-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الرسمُ هناك والرسّامُ هنا!

الرسمُ هناك والرسّامُ هنا!

عندما تُنزل نفسَك إلى الحضيض، تجد المنحطّين من حواليك، بين من يرجو وُدّك بمقابل مادي، أو يلعنك بما فيك، وقد يضيف إلى مساوئك سيئةً، هي في الحقيقة لن تزيد من وادي المجاري المتعفنة، قطرة.

ما يحدث حاليا في سباق الزعامة في إسبانيا، أزاح الكثير من الستائر عن الدولة المجاورة جنوبا، لهذا البلد الديمقراطي، والصورة الكاريكاتورية التي علقها أحد الأحزاب في شوارع مدريد، وقدَّم فيها ملك المغرب وحليفه في مدريد في وضعية قذرة، تؤكد فعلا بأن الذي يمرّغ نفسه في الطين الآسن، لا بدّ وأن تظهر الأوحال على جسمه. وبدلا من أن نتابع ردة فعل شعبية مغربية، دفاعا عن ملكهم “الشريف”، الذي يقولون ويكرّرون، بل ويقسمون بأنه من المقدسات مثل الله جل جلاله والوطن، حاولوا أن يغيّروا أنامل الرسام الحقيقي من إسبانيةٍ إلى جزائرية، في لقطة هي أكثر إساءة للمغرب من إساءة الرسم القذر الذي طال ملكهم، بعد أن رسم هو نفسه في شوارع باريس منذ أشهر يحمل قُنينة من خبائث الشراب، ولا يكاد يفرّق بين المِشية والوقوف، ووجد أيضا في ذلك المشهد من يدافع عنه، بين من يخلط الترنّح بآثار المرض وسوء فهم الجزائريين للفارق بين “الخبطة” وخطب الوجع، وبين من يتهم “الفوتو شوبير” الجزائريين بالإبداع، إلى درجة تصوير الملك وحاشيته سكارى في شوارع مدينة الملائكة والجن يحملون الخمور ويترنَّحون بلا وعي.

لكل ملوك وزعماء العالم زلاتهم، وقد تصل إلى درجة الكبائر، ولكن ما يقترفه الملك محمد السادس في السنوات الأخيرة في حق شعبه المسكين، هو الفسادُ بعينه المذكور في القرآن الكريم: “إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها”، وما يحزّ في نفس المغاربة الأحرار، أن رائحة الفضائح صارت تصل إلى شوارع باريس وأروقة مدريد وبلاد الغابون، وما يحزّ أكثر في نفس المغاربة الأحرار، أن “عيّاشة” القصر، يجهزون السبب واسم الظالم في كل مرة، في صورة الجزائر التي لم يكفها ما في الملك حتى زادته فضائح في باريس وإذلالا في مدريد، كما يروّجون، ولا أحد منهم اعتبر ما رآه من أغصان مورقة، إنما هو امتداد لجذور قابعة تحت الأرض.

كان يمكن للجالية المغربية المتواجدة في إسبانيا، وما أكثرها، أن تقف احتجاجا على إهانة الرجل الذي شاهدوا جده في القمر، وكان يمكن رفع دعوى قضائية ضد الذين تجرأوا على ملكهم، ورسموه في أسوإ حال، بل وتناقلوا تلك الصور إلى كل بلاد العالم، في بلد ديمقراطي، ولكنهم لم يفعلوا تماما كما في حادثة السُّكر والترنُّح في شوارع باريس عندما التقطوا للملك صورة متحركة ونشروها على نطاق واسع، فجاء اللوم الشديد على من علّق على الفضيحة وليس من صوّرها ونشرها، ليتطور الأمر الآن، إلى تغيير الفاعل الإسباني المعترف مع سبق إصراره وترصده.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!