“الربيئة”… مولود إعلامي جديد لجمعية العلماء المسلمين

صدر عن دار الوعي الجزائرية العدد الأول من “الربيئة”، وهي مجلة فكرية، لسان حال نادي الرقيم العلمي المنبثق عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ويراد لها، حسب القائمين عليها، أن تكون امتدادا للصحافة الإصلاحية، واجهة للتعريف برسالة الجمعية ودعم توجهاتها الدعوية والثقافية والفكرية، ومدافعة للأفكار المنحرفة، من خلال تقديم رؤية للإسلام الحضاري لمختلف شؤون الحياة.

وقد دعت إدارة تحرير المجلّة مختلف الملتفين حول مشروع الجمعية التاريخية وفق ثلاثية الدين الإسلامي واللغة العربية والوطن الجزائري، أينما كانوا، أن يدعموا المجلة بأقلامهم، لأنها تحيا وتستمر بنصوصهم، وتواصل مشروعها وتوسع نشاطها بكتاباتهم.

وبرّر المشرفون على المشروع الواعد مبادرتهم بكون الطبيعة تأبى الفراغ؛ فإن غاب الإعلام الهادف الملتزم، استأسد الإعلام الهجين الموجه، ولعب بعقول الشباب ونفسياتهم، لينسلخوا إراديا من أصالتهم ويأتزروا إزار الحضارة الغربية المسيخ، فينصرفوا عما هو خير ليتمسكوا بما هو أدنى، وقد علم بعض شبابنا ما يحاك ضد أمتنا وعرفوا دور الإعلام وكيف يساهم في توعية الشعوب وإرشادها لما فيه خيرها ورقيها، فهبَّ الكثير منهم حاملين الأمانة بأيديهم مدركين مدى وعورتها وخطورتها في ظل أنظمة تضيق على كل ما هو سامٍ ونبيل، وتفسح المجال لكل منحط رذيل، مثلما كتبت عضو التحرير زهرة هراوة.

وترصع العدد الأول من “الربيئة” بمجموعة قيمة من المقالات لكوكبة من المفكرين والمثقفين وإطارات الجمعية، بدءا برئيسها الدكتور عبد الرزاق قسوم الذي كتب مجددا عن الجمعية، وكذلك بن جدو بلخير الذي كتب مقاله حول: الربيئة والربيع الفكري الخاص، كما نجد قصة الأستاذ مازن مطبقاني تروي رحلته مع جمعية العلماء.
ومن المساهمات النوعية أيضا، نقرأ بحث الدكتور علي حليتيم حول “الأزمة النفسية لعزوف الشباب المتدين عن الخطاب الوطني في العالم العربي، فضلا عن مقالة الأستاذ عبد الله قدوس التي عالجت إشكالية التمذهب بين الرفض والتعصب، أما الدكتور محمد جمعة الدربي فقد تناول موضوع “التصحيف وإدعاء القراءات القرآنيّة”، إضافة إلى مقالات أخرى عديدة في غاية الأهمية.