الدفاع المتقدم: عبقرية جزائرية أبهرت العالم

اتفق الروس كما الفرنسيين والسويديين وكذا الإسبان وهم جميعا عمالقة كرة اليد عالميا، على أنّ طريقة الدفاع المتقدم التي اخترعها المدرب الجزائري الفذ “محمد عزيز درواز” مطلع ثمانينيات القرن الماضي تعدّ عبقرية حقيقية وفخر للجزائر التي أدخلت أسلوبا جديدا في تاريخ كرة اليد العالمية بقدر ما أبهر عشاق وخبراء الكرة الصغيرة، فإنّه شكّل قيمة مضافة أثرت فلسفة كرة اليد ونظمها التكتيكية.

الغرض الأساسي من تطبيق هذا الأسلوب هو التخلص من عيوب دفاع المنطقة، هذا الأسلوب يحتاج للاعبين بإمكانيات مميزة، الدفاع المتقدم هو أيضا أسلوب دفاعي لكنه يختلف عن دفاع المنطقة في أنه عبارة عن إغلاق المساحات علي الخصم من الأمام ومحاولة تكبيل آلته الهجومية، وهو ما نجح فيه الخضر في مونديال ألمانيا (فيفري 1982) وبرزوا فيه بشكل كبير في أولمبياد سيول (سبتمبر 1988).

 وفي حوار سابق لـ”الشروق الرياضي”، شرح درواز أنّ فكرة الدفاع المتقدم راودته عشية أولمبياد موسكو (1980)، بعدما وجد المدرب المحنّك أشباله عرضة لافتراس اليوغسلاف بعدما انهزموا قبلا أمامهم بـ26 إصابة كاملة (37/11)، وعليه طبّق درواز الدفاع انطلاقا من منطقة الخصم، وهو ما أفضى إلى انهزام بفارق 5 أهداف فقط (25 – 20).

هذه الطريقة طوّرها درواز حتى أصبحت 33 ثم طريقة دفاع رجل لرجل، حيث جرى تحويل عمل المدافعين وصاروا يهاجمون في منطقة الخصم ووسط الميدان عكس الطريقة التقليدية التي كان ينتظر عند منطقته ويدافع فقط، وبالتالي باتت الطريقة الجزائرية   “الدفاع المسطح” هي من أبجديات ممارسة كرة اليد، ودفعت كثير من المنتخبات الأوروبية تحسب لمواجهة الخضر ألف حساب.