-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الرئيس الفلسطيني مردخاي!

حسين لقرع
  • 2989
  • 0
الرئيس الفلسطيني مردخاي!

هناك سؤالٌ يحيّر منذ سنوات الكثير من المتتبعين للشأن الفلسطيني وهو: ماذا استفادت السلطة الفلسطينية مما يُسمّى “التنسيق الأمني” مع الكيان الصهيوني حتى تتشبّث به بكل هذا الإصرار والعناد؟

سؤالٌ بات طرحُه ملحّا بعد أن صرّح الرئيس الفلسطيني قبل يومين فقط بأن “التنسيق الأمني” لا يزال مستمرا، والجانب الفلسطيني يقوم بـ”واجبه على أكمل وجه” ويمنع الأطفال الفلسطينيين من إلقاء الحجارة على جنود الاحتلال بأوامر شخصيةٍ منه  !

كان يمكن تفهّم هذا “التنسيق” لو كان الطرف الصهيوني جادا في ما يُسمى “عملية السلام”، واعترف بالحدّ الأدنى من حقوق الفلسطينيين، وفي مقدّمتها إقامة دولتهم المستقلة على حدود 4 جوان 1967، وحق اللاجئين في العودة… ولكن الطرف الصهيوني يفاوض الفلسطينيين منذ عام 1993 بدون أن تصل المفاوضات الماراطونية العبثية إلى أي نتيجة لصالحهم. وبالمقابل، تغوّل الاستيطان وقطّع أوصالَ الضفة الغربية وأصبح قرابة نصف مليون يهودي يستوطنونها، ما يجعل إقامة “دولة” فيها أمراً مستعصياً، وكل ذلك تمّ في ظل “التنسيق الأمني” بين الأمن الفلسطيني ونظيره الصهيوني، والذي وفّر أماناً غير مسبوق للمستوطنين وجعل الكيان الصهيوني يواصل الاستيطان وهو مطمئنّ إلى أن الشرطة الفلسطينية ستقوم بـ”واجبها على أكمل وجه” في مطاردة عناصر المقاومة وسجنهم والتنكيل بهم حتى لا ينغِّصوا عليه توسيع الاستيطان.

لقد قضى التعاونُ الأمني مع الاحتلال على أيّ أثر للمقاومة في الضفة، لكن السلطة الفلسطينية لم تحصد بالمقابل إلا الريح، وازداد الاحتلال تغوّلاً إلى درجة أن جنوده اقـتحموا حديقة بيت الرئيس عبّاس بحجة مطاردة المتظاهرين، ولعلّ خير تعبيرٍ عن فقدان السلطة أدنى مظاهر السيادة على المنطقة هو ما قاله صائب عريقات أمس بأن يوئاف مردخاي، منسّق شؤون الحكومة الصهيونية في الضفة الغربية “بات الرئيسَ الفعلي للشعب الفلسطيني“!

عرفات رحمه الله، أدرك عقب فشل مفاوضات كامب ديفيد في أوت 2000، أن الصهاينة لا يريدون سوى أن يتنازل لهم الفلسطينيون عن كل شيء دون أن يقدّموا لهم شيئاً بالمقابل، فعاد إلى الضفة وأطلق سراح مقاومي حماس من السجون، وأوقف “التنسيق الأمني” مع الصهاينة، وأشعل الانتفاضة الثانية، وبقي متشبِّثا بها إلى أن استشهد في نوفمبر 2004، أما عباس فيعتبر التعاونَ الأمني مع الاحتلال ضد المقاومة “واجباً” ويصرّ على التشبّث به، وإن انهارَ اتفاقُ أوسلو وأكذوبة “عملية السلام” ووهمُ الدولة المستقلة، وأمعن جنودُ الاحتلال في الإعدامات الميدانية للفلسطينيين إلى درجة قتل طفلةٍ في الـ13 من عمرها كان يمكن السيطرة عليها بسهولة!

لا ريب أن الفلسطينيين قد ابتُليوا باحتلالٍ استيطاني شرس ربما لم تعرف البشرية مثله، لكنهم ابتليوا أيضا بسلطةٍ فلسطينية ليست في مستوى كفاحهم وتضحياتهم، ترى التعاونَ الأمني مع الاحتلال لمطاردة المقاومين “واجباً”، ويفتخر رئيسُ مخابراتها بإجهاض 200 عملية ضد العدوّ والقبض على 100 مقاوِم ومصادرة أسلحتهم في ظرف ثلاثة أشهر، ثم تتشدّق بعد ذلك بأنها متمسِّكة بالثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها إقامة دولتها المستقلة على حدود 4 جوان 1967 !  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • محمد يحيى

    السلام عليكم... لعل اكثر قضية حساسية لنا نحن الجزائريين هي فلسطين.. بل الاكيد. من هذا المنطلق نحن لا نعترف ب حكاية اسمها سلطتين على ارض واحدة يا اما خروج الاحتلال الصهيوني وهذا مستحيل حاليا او رحيل كامل ما يسمى السلطة الفلسطينية وزبانية محمود عباس.... وفي هذه الحالة ستبقى الا الطبيعة التي تحكم والفلسطيني الحر لا يخضع الا لوجدانه وقلوب الشباب الفلسطيني معلقة بالقدس.... يا شباب ارموا الثورة في احضان الفلسطينيين فسنحتضنها بكل قوة......الله اكبر.

  • تيارتي

    عباس بن فرناس يهودي اكثر من نتن ياهو وهو عميل لللحركة الصهيونية مثله مثل حكام العرب وسؤالي الذي دوما اطرحه لماذا لم يهاجم اي حاكم عربي دويلة الصهيانة ؟؟؟

  • عبد المالك

    عندما أغرق المصريون الخنادق التي كانت تستعملها المقاومة لإدخال المؤن بمياه البحر إفتخر عباس بأنه هو صاحب الفكرة الجهنمية التي اصطاد بها كم عصفور بحجر واحد ونسي بأن تلك المياه المالحة ضرت بمياه الشرب الجوفية والفلاحة وطالب المصريين بفعل فعلتهم تلك ،لذلك أقول بأن أي حاكم إذا لم يكن يخشى الله حقيقة حقيقة (وليس بإطلاق اللحية ولبس القميص) فلا تنتظروا منه شيء ولو كان مسؤولا بسيطا ،لأن الأمر يتعلق بالثقة فكل من وضع يده على شيئ إستولى عليه بمعية حاشيته في جميع الدول العربية والإسلامية والله المستعان .

  • صالح/الجزائر

    ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة . لتحقيق ذلك على رئيس " السلطة الفلسطينية " البحث وتوفير المسدسات للشباب الفلسطيني ويكف عن " التنسيق الأمني " العبثي ، الذي لا يحمي الفلسطينيين من الرصاص الإسرائيلي وإنما يحمي الجنود الإسرائيليين المعتدين من الحجارة الفلسطينية ، والفرق شاسع بين الرصاص وبين الحجارة .

  • اسماعيل

    محمود عباس عميل برتبة رئيس

  • إبن الريف

    الجزائر تقاطع اسرائيل و السلطة الفلسطينية تتلقى معونة مالية كبيرة من الجزائر و سلطة عباس تقيم علاقة تعاون وتنسيق مع الصهاينة و نحن نساعد تلك السلطة في سياستها الانبطاحية اذا فنحن لا نقاطع الصهاينة لاننا ندعم من يتعامل مهم والخلاصة
    فإن مقاطعتنا هي للاستهلاك المحلي فقط .

  • RETARD

    تعرفت على صديق فلسطيني مهندس يعيش هنا في ايرلندا و تعلمت منه اشياء لم اكن اعرفها من قبل في يوم من الايام سؤلته لماذا تجد الفلسطينيون يعيشون في المهجر و بعضهم لا يبالي بما يحدث في بلدهم و في الاخير ندمت لطرحي هذا السوؤل لان ايجابته كانت مقنعة ما قل لي يا اخي اذا تحررة فلسطين يعني نخرج من اضطهاد الى اصطهاد اكثر بشاعة من الصهاينة و فجئت بهذه الاجابة قال لي هل تضن اصحاب فتح سيوفرون لنا الجنة الموعودة بل انت تحلم ثم قال على الاقل طغيان الصهائنة تتحمله و تعرف انه عدوك و لكن طغيان اخيك اصعب التحمل,

  • RETARD

    يا اخي السلطة الفلسطينية خطتها معروفة للجميع و اللومة الكبرى هيا ان حكام الدول العربية و الاتحاد الاوربي يسهمون في هذا الاجرام بمناحهم لسلطة الفلسطينية و لا لوم على الاتحاد الاوروبي لانهم كفار معروفين بدعمهم لصهاينة بل اللوم على حكام العرب اللذين يمدون الملايين من الدولارات للسلطة و ليس لشعب الفلسطيني و كيف تريد من هذه السلطة ان تترك كل هذه الخيرات و المعيشة الرفاهية و تذهب للجحيم و كل المساعدات ليكن في علمك تخفف على الصهاينة لهاذا تجدهم يستمرون في خطتهم و الله لو كانت هذه المسعدات ضدهم لما وصلة

  • الطيب

    لم يتعرض نضال لما تعرض له نضال الشعب الفلسطيني من مكر و خداع و دسائس ، فالمقاوم الحقيقي لأجل تحرير وطنه هو الإرهابي الذي ينبغي أن تنسق السلطة الفلسطينية عملها الأمني مع الصهاينة لاجتثاثه !! و لكن عندما يتم القضاء على هذه المقاومة الشريفة ماذا ستربح السلطة و ماذا سيربح الصهاينة !؟ فأما حكماء الصهاينة فيعلمون علم اليقين أن معركتهم الحقيقية التي تنهيهم و تنظف الأرض من رجسهم لازال موعدها حتى و إن بقي شخص واحد على الأرض يقول أنا فلسطيني ! و أما السلطة فمبتغاها حزب معارض يتبرأ من العنف ضد إسرائيل !!