن أشباح، أو هياكل عظمية، بلا روح، وأنّ آخر ما تشترطه في النائب العربي، أو المسؤول العربي، هو المخ وسلامة العقل، ولو كان العكس، لما كان حالنا مثلما هو عليه الآن من الهبال الجماعي!
  • وحده ملَك الموت من بات يمارس الديمقراطية في المنطقة، ويجفف منابع الدكتاتورية في العالم العربي، فالمرشح المصري المذكور آنفا، لقي ربه فجر الانتخابات، ولا شك أن عدالة الآخرة، وأسئلة دار البقاء، لا تحتاج إلى تزوير، ولا إلى بلطجة، ولا إلى أي نوع من أنواع شراء الذمم …  أليس  الموت  حق،  مثلما  هي  الانتخابات  عند  الحكام العرب،  شرّ  لابد  منه؟ ! 
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
14
  • جزائري وفقط

    كل عام وانتم بالف خير ان ماحدث في كود ديفواريظهر جهل الرئيس السابق بحنكة الانتخابات حيث كان من الافضل له تزوير الانتخابات قدوة بشعوبنا المتخلفة لتفادي الوقوع في هذا الحرج الكبير ها ها ها ها ها انا امزح فقط الحل واضح جدا ويكمن في شيء واحد يخرج شعوبنا وشعوب القارة الافرقية وهو العلم والعلم فقط يااخواني علموا ابناءكم قدر جهدكم وخاصة احترام الاخرين وشكرا

  • جعفر بن حجر

    أليس الموت حق، مثلما هي الانتخابات عند الحكام العرب، شرّ لابد منه؟ ! ؟؟؟؟
    تساؤلك هذا ليس في محله، لأنّ الموت راحة للمؤمنين الذين يبتغون (كلمة الله هي العليا) إن شاء الله، وشرّ لا بدّمنه يتربص الأشرار من الحكام الظلمة وزبانيتهم من أظفار وأنياب وقرون يبطشون بها.
    أمّا الانتخابات فحدث ولا حرج، أولا تذكر انتخاباتنا البرلمانية في نهاية 91 ؟ ألم تعلم أنّ في ولاية سطيف مثلا، أُخِذ المنتصر فيها - الذي انتخبه الشعب بنزاهة وشفافية كما صرّحت الدولة قبل الإنقلاب - إلى معتقلات العار بالصّحراء، والمنهزم صار رئيسا للحكومة ولا حول ولا قوّة إلا بالله - في ميكي ما شفناهاش-
    ثمّ إنّني أحيي الدولة المصرية أنّها أخذت بأخف الضررين، وهو إعاقة المعارضة الإسلامية بالترهيب والضرب و"الكليموجان" حتّى لا تصل إلى البرلمان، ولم تفعل ما فعله أشرارنا من أبناء فرنسا -المندسين في (دولتنا) - الذين تركوا المعارضة تتقدم وتفوز في الانتخابات ثم انقلبوا عليها وشرّدوا من شردوا واعتقلوا الآلاف وقتلوا أكثر من 50% من المنتخبين وأكثر من 100000ممّن انتخبوهم، ومازال عدد المفقودين لم يثبت إلى الآن بين 6000 و30000.
    أرجو من الله عزّ وجل أن يكشف الحقيقة كاملة....وأن يهيئ لهذه الأمة (ويكيليكس) العرب والمسلمين.

  • هشام

    الموضوع مفيد جدا ويمكن معالجته.ولكنه يحتاج الى تفكير معمق جدا
    اعانكم الله على حل كل المشاكل و منع الفضائح بدولة الجزائر

  • abzid1959

    يا اخي الكاتب كان من الارجح لك ان تنعت مقالك بالعينة لان كل العالم الثالث والعربي خاصة تفنن حكامه وملوكه وسلاطينه في التزوير والغش ليتباهى بعد ذلك بانها اسمى الديمقراطيات المطبقة وانظفها...وان يكون ذكر مصر وكوت ديفوار على سبيل الذكر لا الحصر..فليس باقي الدول باحسن حال.ولنا الحق أن نتساءل كيف حال و اين منتخبينا..نحن قبل الاخر..شكرا

  • saadborhan

    مقال جميل ومعبر
    شكرا

  • Al-khalil

    بارك الله فيك تكلمت بالصريح و الصحيح و اثلجت الصدر

  • islem

    merci beaucoup. Vous avez bien expliqué notre problème. A bientot

  • amel

    مقال رائع جدا

  • l.mm55@yahoo.com

    السلام عليكم والله يا اخى الكريم السلطة فى الوطن العربى بقت مملوكة لاصحاب السلطات العليا والشعوب العربية لا حول ولا قوة وسوف نظل كدة فى تراجع وفساد لاغيت اليوم الموعود عندها راح نتحد جميعا على كلمة الحق وبخصوص الانتخابات معروف من البداية مين اللى يكسب ومين اللى يخسر بالنسبة ليا انا ما اعطتش صوتى لحد لان ملقتش الشخص اللى يستاهل اننا نرشحة فى بداية الانتخابات نسمع الكلام المعسول وانهم راح يعملو ويعملو واول ما ينجح منشوفش وشة خالص غير لما ياتى ميعاد الانتخابات من جديد وبردو مهما رشحنا احد شايفين انة يستاهل راح يفشل منقدرش نعمل حاجة غير اننا ندعى ربنا على الظالم وربنا على الظالم ومع المظلوم ولو ضاع حقنا فى الدنيا راح ناخدو فى الاخرة الحمد لله على كل شئ

  • احمد الشبراوى

    الى الاستاذ الفاضل كاتب المقال منذ فترة ليست بالقصيرة وانا اتابع مقالك اليومى فى الشروق ولاحظت - كما لاحظ غيرى- ان معظم مقالاتك ان لم يكن كلها عن مصر والفساد الذى استشرى بها وبحكامها حتى انى ظننت انك تكتب فى صحيفة مصرية وليست جزائرية يا اخى العزيز اليس عندكم فى الجزائر اى مشاكل او فساد لتكتب عنه ام ان بلادكم جنة الله فى الارض وحكامها يطبقون الديمقراطية كما يطبقها الغرب ؟ لماذا اذن وانتم تنعمون بكل هذا الرخاء والتقدم لا تسود الجزائر العالم بدلا من امريكا ؟

  • ممدوح المصري

    وهل انتم تعيشون في ديمقراطية وتعيشون في رقي وغني فاحش هل انتم من الشعوب المتقدمة التي لاتزور في الانتخابات هل انتم شعب متحرر وبلد متحررة بلد ديمقراطية هل انتم ارقي شعوب العالم ارجووو الاجابة يابلد الحرية والتقدم

  • مصطفى

    و الله قد أحسنت القول ...

  • كريم البرجي

    كلنا في الهم شرق ......لماذا نتمادى في تتبع عورات الآخرين وننسى عوراتنا الفاضحة المفضوحة لماذا نضحك على الآخرين وننسى أن نبكي على ما آل إليه حالنا.....فمن باب تطبيق مقولة الحكمة العربية القديمة القائلة بأن أكرم الناس من إنشغل بعيوبه عن عيوب الناس .....ينبغي علينا أن نمسك ألسنتنا عن أخبار غيرنا ونركز جهدنا في معالجة أمراضنا المستعصية التي نخرت هيكل مجتمعنا... والله المستعان

  • mustapha

    un tres bon article.merci